طلاء الحرذون بالذهب

المؤشر 13-12-2025  

الكاتب: نافذ الرفاعي

في بحثه عن طلاء الحرذون، يقدم نصا يستولد وعيا مقصودا، واعترف انه غير بريء، قد بتذرع بالخيال ويحكي بأصوات متعددة، يفتش عن تناغم الخيال والواقع ويرفض النبيذ.

قالت المرأة الكئيبة العينين والجالسة على ركام بيتها، جفت دموعها من الوحدة التي صنعتها الحرب، ما تزال تنظر نحو الأفق، تستمع إلى كلام المذياع الذي يعمل بالبطارية

كان قاضي القضاة يزخ كذبا، حول مفاوضات الاسرى،

ولا ينهى عن نكاح الميت، وبذلك ذهبت له كل مسعى،

جذبها تجمع ذوي الياقات يطوفون حول بيتها المهدوم، يسير خلفهم عمال يحملون الصبغة والوان تلطخ ثيابهم من الدهان وتلوين الاشياء، .

تاملتهم هناك واستجلت الأمر لا يكاد يعدو أنهم يدشنون تمجيداً لاحدهم، واتضح أنه ليس شهيدا ولا بطلا.

أنها أقرب إلى الدمية، وشرعوا في تثبيتها تعبيرا لهراء ما،

قال السلفي: أنه صنم حرام عليكم.

لم يلتفت إليه أحد وواصلوا صبها وتلوينها،

واخيرا الرأس قال ذو الياقة: انها بالذهب تطلى،

اقتصدوا نحن في حالة حرب ورجل المعابر الهارب أخذ معه تبر الذهب وتركنا في حيص بيص،

وضع العامل الكمامة على وجهه وبدأ في الرش،

نادى على هيئة النصب: تعالو لقد انهيت عملي،

تأمل راس الدمية التمثال قائلا نعم انها تشبهه تماما،

ولكن ما هذا البارز على رأسه ،

اقترب وحركه، تحرك الزاحف واكتشفوا أنه حرذون،

صرخت السيدة :عاش الحرذون الذهبي،.

تجمع الناس الناجين من الإبادة وبدأوا يودعون حزنهم ويضحكون، قال ابو سمير الغزاوي الذي وصل للتو،

حرذون ذهبي،

جائزة أولمبية سحلية برونزية وحرباء فضية، يسلم يمينك على صبغ الحرذون باللون الذهبي،

انتبهوا .

والحرذون ينطلق مسرعا وصعد على عامود اسمنتي مزقت هيبته الشظايا، وهناك وقف الحرذون الذهبي،

صرخ المسؤول: احضروه اقتلوه ازيلوه،

تصدى ابو سمير: ممنوع رمي اي حجر باتجاه الحرذون، والناس كما تشاهد فيلم كوميديا بعد الحزن الدامي،

قال الشاعر من تحت الركام : حينما يتشابه السياسيون ويضحون نسخة واحدة، قرر أحدهم أن يميزه أن يصبغ الحرذون بلون الذهب لعله يخلق لهم عصرا ذهبيا وأعظم من كل العصور التي ينتمون فيها إلى الفشل والفساد

و محطة الاحصاء المؤسسة الحكومية أرقامها فيها الريبة الساكنة، تقرأ الميزانية وهي احجية غير قابلة للتأويل .

قفز المهرج ورقص وغنى

:انت ايها العالم الكالح ونحن نصف حياة ونصف راتب.

فكر في عصر للسلام والبناء والريفيرا والهدم والنسف والقتل.

تقلب المراسم تكون السماء مليئة بالطائرات والقنابل، فصل الانفجارات تتشابه فيها الغارات والايواء .

في لحظات احتياجات طفل مصاب بالسرطان إلى جرعة حب وعشق،

برز المهرج راقصا حول قداسة الحرذون الذهبي ويعلن عصر الحراذين.