رأي للمؤشر

قمة الاستجابة ومناخات التسوية !

المؤشر 11-06-2024  

بقلم: د.حازم قشوع

تلتئم قمة البحر الميت وسط مناخات متضاربة تعيشها أجواء المنطقة بين التصعيد والتهدئة فيما يجتمع مجلس الامن الدولى لوقف إطلاق النار فى غزة، تقوم بقايا حكومة الحرب الاسرائيلية بموجات من التصعيد تطال الجنوب اللبناني كما تجتاح كامل قطاع غزة وهو ما ينذر باندلاع موجات عنف واسعة قد تشمل الضفة الغربية إذا ما استمرت حالة التصعيد التى تشنها آلة الحرب الإسرائيلية فى المنطقة.

قمة الاستجابة التى ينظر اليها مراقبين باعتبارها تشكل جملة بيان لمحصلة الحرب السائدة تنعقد وسط ظروف تحمل علامات استفهام كبيرة بين ما يقف عليه المجتمع الاسرائيلي من توجهات بعد استقالة أبرز قيادات حكومة الحرب منها بعد العملية الوحشية فى النصيرات وما واكبها من توقف للحالة التفاوضية برفض الحكومة الاسرائيلية للمقترح الأمريكي وتحفظ المقاومة الفلسطينية على الضمانات اللازمة لعدم عودة الجميع لساحات الاشتباك من ثانية بعد انتهاء فترة الهدنة وتبادل الأسرى فى اتون جولة دبلوماسية يقوم بها الوزير بلنكن للمنطقه.

إخفاق التوصل للتسوية جعل من أرضية العمل التى تفيد الرئيس جو بايدن في المقتضيات الانتخابية غائبة عن التفعيل، وهو ما أدى بالبيت الأبيض للبحث عن خيارات أخرى للتهدئة ليكون التوجه صوب نيويورك حيث مجلس الأمن كونه الجهة الدولية القادرة على إعطاء شرعية تدخل سياسي وعسكري تسمح بوقف حالة الحرب الدائرة مع محاولات نتنياهو المكشوفة لشراء مزيدا من الوقت عبر هدن دون قرار يقوم على وقف إطلاق النار، وهى السياسة التى يريدها نتنياهو لتوصله إلى رهانه القائم على انتخاب دونالد ترامب من ثانية.

وفى وسط هذه الأجواء يعيش المجتمع الاسرائيلي مناخات انقسام سياسي بين نهجين، الأول يقوده نتنياهو بزعامة حزب الليكود وائتلاف أحزاب توراتية متطرفة تريد اسقاط أجندتها الدينية على المجتمع الإسرائيلي والفلسطيني معا عبر اسرلة الجغرافيا السياسية لفلسطين التاريخية وإعادة تصنيف السكان بين توراتي مشارك بالسلطة ويهودي مشارك بالحكم وساكن يحمل صفة الأهلية المدنية من دون أهلية سياسية تمكنه من المواطنة، وهو البرنامج الذى تقوم عليه بقايا حكومة الحرب الإسرائيلية وحواضنها الشعبية الداعمة التي مازالت تحمل اغلبيه نفوذ فى الكنيست الاسرائيلي الحالية من دون ثقل ووزن في الحواضن الشعبية مع تقدم فرص الاتجاه الآخر فى استطلاعات الراى الذى يحمل عنوان إسرائيل الصهيونية بزعامة غانتس وازنكورت اضافه الجناح المعارض بقيادة لبيد.

وهو التيار الذي أصبح يشكل خليط بين من هو مناوئ بقيادة غانتس الذي ذهب ليفتح باب أوسع لمساحة مناورة للحكومة، وآخر معارض أخذ تجاه تشكيل البديل بقيادة لبيد وإن كان هذا الجناح بمجمله سيصبح التيار الذي سيخفف من غلو الحكومة فى استخدامها للعنف لكنه لن يجابهها في مسألة استمرار المعارك كما لن يواجهها في قضية وقف الحرب ودعم إقامة مشروع الدولة سيما وان هذا التيار يقف مع منهجية الحرب لكنه يختلف على الكيفية التي يتم التعاطي معها فى التعامل مع الإدارة الديمقراطية في البيت الأبيض.

وهنا تبرز أهمية قمة الاستجابة التي تعقد فى الاردن في دعم الجهود الرامية من أجل التوصل لتوافق لوقف إطلاق النار، وإيجاد حواضن استجابة لقرار وقف إطلاق النار عند اتخاذها، وهو ما يجعلها تعمل باتجاهين أحدهما يقوم على بناء حواضن استجابه وهو ما يتطلب من الجميع الحضور، والآخر يعمل على بناء خطة تنفيذية للوصول بقوافل الاغاثية الى مستحقيها في كامل قطاع غزة ودعم القدس كما الضفه واضافه لتشكل شبكة ضامنه تسمح بتوفير الأمن للمدنيين ومنع جعل قطاع غزة منطقة غير قابلة للعيش عن طريق إيجاد البيئة اللازمة والضرورية التي تسمح بادامة وسائل العيش والحياة.

و بانعقاد قمة الاستجابة يكون الأردن قد دخل بدور مركزي من أجل إنهاء الأزمة سيما وان هذا المؤتمر يجعله يمتلك شرعيه دوليه للحركة، وهو ما يؤهله لاطلاق مبادرة يمكنها تقديم الدعم الانساني وتامينه بشرعيه دوليه كما يمكنه التدخل بشكل أكبر فى بيان الحالة السياسية بمشاركة فاعلة مع مصر وفلسطين وبقية أعضاء المؤتمر في بناء جملة توافق إنسانية و سياسية يجمع حولها الجميع من أجل ترجمة النضالات الفلسطينية باحقاق مشروع الدولة الفلسطينية لصيانة حل الدولتين وتفعيل جمل تفعيلية، وهو ما يجعل قمة الاستجابة قمة سياسية بثوب إنساني.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى