انقذوا طوباس والاغوار الشمالية
مَشْرُوعُ الْمَمَرِّ الشَّرْقِيّ".. اسْمٌ قَدْ يَبْدُو لِلْوَهْلَةِ الْأُولَى مُجَرَّدَ مَشْرُوعٍ لِتَطْوِيرِ الْبِنْيَةِ التَّحْتِيَّةِ، لَكِنَّهُ عَلَى أَرْضِ الْوَاقِعِ يُمَثِّلُ الْحَلَقَةَ الْأَخْطَرَ فِي مُخَطَّطِ عَزْلِ شَمَالِ الضِّفَّةِ الْغَرْبِيَّةِ عَنْ رِئَتِهَا الْحَيَوِيَّةِ فِي الْأَغْوَارِ. نَحْنُ لَا نَتَحَدَّثُ هُنَا عَنْ مُجَرَّدِ "شَارِعٍ"، بَلْ عَنْ مَنْظُومَةِ عَزْلٍ مُتَكَامِلَةٍ، تُعِيدُ
هَنْدَسَةَ الْجُغْرَافيَا لِفَرْضِ وَاقِعٍ سِيَاسِيٍّ جَدِيد
يَهْدِفُ هَذَا الْمُخَطَّطُ إِلَى تَحْوِيلِ التَّجَمُّعَاتِ الْفِلَسْطِينِيَّةِ فِي طوباس تَيَاسِير، الْعَقَبَة، وَعَاطُوف، إِلَى مَا يُعْرَفُ بِـ "الْمَعَازِلِ الْمَخْنُوقَةِ"، فَاقِدَةِ التَّوَاصُلِ الْجُغْرَافِيّ. إِنَّهُ يَرْسُمُ حُدُودًا أَمْنِيَّةً جَدِيدَةً تَمْتَدُّ مِنْ عَيْنِ شِبْلِي وُصُولًا لِلْعَقَبَة، مَانِعًا الْفِلَسْطِينِيِّينَ مِنَ الْوُصُولِ إِلَى الشَّرِيطِ الشَّرْقِيّ. وَالْهَدَفُ؟ تَطْبِيقُ "تَطْهِيرٍ مَكَانِيٍّ صَامِتٍ"؛ لِدَفْعِ السُّكَّانِ لِلْهِجْرَةِ، وَتَفْرِيغِ الْأَرْضِ لِصَالِحِ التَّوَسُّعِ الِاسْتِيطَانِيِّ فِي مُسْتَوْطَنَتَيْ "بَقْعُوت" و"رُوعِي
اقْتِصَادِيًّا.. الضَّرْبَةُ مُوَجَّهَةٌ لِقَلْبِ "سَلَّةِ غِذَاءِ فِلَسْطِينَ" فِي سَهْلِ الْبُقَيْعَةِ والاغوار وَعَاطُوف. آلِيَّاتُ الْمَشْرُوعِ سَتَدْهَسُ مِئَاتِ الدُّونَمَاتِ مِنَ الْبُيُوتِ الْبْلَاسْتِيكِيَّةِ، وَسَتَرْدِمُ الْآبَارَ الْارْتِوَازِيَّةَ وَخُطُوطَ الْمِيَاهِ، مُحَوِّلَةً آلافَ الدُّونَمَاتِ مِنْ أَرَاضٍ مَرْوِيَّةٍ مُنْتِجَةٍ إِلَى أَرَاضٍ بَعْلِيَّةٍ أَوْ بُور. كَمَا سَيُحْرَمُ أَكْثَرُ مِنْ أَرْبَعِينَ أَلْفَ رَأْسٍ مِنَ الْمَاشِيَةِ مِنَ الْوُصُولِ إِلَى مَرَاعِيهَا الطَّبِيعِيَّةِ، مِمَّا يَضَعُ هَذَا الْقِطَاعَ الْحَيَوِيَّ عَلَى حَافَّةِ الِانْهِيَار.
وَبِلُغَةِ الْأَرْقَامِ، الْفَاتُورَةُ بَاهِظَةٌ جِدًّا. التَّقْدِيرَاتُ الْمَيْدَانِيَّةُ تُشِيرُ إِلَى خَسَائِرَ سَنَوِيَّةٍ مُبَاشِرَةٍ تَتَجَاوَزُ سَبْعَةَ عَشَرَ مَلْيُونَ وَنِصْفَ الْمَلْيُونِ دُولَار. اهم هَذِهِ الْخَسَائِرُ : ثَلَاثَةِ مَلَايِينَ وَنِصْفٍ نَتِيجَةَ هَدْمِ الدَّفِيئَاتِ الزِّرَاعِيَّة. سِتَّةِ مَلَايِينَ خَسَائِرَ فِي الْمَحَاصِيلِ الْحَقْلِيَّة. وَقُرَابَةَ الْأَرْبَعَةِ مَلَايِينَ وَنِصْفٍ كَأَعْبَاءٍ إِضَافِيَّةٍ لِلْأَعْلَاف
هَذِهِ الْمَلَايِينُ هِيَ خَسَائِرُ سَنَوِيَّةٌ مُتَجَدِّدَةٌ، لَكِنَّ الْخَسَارَةَ الِاسْتِرَاتِيجِيَّةَ الْعُظْمَى تَكْمُنُ فِي انْخِفَاضِ قِيمَةِ الْأَرْضِ بِنِسْبَةٍ تَصِلُ إِلَى ثَمَانِينَ بِالْمِائَةِ بِمُجَرَّدِ وُقُوعِهَا خَلْفَ الْجِدَارِ أَوْ فِي حَرَمِ الشَّارِع. "الْمَمَرُّ الشَّرْقِيّ".. هُوَ بِاخْتِصَار: ضَمٌّ فِعْلِيٌّ لِلْأَرْضِ، وَإِعْدَامٌ لِمُسْتَقْبَلِ التَّنْمِيَةِ فِي مُحَافَظَةِ طُوبَاس وانهاء لحلم الدولة .



