ذا تلغراف الإرهاب يطارد من جديد الموقع الأثري الأكثر قيمة في سوريا
المؤشر 21-12-2024 صحيفة “ذا تلغراف” البريطانية، تنشر مقالاً، كتبه أدريان بلومفيلد، تحدث فيه عن التهديد الإرهابي الذي يعود من جديد ليلاحق مدينة تدمر، الموقع الأثري الأكثر قيمة في سوريا.
ربما كانت أروقة تدمر القديمة، المغطاة بأشعة الشمس، أكثر المناظر جمالاً في سوريا. ومع ذلك، فقد ولّت الأيام التي كان السائحون المذهولون يتسلقون خلالها أنقاض مدينة الملكة زنوبيا التي يعود تاريخها إلى القرن الثالث.
على مدى ثلاثة عشر عاماً منذ آخر حافلة سياحية عبر الصحراء من دمشق، على بعد 150 ميلاً إلى الجنوب الغربي، أصبحت تدمر مكاناً للدمار والهمجية، مسكوناً بأشباح العصر الحديث بدلاً من أشباح الماضي.
ومثله كمثل أي تدمري، يشعر محمود البطمان بفخر شديد بتراث مدينته. عاد إلى الأطلال لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمان يوم الأربعاء، وتجوّل في الأماكن القديمة المألوفة. ولكن عندما وصل إلى المسرح الروماني، أظلمت عيناه.
في هذا المكان، في عام 2015، أجبر تنظيم “داعش” 25 سجيناً مقيدين ومعصوبي الأعين على الركوع أمام خشبة المسرح، ثم أمر أطفال بإطلاق النار عليهم في مؤخرة رؤوسهم بينما كان حشد مذعور ينظر إليهم.
كان محمود يبلغ من العمر 14 عاماً في ذلك الوقت. ويقول إنّ أكثر ذكرياته رعباً كانت مشاهدة قطع رأس خالد الأسعد، عالم الآثار البالغ من العمر 81 عاماً، والذي كرس عقوداً من حياته لدراسة أحجار تدمر التاريخية.
وكان محمود برفقة أخته الصغرى من بين أولئك الذين أجبرهم تنظيم “داعش” على مشاهدة إعدام الأسعد.
وقد ذكر قتلة عالم الآثار، الذين كانوا يقفون خلف ضحيتهم على الدوار في وسط مدينة تدمر، أسباب جريمتهم الدموية. وقالوا إنّ أسعد كان حامياً لـ”الأصنام”؛ وكان قد حضر مؤتمرات “تجديفية” وكان مؤيداً لنظام بشار الأسد، الرئيس السوري المخلوع الآن.
لقد فشلوا في إضافة ما يعتقد الكثيرون أنّه السبب الحقيقي: رفض الأسعد الكشف عن مكان بعض الآثار التدمرية التي تمكن من إخفائها قبل أن يستولي تنظيم “داعش” على المدينة.
وقال محمود: “”لقد ركعوا عليه ورفع الجلاد سيفه عالياً في الهواء”، مضيفاً: ” طلبوا منه أن يريح رأسه على الأرض، لكنه رفض. وقال لهم: “أنا مثل نخلة تدمر. من المستحيل أن أحني رأسي”.. “لذا قطعوا رأسه وهو راكع”.
وبعد قطع الرأس، علّق جلادو أسعد جثته المقطوعة، وتركوا رأسه ونظاراته عند قدميه قبل أن يسمحوا للحشد بالعودة إلى منازلهم