الاقتصاد على أعصابك.. كيف تحقق شركات الصحة النفسية أرباحاً هائلة من التوتر
المؤشر 30-11-2025 تحولت إدارة التوتر والبحث عن التوازن النفسي إلى سوق ضخم يدرّ مليارات الدولارات على شركات الصحة والرفاهية، من المكملات الغذائية إلى السفر بهدف الاسترخاء، ومن التطبيقات الرقمية إلى تقنيات الواقع الافتراضي، كل شيء أصبح وسيلة للربح من التوتر البشري.
الأعشاب والمكملات التكيفية
تعد المكملات التكيفية مثل الأشواغاندا والجينسنغ من أبرز أدوات إدارة التوتر، إذ تعمل على تعزيز التوازن الداخلي للجسم. كانت هذه المنتجات سوقاً متخصصاً صغيراً في السابق، لكنها اليوم تتجه نحو أن تصبح صناعة عالمية بقيمة 20 مليار دولار بحلول عام 2030.
في كوريا الجنوبية، شهد سوق المكملات التكيفية زيادة بنسبة 150% منذ 2021، فيما تحتل الهند المرتبة الأولى بقيمة 830 مليون دولار، تليها ألمانيا بـ710 ملايين دولار، ثم الولايات المتحدة بـ650 مليون دولار بين 2022 و2024.
الحبوب المهدئة والبدائل الطبيعية
شهدت المكملات الغذائية المهدئة، مثل المغنيسيوم وكانابيديول والميلاتونين، طلباً متزايداً بسبب ارتفاع مستويات القلق والتوتر.
يُذكر أن سوق كانابيديول وصل إلى 16 مليار دولار، بينما بلغ سوق المكملات المهدئة في الولايات المتحدة 1.95 مليار دولار، تليها ألمانيا 890 مليون دولار، ثم اليابان 760 مليون دولار.
السياحة الصحية
يبحث الناس عن تجربة سفر تركز على الصحة النفسية والجسدية، ما دفع صناعة السياحة الصحية لتصبح سوقاً بقيمة 900 مليار دولار عالمياً، ومن المتوقع أن تتجاوز 1 تريليون دولار بحلول 2027.
ينفق المسافرون في هذا القطاع نحو 53% أكثر من السياح التقليديين، مع أسواق رئيسية في تايلاند، ألمانيا، والولايات المتحدة، ونقاط جذب في الهند، كوستاريكا وسويسرا.
الصمت والمديتيشن
في عالم مليء بالضوضاء، أصبح الصمت سلعة مطلوبة، يزداد الإقبال على المتنزهات الطبيعية الهادئة، مراكز الحرمان الحسي، والعزلة عن المشتتات الرقمية.
تتصدر فنلندا، واليابان، والولايات المتحدة الأسواق في هذا المجال، مع دور بارز لكل من سويسرا وكندا وألمانيا.
التكنولوجيا المهدئة
تجاوزت التطبيقات الرقمية للصحة النفسية والرفاهية، مثل تطبيق Calm كالم، 100 مليون تحميل وتولد إيرادات سنوية تتجاوز 300 مليون دولار.
بالإضافة إلى ذلك، تتيح تقنيات الواقع الافتراضي تجارب غامرة لتخفيف القلق وتحسين النوم، مع أسواق رئيسية في الولايات المتحدة 1.48 مليار دولار، والمملكة المتحدة 620 مليون دولار، وألمانيا 510 ملايين دولار.
الطب الشرقي واليقظة الذهنية
أصبح الطب التقليدي الصيني والأيورفيدا، إلى جانب ممارسات اليقظة الذهنية، جزءاً من برامج رفاهية الموظفين في شركات عالمية مثل غوغل وغولد مان ساكس.
يقود سوقَ الطب الشرقي الهندُ والصين، مع الولايات المتحدة في المركز الثالث بنحو 920 مليون دولار.
مع توقعات بأن يصل حجم السوق العالمي للرفاهية إلى نحو 7 تريليونات دولار بحلول نهاية 2025، يصبح الاستثمار في هذا القطاع مغرياً.
تتصدر الولايات المتحدة الاستثمار في هذا القطاع بقيمة 5.2 مليار دولار، تليها المملكة المتحدة 1.35 مليار دولار.
ختاماً، يظهر بوضوح أن سوق العافية والرفاهية أصبح من أكبر القطاعات الاقتصادية نمواً في العالم، مستفيداً من تصاعد مستويات التوتر والبحث المستمر عن التوازن النفسي والجسدي.
من المكملات العشبية والتقنيات الرقمية إلى السياحة الصحية والطب التقليدي الشرقي، الشركات والمستثمرون يجدون فرصاً هائلة للنمو والابتكار.
ومع توقعات بأن يصل حجم السوق العالمي إلى أكثر من 7 تريليونات دولار بحلول نهاية 2025، من الواضح أن الاستفادة من التوتر البشري لم تعد مجرد فكرة، بل استراتيجية اقتصادية حقيقية تُشكل ملامح صناعة المستقبل.



