أكثر الشركات ابتكاراً في العالم 2025.. التكنولوجيا تتصدر

المؤشر 03-11-2024   في ظل تسارع التحول الرقمي العالمي وتنامي المنافسة بين القوى الاقتصادية الكبرى، يكشف تصنيف «فوربس» لأكثر الشركات ابتكاراً في العالم لعام 2025 عن خريطة جديدة لاقتصاد المستقبل، حيث تتصدر شركات التكنولوجيا والرعاية الصحية والسلع الاستهلاكية المشهد بفضل استثماراتها الضخمة في البحث والتطوير والذكاء الاصطناعي.

وتشير القائمة إلى أن الولايات المتحدة لا تزال تتربع على عرش الابتكار العالمي، مع حضور لافت لعدد من الشركات الآسيوية، خصوصاً من كوريا الجنوبية والهند والصين، التي تسعى لترسيخ مكانتها كمحركات جديدة للنمو الاقتصادي، ويؤكد هذا الاتجاه أن الابتكار أصبح اليوم القيمة المضافة الأهم في ميزان الأسواق العالمية، والعنصر الحاسم في تحديد قوة العلامات التجارية واستدامتها في عصر الاقتصاد الرقمي.

أكثر 25 شركة ابتكاراً في العالم

تضم قائمة مجلة فوربس لأكثر الشركات ابتكاراً في العالم لعام 2025، 25 شركة عالمية تقود قطاعاتها من خلال الإبداع والتكنولوجيا والتأثير الاجتماعي.

وجاءت في الصدارة شركة ServiceNow الأميركية، المتخصصة في أتمتة سير العمل الرقمي، باعتبارها الشركة الأكثر ابتكاراً لهذا العام. وذلك بفضل ريادتها في أتمتة سير العمل الرقمي وتقديم حلول ذكية للشركات والمؤسسات. وجاءت بعدها شركة Workday الأميركية المتخصصة في تطوير حلول سحابية للموارد البشرية والتمويل، تلتها Salesforce التي عززت مكانتها في أنظمة إدارة علاقات العملاء عبر السحابة.

وفي قطاع السيارات، واصلت تسلا الأميركية حضورها القوي بفضل ابتكاراتها في السيارات الكهربائية وتقنيات القيادة الذاتية، بينما حافظت أمازون على موقعها ضمن المراكز الأولى بفضل توسعها في التجارة الإلكترونية والحوسبة السحابية، كما ضمت القائمة نتفليكس في فئة الخدمات الاستهلاكية، تقديراً لدورها في تطوير البث الرقمي وإنتاج المحتوى الأصلي.

وفي مجال الرعاية الصحية، برزت شركة Incyte الأميركية بابتكاراتها في علاجات الأورام المتقدمة، إلى جانب Celltrion الكورية المتخصصة في الأدوية الحيوية، وRegeneron وVertex وAlexion Pharmaceuticals، التي تميزت جميعها في علاج الأمراض النادرة والتكنولوجيا الحيوية.

أما في السلع الاستهلاكية، فقد ظهرت Hindustan Unilever الهندية وUnilever Indonesia الإندونيسية بين أكثر الشركات ابتكاراً بفضل نهجهما المستدام في تطوير المنتجات الاستهلاكية، إلى جانب Monster Beverage الأميركية وAmorepacific الكورية التي أبدعت في مجال مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة.

وشملت القائمة كذلك شركات تقنية كبرى مثل Adobe Systems الرائدة في أدوات الإبداع الرقمي، وAutodesk المتخصصة في برمجيات التصميم والهندسة ثلاثية الأبعاد، وRed Hat التي تواصل تطوير حلول المؤسسات مفتوحة المصدر، إضافة إلى Naver الكورية وTencent الصينية اللتين تقودان الابتكار في الذكاء الاصطناعي، والألعاب، والتكنولوجيا المالية.

كما حجزت شركات الخدمات مكاناً لافتاً في التصنيف، من بينها Marriott International التي تميزت في الضيافة الرقمية، وCP All التايلاندية التي أحدثت نقلة في قطاع تجارة التجزئة الحديثة.

منهجية التصنيف

استندت «فوربس» في تصنيفها إلى ما يُعرف بـ«علاوة الابتكار» (Innovation Premium)، وهي الفرق بين القيمة السوقية للشركة والقيمة الحالية الصافية لأعمالها غير الابتكارية.

ويعكس هذا المؤشر حجم رهان المستثمرين على مستقبل الشركة وقدرتها على الابتكار، إذ يُحسب على مدى عدة سنوات لتقدير استدامة الابتكار في أدائها.

هيمنة أميركية على قمة الابتكار

تصدرت الشركات الأميركية القائمة بفضل ريادتها في قطاعات التكنولوجيا والخدمات الرقمية، إذ تضم المراتب الخمس الأولى أسماءً مثل Workday وSalesforce وTesla وAmazon وNetflix.

وتعتمد هذه الشركات على الذكاء الاصطناعي لتعزيز تخطيط الموارد وإدارة العلاقات مع العملاء وتحسين التجربة الرقمية للمستهلكين.

آسيا تبرز كمنافس قوي

ورغم الهيمنة الأميركية، شهد التصنيف حضوراً لافتاً لعدد من الشركات الآسيوية. فمن كوريا الجنوبية، جاءت Naver ضمن العشرة الأوائل بفضل تطويرها نموذج اللغة الكبير HyperClova X، الذي تم تدريبه باستخدام بيانات كورية تفوق تلك المستخدمة في تدريب GPT-4 بـ6,500 مرة، ما جعله أكثر قدرة على فهم الثقافة والمجتمع الكوريين.

وفي تايلاند، برزت شركة CP All، المشغلة لسلسلة متاجر 7-Eleven، بفضل استثماراتها في التحول الرقمي واللوجستيات الذكية.

أما الصين، فقد دخلت القائمة عبر عملاق التكنولوجيا Tencent، التي تواصل ضخ استثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي والتقنيات المالية والألعاب الإلكترونية، وتمتلك واحدة من أكبر محافظ براءات الاختراع في العالم في مجال الذكاء الاصطناعي.

وأخيراً، تُظهر قائمة فوربس لعام 2025 أن الابتكار أصبح العملة الجديدة للاقتصاد العالمي، حيث تراهن الأسواق والمستثمرون على قدرة الشركات على التجديد والقيادة التقنية أكثر من أي وقت مضى.

ومن الواضح أن المستقبل ستقوده الشركات التي تستطيع الدمج بين الإبداع، والذكاء الاصطناعي، والاستدامة في نموذج أعمالها.