الدولار يواصل صعوده مستقراً قرب أعلى مستوى في ثلاثة أشهر
المؤشر 03-11-2025 استقر الدولار الأميركي قرب أعلى مستوياته في ثلاثة أشهر يوم الاثنين، في وقت يترقب فيه المستثمرون صدور بيانات اقتصادية مهمة هذا الأسبوع لتقييم قوة الاقتصاد الأميركي واحتمالات تعديل مجلس الاحتياطي الفيدرالي لسياسته النقدية المتشددة.
وفي المقابل، بقي الين الياباني عند مستويات متدنية هي الأدنى منذ ثمانية أشهر ونصف، متأثراً بفجوة أسعار الفائدة الواسعة بين الولايات المتحدة واليابان، بحسب وكالة «رويترز». كما كانت حركة التداول محدودة في آسيا بسبب عطلة في اليابان، ما جعل معظم العملات الرئيسية تتحرك في نطاقات ضيقة مقابل الدولار القوي.
وتراجع اليورو إلى أدنى مستوياته في ثلاثة أشهر عند 1.1536 دولار، فيما انخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 0.19% إلى 1.3145 دولار قبل اجتماع بنك إنجلترا المرتقب هذا الأسبوع، وسط توقعات بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير. وزادت الضغوط على الإسترليني بسبب التوترات السياسية التي تحيط بوزيرة المالية راشيل ريفز ومخاوف الأسواق من تأثير موازنتها المقبلة في نوفمبر على الشركات والأسر البريطانية.
ومن المرجح أن يؤدي استمرار إغلاق الحكومة الأميركية إلى تأجيل صدور تقرير الوظائف غير الزراعية المقرر يوم الجمعة، ما يدفع المستثمرين إلى مراقبة بيانات بديلة مثل تقرير التوظيف من شركة «ADP» ومؤشرات مديري المشتريات الصادرة عن معهد إدارة التوريد (ISM) لرصد اتجاهات الاقتصاد.
وقال رودريغو كاتريل، كبير استراتيجيي سوق الصرف في بنك أستراليا الوطني: «نقص البيانات يسهم في تهدئة الأسواق، لكن في حال ظهور مفاجآت قوية – سلبية أو إيجابية – قد نشهد تحركات مؤقتة، رغم أن الاحتياطي الفيدرالي لا يبدو في عجلة لتغيير مساره حالياً».
وكان الاحتياطي الفيدرالي قد خفّض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع الماضي كما كان متوقعاً، لكن رئيسه جيروم باول أشار إلى أن هذا الخفض ربما يكون الأخير لهذا العام، محذراً من المخاطر المرتبطة بالتيسير النقدي في ظل غياب مؤشرات واضحة على استقرار الاقتصاد. وأعرب عدد من مسؤولي الفيدرالي عن قلقهم من قرار الخفض الأخير، ما دفع الأسواق إلى تقليص توقعاتها لإجراء خفض جديد في ديسمبر إلى نحو 68%.
واستقر مؤشر الدولار عند 99.73، قريباً من أعلى مستوياته منذ أغسطس، فيما تراجع الين بنسبة 0.1% إلى 154.10 ين للدولار، محافظاً على ضعفه أمام العملات الرئيسية، كما بقي قريباً من أدنى مستوى قياسي له أمام اليورو عند 177.86 ين.
ورغم أن محافظ بنك اليابان كازو أويدا لمح الأسبوع الماضي إلى احتمال رفع الفائدة في ديسمبر، فإن الأسواق لا تزال ترى أن نهج البنك بطيء مقارنة بتشدد الفيدرالي الأميركي، مما زاد الضغوط على الين ودفع السلطات اليابانية إلى التفكير مجدداً في التدخل لدعم العملة.
وقال كاتريل: «إذا اقترب الين من مستوى 155 مقابل الدولار، فستزداد حدة تصريحات المسؤولين اليابانيين، ويرتفع خطر التدخل الفعلي، ما يعزز القناعة بأن بنك اليابان لم يعد يملك ترف الانتظار».
وفي أسواق العملات الأخرى، بقي الدولار النيوزيلندي قريباً من أدنى مستوى له في ستة أشهر ونصف عند 0.5730 دولار، بينما ارتفع الدولار الأسترالي بنسبة 0.2% إلى 0.6566 دولار، مدعوماً بتوقعات تثبيت الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الأسترالي في اجتماعه يوم الثلاثاء، بعد صدور بيانات تضخم جاءت أعلى من التقديرات.



