بوليتيكو نوع جديد من الحزب الجمهوري يتشكّل
المؤشر 20-07-2024 صحيفة “بوليتيكو” الأميركية تنشر تقريراً تتحدث فيه عن برنامج الحزب الجمهوري الذي يظهِر فيه تحولاً وتغييراً في المواقف بهدف جذب الوسطيين في الانتخابات.
هناك نوع جديد من الحزب الجمهوري يكشف عن نفسه في مؤتمره الوطني؛ فإذا نظرنا من كثب، سنجد أنّ الحزب يتغيّر، إذ يتبنى بشكل متزايد الشعبوية الاقتصادية في الداخل والانعزالية في الخارج، ويغير موقفه من الإجهاض الذي دام عقوداً، ولم يعد حذراً من بعض المصالح التجارية فحسب، بل صار معادياً لها أيضاً.
قال السيناتور جيمس ديفيد فانس من ولاية أوهايو، الذي أعلن ترامب حديثاً اختياره له لمنصب نائب الرئيس، إنّ الحزب الجمهوري يمر “بفترة جمهورية متأخرة”، ويحتاج الحزب إلى “أن يصبح جامحاً للغاية”.
وهذا بالضبط ما يحدث في ميلووكي. ولم يكن الأمر يقتصر على اختيار ترامب لفانس، المعارض لمساعدات أوكرانيا، والذي قال ذات مرة: “أنا لا أهتم حقاً بما يحدث لأوكرانيا”، بل أيضاً اعتماد الحزب لبرنامج إجهاض مخفف، وانتقادات الشركات التي سمعها في قاعة اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري.
إنّها نتيجة تضافر التغيرات الاقتصادية والديموغرافية والثقافية، بما في ذلك الحركة العمّالية الصاعدة حديثاً التي يجد الحزب الجمهوري نفسه منجذباً إليها بشكل متزايد. ولم تسفر هذه القوى مجتمعة إلا عن تجديد قناعات الحزب.
قال مارك شورت، الذي شغل منصب كبير موظفي نائب الرئيس مايك بنس من عام 2019 إلى عام 2021، وهو بعيد جداً عن هذه النسخة الجديدة من الحزب: “أعتقد أنّ ما نشهده الآن هو هجوم مباشر كامل على التيار المحافظ”، وأضاف أنّ “الحزب الجمهوري يبتعد عن القضايا الحياتية والزواج التقليدي، ويتبنى زيادة التعريفات الجمركية في جميع المجالات، لكنني أشعر كأننا ذهبنا إلى أبعد من ذلك عندما كان لديك متحدثون يقولون في الأساس إنّ حلف شمال الأطلسي كان مخطئاً، ويشيرون إلى خالقي الوظائف باعتبارهم خنازير الشركات”، معتبراً أنّ “هذا يشكّل انحرافاً هائلاً عن المسار الذي سلكه حزبنا، ولا أعتقد أنه وصفة للنجاح”.
ولعل الأمر الأكثر إثارة للصدمة بالنسبة إلى بعض الجمهوريين الأكثر تقليدية هو الخطاب الناري الذي ألقاه رئيس مجموعة دولية لسائقي الشاحنات، شون أوبراين، والذي تطرق فيه إلى النزعة الاقتصادية المحافظة التقليدية، وانتقد “نخبة الشركات”، موضحاً الضرر الناجم عن قوانين الحق في العمل، التي تم تمريرها في الغالب في الولايات التي يديرها الحزب الجمهوري.
وقال ديفيد أوربان، المستشار السابق لحملة ترامب لعام 2016، لصحيفة “بوليتيكو” إنّه تساءل عمّا إذا كان في المؤتمر الصحيح! أمّا السيناتور مايك براون من ولاية إنديانا، فعبّر عن قلقه إزاء الأمر نفسه.
كذلك، قال النائب جيم جوردان من ولاية أوهايو: “أعتقد أنّ ترامب جعل حزبنا كما كان ينبغي أن يكون دائماً، وهو حزب شعبوي متجذر في المبادئ المحافظة”.
لكن اختيار ترامب لفانس هو الذي يمكن في نهاية المطاف أن يعزز مسار الحزب نحو نقطة مختلفة.
وكان مؤسس مركز الأبحاث المحافظ “البوصلة الأميركية” قد تنبّأ بـ”نشوء تيار محافظ متعدد الأعراق والطبقة العاملة كأساس لحزب جمهوري فعلي يمكن أن يحقق أغلبية حاكمة دائمة”، والحزب الجمهوري الجديد هو أفضل مثال على ذلك. ويفتقد برنامج الحزب الآن أيّ ذكر للزواج بين رجل وامرأة، وهو عنصر أساسي في مبادئ الحزب منذ فترة طويلة. وبدلاً من ذلك، يتحدث عن تعزيز “ثقافة تقدّر قدسية الزواج” و”الدور التأسيسي للعائلات”، وهو ما تم الترحيب به إلى حد كبير باعتباره انتصاراً للجمهوريين المؤيدين لمجتمع المثليين، ولكنه بمنزلة ضربة للجناح المحافظ اجتماعياً في الحزب.
قال السيناتور السابق ريك سانتوروم من ولاية بنسلفانيا إنّ برنامج الحزب ليس محافظاً.. ترامب يستهدف الوسطيين بشكل مباشر”. وهناك مسألة الإجهاض. ويبيّن نهج ترامب أنّه اختار ترك قضية الإجهاض للولايات، وهو الموقف الذي يجعل الإجهاض متاحاً على نطاق واسع في العديد من الولايات.
ويتبنى المندوبون في المؤتمر إلى حد كبير وجهة نظر الرئيس السابق. ووصف كيب كريستيانسون، مندوب ولاية مينيسوتا الذي شارك في لجنة إعداد برنامج الحزب، بأنه “مؤيد للحياة”، لكنه أقرّ بأنّ هذا ليس موقف ولايته، إذ يعد الإجهاض قانونياً حتى يصبح الجنين قادراً على الحياة