مصانع السيارات تتحوّل إلى أكبر مسرّع عالمي للروبوتات الشبيهة بالبشر بحلول 2030
المؤشر 17-11-2025 قفزت المنافسة بين الشركات المصنعة للسيارات الكهربائية، لتتحول مصانع السيارات حول العالم إلى مختبرات حقيقية لاختبار جيل جديد من الروبوتات التي تبدو أقرب إلى العمّال البشر منها إلى الآلات.
ومع دخول شركات مثل «تسلا» و«إكسبينغ» السباق بقوة، باتت صناعة السيارات على أعتاب تحول قد يعيد رسم مستقبل خطوط الإنتاج خلال خمس سنوات فقط.
اعتماد متسارع في مصانع السيارات
تشير أحدث تقديرات «كاونتربوينت ريسيرتش» إلى أن قطاع السيارات يُظهر أكبر فرصة عالمية لتبنّي الروبوتات الشبيهة بالبشر خلال السنوات المقبلة.
ووفقاً للتوقعات، من المرتقب نشر أكثر من ألف روبوت من هذا النوع في مصانع السيارات حول العالم بنهاية 2025، أي ما يشكّل نحو 9% من إجمالي التركيبات السنوية للروبوتات الشبيهة بالبشر.
انخفاض الأسعار يمهّد لانتشار واسع
وتتسارع وتيرة التطور مع انخفاض متوسط سعر الروبوت، وفي السيناريو الأكثر تفاؤلاً، من المتوقع أن يهبط متوسّط السعر إلى خمسين ألف دولار فقط بحلول 2030.
يفتح ذلك الباب أمام انتشار واسع في مصانع السيارات التي تبحث عن حلول مرنة ودقيقة في المهام المعقدة مثل الفرز والنقل وتجميع القطع ذات الحساسية العالية.
قفزة ضخمة بحلول 2030
وخلال 2030، يرجّح أن تتجاوز التركيبات السنوية للروبوتات الشبيهة بالبشر في قطاع السيارات خمسين ألف وحدة، بمعدل نمو سنوي مركب يصل إلى 102%.
وتصاعد الزخم بعد الظهور اللافت لروبوت «إيرن IRON» من شركة «إكسبينغ» الصينية في الخامس من نوفمبر تشرين الثاني، الذي أعاد تسليط الضوء على قدرات الشركات المصنعة للسيارات الكهربائية في تطوير نماذج روبوتية متقدمة.
وبعد يومين فقط، أعاد إيلون ماسك تأكيد رؤيته بتحويل «تسلا» إلى أكبر شركة روبوتات شبيهة بالبشر في العالم، معلناً أن الشركة ستنتج ملايين النسخ من روبوت «أوبتيموس» في السنوات المقبلة، مع خفض تكلفة التصنيع إلى نحو عشرين ألف دولار للوحدة على المدى الطويل.
ميزة تنافسية لصناع السيارات الكهربائية
وتستفيد شركات السيارات الكهربائية من ميزات تنافسية في سباق الروبوتات، فتعتبر خبرتها المتراكمة في الذكاء الاصطناعي وأنظمة القيادة الذاتية تمنحها قدرة أكبر على تدريب نماذج الرؤية واللغة والحركة، الضرورية لعمل الروبوتات في بيئات معقدة.
كما أن مصانع السيارات، ذات خطوط الإنتاج المنظمة، توفر بيئة مثالية لتجربة المهام التكرارية ذات الدقة العالية، وهناك أيضاً تشابه واسع بين سلاسل توريد السيارات والروبوتات، ما يتيح للشركات مثل «تسلا» و«إكسبينغ» تصنيع مكونات صغيرة ومتطورة بتكلفة أقل.
ولا يقتصر السباق على الشركات المصنعة للسيارات فقط.
إذ برزت شركات ناشئة في أميركا والصين مثل فيغير آي Figure AI وليجو روبوت Leju Robot وسانكتشواري آي SANCTUARY AI ويوبتيك UBTECH التي قطعت خطوات كبيرة عبر اختبار روبوتاتها في مصانع السيارات الأكثر تقدمًا في العالم.
ويبدو أن القطاع انتقل بالفعل من مرحلة التجارب المحدودة إلى مرحلة النشر الفعلي.



