هل يدفع الإرهاب الإسرائيلي إلى وقف شراء السلاح الأمريكي والتوجه نحو روسيا والصين؟

هل يدفع الإرهاب الإسرائيلي إلى وقف شراء السلاح الأمريكي والتوجه نحو روسيا والصين؟

المؤشر 28-09-2025   لقد إرتكب البيت الأبيض أخطاءا فادحة في أكثر من مناسبة عندما أعلن إلتزامه المطلق بأمن إسرائيل وتفوقها العسكري ، هذا التصريح المتكرر لم يترك مجالا للشك بأننا أمام كيان محتل، يرتكب أبشع الجرائم ويمارس حرب إبادة مخالفة للقوانين والأعراف الدولية، بينما يغدق الغرب عليه كل أشكال الحماية والدعم ،

ولعل الأخطر من ذلك أن هذه المواقف كشفت حقيقة السلاح الأمريكي الذي تتسابق بعض الحكومات الإسلامية لشرائه بمليارات الدولارات ، فهذا السلاح، مهما بدى متطورا، لا يتجاوز في جوهره حدود الخردة السياسية ، ما لم يستخدم في خدمة الأجندة الأمريكية، فالولايات المتحدة لا تبيعه لتعزيز إستقلالية الدول، بل تبيعه مشروطا ومقيدا، وتبقي مفاتيحه التقنية بيدها، بحيث يتحول عند الضرورة إلى مجرد ديكور عسكري يصلح للعروض الوطنية أو المناورات الصحراوية، دون أن يمتلك القدرة على تغيير موازين القوه ،

والدليل القاطع أن هذا السلاح لم يستخدم يوما لحماية فلسطين، ولا لردع الإعتداءات الإسرائيلية، ولا حتى للدفاع عن أي دولة إسلامية في مواجهة عدوان خارجي ، بل إن واشنطن تسمح بتوظيفه فقط في صراعات جانبية تخدم مصالحها، أو في ضرب دول عربية وإسلامية تحت لافتات مختلفة، والأدهى أن حكوماتنا تدفع مئات المليارات، فتثقل موازناتها وتستنزف شعوبها، مقابل سلاح محدود الفاعلية يمكن تعطيله بزر في البنتاغون إذا خرج عن المسار المرسوم.

وهنا تطرح الأسئلة نفسها :

أليس من الأولى توجيه هذه المليارات إلى البحث العلمي وتطوير الصناعات العسكرية الوطنية؟

أليس من الأجدر بناء تحالفات إستراتيجية مع دول مثل روسيا والصين، التي لا تضع قيودا مهينة على إستخدام السلاح وتترك للدول حرية القرار العسكري؟

إن الإستمرار في شراء السلاح الأمريكي بهذا الشكل أشبه بالإرتهان الطوعي للعدو، ودليل على غياب إرادة سياسية حقيقية للتحرر من الهيمنة ، فأمتنا الإسلامية تمتلك العقول والقدرات والثروات، وقادرة على تطوير سلاحها الخاص وحماية أمنها بقرار مستقل، إذا ما تخلت عن عقدة الخوف والوهم أن واشنطن هي المظلة الوحيدة للحماية.

وأقولها بوضوح ، ما لم يوجه هذا السلاح إلى أهداف تشكل تهديدا حقيقيا، وفي مقدمتها إسرائيل، فسيبقى مجرد خردة أمريكية باهظة الثمن، بل يتحول إلى قيد يكبل سيادتنا ويمنعنا من إمتلاك قرارنا الحر في السلم والحرب.

إن ما قامت به المملكة العربية السعودية مؤخرا من توقيع إتفاقية دفاع مشترك مع باكستان النووية، خطوة في الإتجاه الصحيح، خصوصا بعد الإعتداء الإسرائيلي السافر على الدوحة، ذلك الإعتداء الذي جرى على مرأى من القوات الأمريكية وأحدث أسلحتها دون أن تحرك ساكنا.

عميد اردني متقاعد