رأي للمؤشر

الحل الوطني في جنين ممكن وضروري

المؤشر 30-12-2024  

بقلم : عوني المشني

جنين كانت ولا تزال وستبقى جزء من الحل بل هي الحل ، وهي خزان وطني يفيض عطاء وتضحية .

والسلطة ليست هي المشكلة ، وليست امر زائد عن الحاجة هي ضرورة وطنية وانجاز وطني ، هي في الخانة الوطنية بارادتها ، ولن تستطيع ولا ترغب ولا يمكن إلا ان تكون في هذه الخانة .

اجتهادين متناقضين ولكن في نفس المسار ، هذا حمل بندقيته وبوصلته فلسطينية الشكل والمضمون ، وذاك يريد انضباط يعزز الصمود الوطني ، وكلاهما ضحية غياب استراتيجية وطنية شاملة وواضحة .

ان نختلف هذا امر طبيعي ، ان نجتهد ايضا امر طبيعي ، لكن ان نجعل السلاح طريقة للانتصار لرأينا فتلك غريبة عن قيم شعبنا وأخلاقه ومستنكرة من كل قطاعات شعبنا ، وهذا خط احمر يفصل بين الوطنية والخيانة ، بين الحرص والتدمير ، بين الخطأ والخطيئة .

لا حياد في هذه الكارثة ، نحن بكل ما تعني” نحن ” ، نحن ارواح الشهداء ، الالام الجرحى ، عذابات المعتقلين ، نحن في الوطن والشتات ، نحن في غزة ويافا ورام الله وكل قرية ومدينة ومخيم في الوطن ، نحن أطفالا وشيوخا ونساءا ، نحن اكاديميين ومثقفين ومهنيين ومزارعين ، نحن الشعب الفلسطيني بماضيه ومستقبله وحاضره ضد استباحة الدم الفلسطيني ، دم كل شهيد في جنين دمنا ، دم كل شهيد في جنين من السلطة ومن الشباب المقاتل يجري في عروقنا ، نحن لا نستنكر فحسب بل نتحمل مسئولية وطنية واخلاقية ودينية في وقف ما يجري وايجاد حل لما يجري والوصول إلى رؤيا مشتركة واضحة ومحددة .

نحن ننتقد السلطة ولكنها سلطتنا التي نريد ، نحن لدينا ملاحظات على الاداء المقاوم لكنها مقاومتنا التي هي ضرورة لمشروعنا الوطني ، نحن نختلف هنا ونتفق هناك ، نختلف مع جزء من ذاتنا الوطنية ، لا يتوهم احد ان اختلافنا مع السلطة يعني اننا اعداء معها ، نحن نريدها ونسعى لتطوير اداءها وتحسينه ونعتز بها ، لا يقرأنا احد خطأ ، المقاومة حقنا وواجبنا ، لكنها مقاومة واعية حريصة وبناءه ، وهي البداية والنهاية في مشروعنا الكفاحي الوطني .

الصمت لم يعد موقف ، الانتظار لم يعد موقف ، الانحياز المدمر لم يعد موقف .

لن نطلب اذنا من احد لنمنع هذا الانحراف عن بوصلتنا ، لن نبقى صامتين امام الدم الفلسطيني المقدس ، سنقول وسنفعل ما يجب لوقف الكارثة ، سنكون عونا للسلطة على تطبيق القانون والنظام وعونا للمقاومة على الوقوف بوجه مشروع الضم الاستيطاني التوسعي . نعم وهناك هامش واسع يتسع لهذا الموقف ، وهو بالمناسبة موقف الاغلبية الفلسطينية الساحقة .

اليوم نتمنى ان يعود الكل لرشده ، وغدا ، غدا القريب جدا سنخرج عن اطار التمني لنكون في مكان ما يمنع استمرار هذه الكارثة .

يوجد فرصة للحل ، يوجد امكانية للحل ، ممنوع ان نفشل في ايجاد الحل ، ممنوع وبكل ارادة فلسطينية .

ليعلم من لم يعلم بعد ، ليعلم ان هذا وطن لكل فلسطيني ، ليس ” عزبة ” لاحد ، ليس إقطاعية لاحد ، ليس منطقة نفوذ لاحد ، هذا وطن ماديا ومعنويا وتاريخيا وحضاريا لكل من ولد فلسطينيا ولكل من مات فلسطينيا ولكل من سيولد فلسطينيا ، هذا مسرى نبي ومكان ولادة نبي وطريق الالام لنبي وصعود روح نبي ، هذا وطن حلم ، من هذا الذي يريد ان يحوله إلى كابوس ؟!!! من هذا الذي يريد ان يجعل منه مكان مظلم وظالم ؟!!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى