ماذا يحدث في أبل؟ تغييرات قيادية وسط تحديات الذكاء الاصطناعي

ماذا يحدث في أبل؟ تغييرات قيادية وسط تحديات الذكاء الاصطناعي

المؤشر 09-12-2025  عرفت شركة أبل لعقود بأنها شركة تتميز بتقديم منتجات استهلاكية مبتكرة وتقنيات رائدة شكلت طريقة استخدام الناس للتكنولوجيا.

تمر الشركة حالياً بتحولات على مستوى القيادة العليا، في وقت تواجه فيه صناعة التكنولوجيا برمتها مرحلة حرجة.

أعلنت أبل عن رحيل ثلاثة من أعضاء فريقها التنفيذي خلال أقل من أسبوع، بينما استقطبت ميتا أحد قادة التصميم الرئيسيين في أبل، وتتزايد التكهنات حول احتمال استقالة تيم كوك من منصب الرئيس التنفيذي.

وقال روبرت سيجل، وهو مستثمر رأسمالي ومُحاضر في جامعة ستانفورد: «إن الشيء الوحيد الذي يمكننا استنتاجه هو أننا متجهون لفترة من التقلبات المتزايدة في أبل».

وتشهد أسهم أبل ارتفاعاً بنحو 12% هذا العام، وهي قفزة أصغر بكثير مقارنة بارتفاع 30% الذي سجّلته في 2024.

من يغادر أبل ولماذا؟

أعلنت أبل عن رحيل التنفيذيين التاليين هذا الأسبوع:

ليزا جاكسون، نائب الرئيس لشؤون البيئة والسياسات والمبادرات الاجتماعية، ستتقاعد العام المقبل.

كيت آدامز، المستشارة العامة، ستتقاعد العام المقبل أيضاً.

آلان داي، نائب الرئيس لتصميم واجهة المستخدم، سينضم إلى ميتا ككبير مسؤولي التصميم.

جون جياناندريا، نائب الرئيس الأول للذكاء الاصطناعي واستراتيجية التعلم الآلي، سيتقاعد أيضاً العام المقبل.

التعيينات الجديدة في أبل

ستتولى جينيفر نييوستيد، كبير مسؤولي الشؤون القانونية في ميتا، قيادة الشؤون الحكومية في أبل بعد تقاعد آدامز وتولي منصب المستشارة العامة الجديدة.

ستتبع فرق البيئة والمبادرات الاجتماعية الآن صبيح خان، الرئيس التنفيذي للعمليات.

أمار سوبرامانيا، نائب رئيس الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت، سيكون نائب الرئيس الجديد للذكاء الاصطناعي في أبل.

في وقت سابق من هذا العام، تراجع جيف ويليامز عن دوره كرئيس للعمليات.

تغييرات هيكلية في صناعة التكنولوجيا

أبل ليست الشركة التقنية الوحيدة التي تجري تغييرات هيكلية.

أعلنت ميتا عن تحويل بعض استثماراتها من مشروع الواقع الافتراضي «ميتافيرس» نحو نظارات وتقنيات الذكاء الاصطناعي القابلة للارتداء.

وقامت أمازون بتسريح 14 ألف موظف في أكتوبر تشرين الأول ضمن جهود تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي بفعالية أكبر.

ودمجت غوغل العام الماضي فرق الأجهزة والبرمجيات لتسريع دمج الذكاء الاصطناعي في منتجاتها.

وقال دان آيفز، رئيس أبحاث التكنولوجيا لدى Wedbush Securities: هذا يتعارض مع الثقافة التقليدية لأبل، لكنهم بحاجة إلى اتخاذ خطوة سريعة، لأن استراتيجية الذكاء الاصطناعي لم تكن واضحة، وهي ستحدد إرث تيم كوك.

المستقبل والتحديات

تواجه أبل أسئلة حول مستقبلها، خاصة بعد تأجيل التحديث الكبير لمساعدها الصوتي «سيري» الذي كان من المتوقع أن يقربه من قدرات شات جي بي تي من أوبن إيه آي وغيمناي من غوغل، ما يحوّل «سيري» إلى مساعد قادر على التصرف نيابة عن المستخدم واستخدام معلومات من الهاتف لتخصيص الاستجابات.

وقد تم تأجيل هذا التحديث إلى العام المقبل، بينما كانت تحديثات الذكاء الاصطناعي الأخرى للأجهزة محدودة هذا العام.

في المقابل، أعلنت ميتا وغوغل وسامسونغ وأوبن إيه آي عن توسعات كبيرة في منتجات الذكاء الاصطناعي هذا العام 

رحيل داي يمثل تهديداً مباشراً

انضم آلان داي، الوجه البارز لاستوديو تصميم أبل بعد رحيل جوني إيف، إلى ميتا للمساهمة في تحديد موجة الحوسبة القادمة، ويساعد جوني إيف الآن أوبن إيه آي في إنشاء أول منتج عتادي لها.

وقال جو تيغاي، مدير محفظة Rational Equity Armor Fund إن قرار داي بالانضمام إلى ميتا يمثل تهديداً مباشراً أكثر لأبل مقارنة بأي رحيل معلن آخر.

الآيفون لا يزال قوياً

على الرغم من الضغوط في مجال الذكاء الاصطناعي، سجلت مبيعات آيفون 17 أداءً قوياً، ومن المتوقع أن ترتفع أكثر في العام المقبل.

ومن المتوقع أن تتجاوز أبل شركة سامسونغ في شحنات الهواتف الذكية هذا العام لأول مرة منذ 2011، وفقاً لأبحاث كاونتربوينت ريسيرش

كما تُعد الشركة واحدة من القليلين الذين تجاوزوا سقف القيمة السوقية 4 تريليونات دولار، إلى جانب عمالقة الذكاء الاصطناعي مثل إنفيديا ومايكروسوفت.

وقال سيجل إن التغيير ليس دائماً بالأمر السيئ، خاصةً مع مرور الصناعات بفترات انتقالية كما يحدث حالياً في قطاع التكنولوجيا مع الذكاء الاصطناعي.

فاستقطاب موظفين جدد أو ترقية موظفين من الداخل يمكن أن يمنح وجهة نظر مختلفة عندما تقع الشركة في نمط محدد من التفكير والعمل.

وقد يكون هذا بالضبط ما تحتاج إليه أبل، حيث يقول بعض المحللين إن الوقت ينفد على الشركة لتحقيق قفزات أكبر في الذكاء الاصطناعي.

وقال آيفز: لا يمكنك أن تشهد الثورة الصناعية الرابعة وتراقب حفلة الذكاء الاصطناعي من الخارج من خلال النوافذ، ومن الواضح أنهم بحاجة إلى تغييرات كبيرة في القيادة.