التلغراف: تهديدات بوتين النووية “تكتيك متكرر” يهدف لردع الغرب وليس إعلان حرب
المؤشر 06-13-2025 نشرت صحيفة التلغراف البريطانية، مقالا لكون كوغلين يقول فيه إن التهديدات النووية التي يطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ بداية الحرب في أوكرانيا ليست سوى “تكتيك متكرر” يلجأ إليه كلما واجه صعوبات ميدانية أو سياسية.
وأشار الكاتب إلى أن بوتين استخدم هذا الأسلوب عندما ناقشت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن إرسال دبابات وطائرات مقاتلة إلى كييف، ثم عاد للتلويح بخطر التصعيد كلما تقدّمت النقاشات الغربية بشأن تسليح أوكرانيا.
ولفت كوغلين إلى أن موسكو أجرت تدريبات نووية بهدف “ترهيب الغرب”، وأن بوتين عاد مؤخراً ليهدّد بأن روسيا مستعدة للحرب مع أوروبا إذا لم تُقبل شروطها القصوى لإنهاء النزاع، معتبراً أن هذا الخطاب “يأتي في سياق التهويل المعتاد” أكثر من كونه تهديداً وجودياً.
وقال إنّ تدخُّل الدول الأوروبية لتعديل المقترح الأولي الذي تقدمت به إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في محادثات موسكو أثار غضب بوتين، لكن ذلك لا يغيّر حقيقة أن ميزان القوة يميل بوضوح لصالح حلف الناتو، كما أكد الأمين العام للحلف مارك روتّه الذي قال إن القدرات العسكرية للتحالف “أقوى بكثير” من قدرات روسيا.
وأضاف الكاتب أن أحد أسباب إطالة الحرب يعود إلى “تردد” بايدن سابقاً في إرسال الأسلحة المتقدمة إلى كييف خوفاً من استفزاز موسكو، وهو ما جعل الغرب يمنح أوكرانيا القدرة على الدفاع دون القدرة على الحسم.
ويرى كوغلين أن على إدارة ترامب الحالية ألّا تقع في الخطأ نفسه، بل أنْ تتعامل مع تهديدات بوتين بوصفها “مبالغات”، مشيراً إلى أن ترامب أظهر استعداداً لمواجهة موسكو بخطوات مباشرة، من بينها استعراض قاذفة نووية من طراز B-2 خلال زيارة بوتين إلى ألاسكا، ثم إصدار أوامر لاستئناف الاختبارات النووية الأمريكية.
التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة حول الحرب في أوكرانيا، في القاعدة الجوية الأمريكية في ١٥ أغسطس/آب 2025، في أنكوريج، ألاسكا، الولايات المتحدة. صدر الصورة،Getty Images
التعليق على الصورة،ترامب أظهر استعداداً لمواجهة موسكو بخطوات مباشرة، من بينها استعراض قاذفة نووية من طراز B-2 خلال زيارة بوتين إلى ألاسكا
وأشار الكاتب إلى أن الوضع الداخلي لروسيا “أضعف مما يدّعيه بوتين”، وأن المكاسب الميدانية المحدودة جاءت بكلفة بشرية هائلة، وأن صوراً حديثة تُظهر جنوداً على الجبهة يفتقرون إلى معدات الحماية الأساسية.
أما على الصعيد الاقتصادي، فلفت إلى أن العقوبات الأمريكية الأخيرة – التي استهدفت شركتي النفط الرئيسيتين روسنفت ولوك أويل – أدت إلى خسارة روسيا نحو ثلث عائداتها الشهرية من الصادرات.
ولفت كوغلين إلى أن بوتين لن يقبل بأي اتفاق سلام إلا عندما يدرك أن مواصلة الحرب لم تعد خياراً ممكناً، داعياً إدارة ترامب إلى استخدام مزيد من الضغوط، من بينها تشديد الرقابة على الدول التي تشتري النفط الروسي، واستهداف الأسطول البحري “الظل”، وحتى تزويد كييف بصواريخ توماهوك بعيدة المدى التي قد تغيّر مجرى الحرب



