جنسن هوانغ: إنفيديا أصبحت خارج الصين بنسبة 100%

جنسن هوانغ: إنفيديا أصبحت خارج الصين بنسبة 100%

المؤشر 20-10-2025    دعا الرئيس التنفيذي لشركة «إنفيديا»، جنسن هوانغ، إلى اتباع نهج أكثر توازناً في تنظيم وصول الصين إلى التقنيات الأميركية الضرورية لتطوير الذكاء الاصطناعي، محذّراً من أن السياسات التي تضر بالصين قد ترتد سلباً على أميركا نفسها، وأحياناً بشكل أكبر.

وفي مقابلة مع «سيتاديل سيكيوريتيز» يوم الثلاثاء، قال هوانغ: «قبل أن نندفع نحو سياسات تُلحق الضرر بالآخرين، يجب أن نتراجع خطوة إلى الوراء ونتأمل ما هي السياسات التي تفيد أميركا».

سباق الذكاء الاصطناعي والحرب التجارية

تأتي تصريحاته في وقتٍ أصبحت فيه معالجات «إنفيديا» سلعة استراتيجية في سباق الذكاء الاصطناعي، وأداة تفاوض سياسية في الحرب التجارية بين واشنطن وبكين.

كما أوضح هوانغ أنه يود أن يعتمد العالم على المعرفة الأميركية، لكنه أشار إلى أن نحو نصف باحثي الذكاء الاصطناعي في العالم موجودون في الصين، مضيفاً: «أعتقد أنه خطأ ألا يُسمح لهؤلاء الباحثين ببناء الذكاء الاصطناعي باستخدام التكنولوجيا الأميركية».

وأكد هوانغ أن تحقيق توازن بين هدف الحفاظ على التفوق التكنولوجي الأميركي وبين الوصول إلى السوق الصينية يتطلب نهجاً دقيقاً لا يعتمد على مبدأ «الكل أو لا شيء»، مشيراً إلى أن الواقع الحالي بعيد عن ذلك، إذ أصبحت «إنفيديا خارج الصين بنسبة 100%».

إنفيديا خارج الصين تماماً

وقال الرئيس التنفيذي لشركة «إنفيديا» جنسن هوانغ: «انتقلنا من حصة سوقية تبلغ 95% إلى 0%، ولا أستطيع أن أتخيل أن أي صانع سياسات يظن أن هذه فكرة جيدة، أن تؤدي السياسات التي نُفذت إلى فقدان أميركا أحد أكبر الأسواق في العالم».

لم يذكر هوانغ أسماء أو إدارات بعينها، لكن إدارة بايدن كانت قد فرضت عام 2022 قواعد تقيد تصدير أكثر رقائق «إنفيديا» تقدماً إلى الصين، ما دفع الشركة إلى تصميم معالجات تتوافق مع الحدود الجديدة.

وفي أبريل نيسان، قالت «إنفيديا» إن إدارة ترامب منعت بيع بعض رقائقها المخصصة للذكاء الاصطناعي إلى الصين من دون تراخيص، وألزمت الشركة بالحصول عليها للمبيعات المستقبلية. ثم في أغسطس آب، منحت الإدارة تراخيص تصدير محددة لبعض رقائق «إنفيديا» و«إيه إم دي» إلى الصين مقابل 15% من الإيرادات.

لكن تقارير أفادت بأن الجهات التنظيمية في بكين أبلغت شركات التكنولوجيا المحلية بعدم شراء رقائق «إنفيديا» المصممة وفق المتطلبات الأميركية، في حين فرضت الحكومة الصينية قيوداً صارمة على صادرات المعادن النادرة، وهي مكونات أساسية للعديد من التقنيات المتقدمة، مقلدة القيود الأميركية على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي.

وقد دفع ذلك الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الرد بفرض رسوم إضافية قدرها 100% على السلع الصينية. ومن المقرر أن تستأنف الوفود من الجانبين المحادثات هذا الأسبوع، قبل لقاء مرتقب بين ترامب ونظيره الصيني في وقت لاحق من الشهر.

وقال هوانغ لـ«سيتاديل» إن جميع التوقعات المالية للشركة حاليًا تفترض أن السوق الصينية خارج الحسابات، مضيفاً: «إذا حدث أي شيء في الصين، وهو ما آمله، فسيكون بمثابة مكافأة إضافية. إنها سوق كبيرة، الصين هي ثاني أكبر سوق حواسيب في العالم، وهي منظومة حيوية.. أعتقد أنه خطأ من الولايات المتحدة ألا تشارك فيها. آمل أن نستمر في الشرح والتوضيح والإبقاء على الأمل في تغيير السياسة».