رأي للمؤشر

فشل السلام يعني حتمية العنف

المؤشر 20-07-2024  

بقلم :السفير حكمت عجوري

النتن ياهو سياسي استثنائي بكل معنى الكلمة كونه مختل عقليا برتبة مجنون ومع ذلك فهو عبقري في نفس الوقت وهذا ليس فقط بسبب حرب الابادة والتطهير العرقي التي يقودها في غزة دون ان يرمش له جفن وهو ما يؤكد على صحة ما قلته الا ان عبقريته تكمن في قدرته على توريط كل زعماء الغرب بمن فيهم الرئيس بايدن وجعلهم شركاء له في حرب الابادة هذه الا من رحم ربي من هؤلاء الزعماء وهؤلاء اقل من عدد اصابع اليد الواحدة وهنا نحن لسنا بصدد كشف هوية هؤلاء لانهم كشفوا عن انفسهم بقرارهم الجريء بالاعتراف بدولة فلسطين وهو اضعف الايمان من جانب هؤلاء لردع هذا المجرم الذي تفوق بجرائمه على الجريمة نفسها بما يفعله وعلى مدار 287 يوم متواصلة قتل فيها الاطفال والنساء الغزيين والاجنة في بطون امهاتهم تحت ذريعة الدفاع عن النفس وهذا ما قصدته بتفوق النتن في جرائمه على الجريمة نفسها بزعمه هذا الذي تفوق فيه حتى على فرعون الذي امر في لحظة جنون نتنياهوية بقتل كل مولود جديد ولكنه مع ذلك لم يأمر بقتل الاجنة في بطون امهاتهم وربما كان في ذلك حكمة الهية لينجو سيدنا موسى مع انني على يقين لو انه اي سيدنا موسى كان يعلم بان النتن سيكون من اتباعه لكان اعتذر من خالقه وهو كليم الله عن قبول مهمة ان يكون نبيا لامثال هذا النتن ياهو.

الى ما سبق اضيف رسالة التهنئة التي بعث بها النتن ياهو لمرشح الرئاسة ترمب بمناسبة نجاة الاخير من مجاولة وصفت بانها محاولة اغتيال قام بها غر امريكي عمره 20 سنة وهو عضو في حزب ترمب ، كون هذه الرسالة تضيف الى ما ذكرته انفا لانها لا يمكن ان تكون صادرة عن شخص مجرم باستثناء النتن كونها رسالة تفوح بنتانة تزكم الانوف لسببين اولا انها تحتوي على قيم انسانية لا تمت لمجرم مثل النتن باي صلة خصوصا وان هذا النتن كان قد قام قبل يوم فقط من محاولة اغتيال ترمب قام بمحاولة اغتيال فاشلة في غزة قتل فيها في المقابل وبقنابل امريكية الصنع اكثر من مائة شخص ذنبهم انهم كانوا يحتمون في مكان صنعه هو نفسه لهم على انه مكان آمن وجرح معهم حوالي ثلاث مائة وهذا بالطبع اضافة الى من قتلهم ومنذ الثامن من اكتوبر وبدون توقف والى يومنا هذا وهم اكثر من اربعين الف شخص وعشرات الاف اخرين ما زالو تحت ملايين الاطنان من الانقاض معظمهم من النساء والاطفال.

ولمن يعرف اي شيء عن النتن يعلم بان رسالته لترمب وما جاء فيها من نفاق هي مجرد محاولة لاصلاح ما افسده النتن مع ترمب بعد خسارته امام بايدن ما يعني انها مجرد فخ اخر لترمب المتوقع فوزه في انتخابات الرئاسة الامريكية في نوفمبر القادم وهي نماما مثل فخ صفقة القرن التي وقع عليها ترمب وكانه يوقع على بيع عقار من عقاراته والمعروف انها كانت فخا نصبه النتن لترمب وبمساعدة من غلامه وهو نسيب الرئيس “جاريد كوشنر”.

ولمن يعرف اي شيء عن النتن يعلم ايضا بانه كان سببا مباشرا في اغتيال رابين من خلال التحريض على اغتياله ليس شفاهة فقط وانما من خلال كتابه مكان تحت الشمس الذي صدر في سنة 1993 والذي زعم فيه بان اتفاق السلام (اوسلو) الذي وقعه رابين مع الراحل عرفات انما يهدف لتدمير دولة اسرائيل وبالتالي يجب تدمير هذا الاتفاق قبل ان يتمكن من ذلك ولم يمض وقت طويل بعد ذلك الزعم التحريضي حتى حصل اغتيال رابين الذي يعتبر وبكل المقاييس النقيض الصهيوني للنتن ياهو الذي يعتبر السلام عدو وجودي له و لكيانه الصهيوني.

معاداة السلام بكل ما يحمل ذلك من سفك دماء وقتل في العرف النتياهوي هي طبيعة صهيونية اصيلة تحولت الى واجب نتنياهوي كونها تحمل سر بقاءه وهو ما جعل منه مجرم استثنائي وفوق كل الاخرين من بني جلدته بدا بجابوتنسكي وانتهاء بشارون فما بالنا وهو مهدد بالسجن بسبب جرائم بمنظاره لا قيمة لها مثل خيانة الامانة والرشوة وذلك بالقياس لما فعله في تاريخه الاجرامي بدأ بما حصل لرابين والتضحية بابناء شعبه في تفعيله لبروتوكول هانيبال في السابع من اكتوبر وهو ما سمح بقتل الخاطف والمخطوف وانتهاء بحرب ابادة وتطهير عرقي امام شاشات التلفزيون وهي حرب ابادة اقترفها النتن بحق اصحاب الارض التي يقوم عليها الكيان الصهيوني من اجل ان يمحوا من ذاكرة شعبه قضية التهم الموجهة اليه بمعنى ان حرب الابادة هي بمثابة رشوة للصهاينة من اجل العفو عنه وبقاءه في الحكم الى اخر يوم في حياته.

ختاما اقول لكل اصدقاء اسرائيل ولكل من بقي من العقلاء في المجتمع الاسرائيلي وذلك بعد ان تمكن النتن من تحويل معظم الاسرائيليين الى فاشيين ومتطرفين بان عليهم الخروج من عباءة النتن ياهو وزمرته ان هم فعلا يريدون تحقيق السلام في منطقة لم يبق فيها وبسبب كل ما ذكرناه من يقبل بالتعايش مع الاسرائيليين غير جكام هذه المنطقة ولاسباب خاصة بهؤلاء الحكام دون شعوبهم وفي هذا السياق لا اعتقد ان هناك اي مخرج غير صدور عفو عن النتن وضمان عدم دخوله الى السجن واعتزاله للسياسة والا فان بقاءه في الحكم سيكون ممر اجباري لتحقيق نبوءة العقد الثامن لان النتن يقود كل الاسرائيليين خلفه في مقامرة من المستحيل ان يكسب فيها فهو خاسر منذ اللحظة التي تخلص فيها من رابين وعلى يد الارهابي بغال عامير الذي تخرج من مدرسة “مكان تحت الشمس”.

ان مصادقة الكنيست اليوم على رفض اقامة دولة فلسطينية يعني ان الجلاد اصبح قاضيا وفي نفس الوقت يعتبر اعلان رسمي من قبل النتن ياهو بدفن السلام الذي اشعل فتيل ثورته رابين مع شريكه الراحل عرفات وعليه أقول والى ان يثبت العكس بان النتن ياهو نجح في مهمته بقتل السلام وهي المهمة التي عمل عليها حثيثا طوال سنوات حكمه مستخدما اكاذيبه وحيله في غسل ادمغة الاسرائيليين وجرهم نحو التطرف وهو ما اثمر ايضا في انتخاب سموتريتش وبنغفير كممثلين للارهاب والفاشية. وفي هذا السياق اقتبس ما قاله الرئيس الامريكي الراحل جون كينيدي ” اذا جعلنا من ثورة السلام شيء مستحيل فهذا يعني اننا جعلنا من ثورة العنف شيء حتمي”. وهذا ايضا يثبت صحة ما قاله الامين العام للمنظمة الاممية السيد غوتيريش ان “ما حصل في السابع من اكتوبر لم يحصل من فراغ”.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى