نيويورك تايمز: القادة الأمريكيون والإسرائيليون استخدموا وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران كـ “انتصار” لانهاء الحرب في غزة وتوسيع الاتفاقيات الإبراهيمية وانقاذ نتنياهو من تهم الفساد
المؤشر 12-07-2025 نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا للكاتبة ميراف زونسزين، وهي محللة أولى مختصة بالشأن الإسرائيلي في “مجموعة الأزمات الدولية”، بالإشارة إلى أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران في 24 يونيو/حزيران، استخدمه القادة الأمريكيون والإسرائيليون كـ “انتصار” لطرح فرص إنهاء الحرب في غزة، وتوسيع الاتفاقيات الإبراهيمية، ولإلغاء محاكمة نتنياهو بتهم الفساد.
وتقول الكاتبة إن الأثر الفعلي للحملة العسكرية التي استمرت 12 يوماً لا يزال غير واضح، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي يزعم تأخير البرنامج النووي الإيراني لسنوات، لكنه يعترف بصعوبة التأكد من ذلك.
وتشير الكاتبة إلى أن نتنياهو “نجح” منذ هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول، في تقليص نفوذ وكلاء إيران، لا سيما حزب الله في لبنان، مع سقوط نظام الأسد في سوريا، ما أتاح “فرصة لتغيير استراتيجي حقيقي لإسرائيل”، على حد تعبيرها.
لكنها تؤكد أنه بدون حوار بين الولايات المتحدة وإيران واتفاق فعّال لتفتيش البرنامج النووي الإيراني، قد يبقى الصراع الذي استمر12 يوماً، مجرد حلقة جديدة في سلسلة ضربات تهدف إلى عرقلة إعادة بناء القوة النووية والتقليدية الإيرانية.
تعتبر الكاتبة أن نهج “جز العشب”، القائم على شن ضربات عسكرية محدودة ومتكررة، هو تكرار لاستراتيجية “فاشلة” أثبتت عدم جدواها، بحسب المقال.
إذ يشير المقال إلى أن الصراع الأخير، رغم قصر مدته، ترك أثراً كبيراً، حيث قتل أكثر من 1,000 إيراني ونحو 28 إسرائيلياً. وترى الكاتبة أن إيران أظهرت قدرتها على تعطيل الحياة اليومية في إسرائيل عبر إغلاق المجال الجوي، واستهداف منشآت استراتيجية، مما أدى إلى نزوح آلاف السكان.
وتذكر زونسزين إلى أنه بالرغم من الكشف عن بعض هذه الأضرار، إلا أن الكثير منها لا يزال خاضعاً للرقابة الإسرائيلية الصارمة، فيما اعتمدت مصادر أجنبية على بيانات الرادار التي تُظهر عدة ضربات مباشرة على قواعد عسكرية.
ترى الكاتبة أن توقيت الصراع يثير الشبهات، إذ جاء وسط تصاعد الضغوط الأوروبية بشأن غزة، وقبيل مبادرة فرنسية-سعودية محتملة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، والتي تأجلت بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران.
يفيد المقال بأن نتنياهو ربط مصير الرهائن الإسرائيليين والحرب بمصيره القضائي، مستفيداً من دعم ترامب للهجوم على إيران ودعوته لإسقاط محاكمته، ويسعى الآن لتحويل الأنظار عن “فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها في حرب غزة”، نحو وعود بسلام إقليمي “خيالي” يخدم مستقبله السياسي ويتجاهل القضية الفلسطينية.
وتخلص الكاتبة إلى أنَّ “القوة العسكرية الإسرائيلية في مواجهة إيران اليوم تبدو نصراً واستقواءً، لكنها قد تتحول إلى عبء في غياب رؤية نهائية، خاصة إذا استنتجت إيران أن القنبلة النووية وحدها هي ما يمكن أن يضمن أمنها”.
وتختتم الكاتبة قائلة: “سردية النصر الحقيقية يجب أن تتمثل في دخول إسرائيل في اتفاقيات أمنية طويلة الأمد لا تقوم على استخدام القوة العسكرية، بل تسعى للتخلي عنها. وهذا يعني السعي إلى إغلاق دوائر الصراع، من خلال دعم العودة إلى الدبلوماسية الأمريكية مع إيران، وإنهاء الحرب في غزة، كخطوة أولى على هذا الطريق”. (بي بي سي)



