من 2.25 إلى 14 تريليون دولار.. الذكاء الاصطناعي يقود ثورة في سوق المدن الذكية

المؤشر 10-11-2025  في عالم يتسارع فيه نبض المدن نحو الذكاء، يقفز سوق المدن الذكية العالمي إلى آفاق غير مسبوقة، مع توقعات بتسجيله 2.25 تريليون دولار في 2025 وانفجار في حجم السوق يصل إلى 13.95 تريليون دولار بحلول 2034 بمعدل 22.59% سنوياً.

هذا التحول الجذري يقوده الذكاء الاصطناعي كعقل مدبر للمدن المستقبلية، من أميركا الشمالية التي تهيمن بنصيب 33%، إلى آسيا -التي تندفع بسرعة 29.2%- والمحيط الهادئ، نكشف كيف يُعيد الذكاء الاصطناعي رسم خريطة الحياة الحضرية –من أتمتة المرور وتقليل الهدر إلى ضمان الاستدامة– مدعوماً باستثمارات حكومية ضخمة، شراكات القطاع الخاص، وتوسع سكاني يدفع 68% من البشرية نحو المدن بحلول 2050، ليؤكد أن مستقبل العمران ليس تقنياً فحسب، بل ثورة حضارية كاملة.

ما دور الذكاء الاصطناعي في سوق المدن الذكية؟

يُعدّ الذكاء الاصطناعي لاعباً رئيسياً في المدن الذكية، إذ يُعالج كميات هائلة من البيانات الحضرية لتعزيز قطاعات الطاقة والنقل والسلامة، كما يُسهّل استخدام الموارد بكفاءة، والتحكم الفوري في صيانة المدينة، واتخاذ إجراءات استباقية لتحسين الأنظمة المذكورة، ومن الطرق التي يُحسّن بها الذكاء الاصطناعي إدارة المدن وفعاليتها أتمتة العملية بأكملها، ما يُقلل من تكاليف التشغيل، ويُحسّن البيئة بين المواطنين، ويُعزز الاستدامة.

عوامل نمو سوق المدن الذكية

يُعدّ التوسّع الحضري المتزايد، والحاجة المتزايدة لإدارة البنية التحتية، وإدارة الأصول، من العوامل المُعزّزة للاستثمارات الحكومية في تطوير المدن الذكية.

ووفقاً لجمعية تكنولوجيا المستهلك، يُقدّر الإنفاق العالمي على تطوير المدن الذكية بنحو 34.35 مليار دولار في عام 2020.

وقد حفّزت التطورات التكنولوجية اعتماد تقنية إنترنت الأشياء في المدن الذكية لإدارة تدفقات حركة المرور، ومراقبة البنية التحتية للمدن، ومراقبة جودة الهواء والماء.

ومن المتوقع أن تُعزز الحاجة المتزايدة لضمان السلامة العامة، والاستخدام الفعال للموارد، والطلب المتزايد على استهلاك الطاقة بكفاءة، والبيئة الصحية، نمو سوق المدن الذكية خلال فترة التوقعات.

ووفقاً لإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية التابعة للأمم المتحدة، بلغت نسبة سكان الحضر 55.7% في عام 2019، ومن المتوقع أن تصل إلى 68.4% بحلول عام 2050.

النمو السكاني يعزز التحول

يُعزز النمو السكاني العالمي السريع والنمو السريع في عدد سكان الحضر الطلب على البنية التحتية المستدامة في جميع أنحاء العالم، وتتخذ الحكومات في مختلف البلدان خطوات وتستثمر بكثافة لمواجهة المخاوف المتعلقة بتزايد عدد السكان والتحضر السريع من خلال تطوير المدن الذكية.

وتُعدّ إدارة المرافق والسلامة والتنقل من الجوانب الرئيسية التي تُعالج بكفاءة في المدن الذكية، ويُعدّ التبني المتزايد للتقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا النانو، وتحليلات البيانات الضخمة، والحوسبة السحابية، وإنترنت الأشياء، والحوسبة المعرفية، والبيانات المفتوحة، من العوامل الرئيسية الدافعة لنمو سوق المدن الذكية في جميع أنحاء العالم.

نمو السوق

يشهد سوق المدن الذكية نمواً هائلاً في الحجم، وتتمثل القوى الدافعة الرئيسية في استخدام الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والتحول الرقمي، ما عزز كفاءة الاتصالات والتحول إلى المدن الصديقة للبيئة وسير العمل فيها على مستوى العالم.

ويتجه السوق نحو الاستدامة البيئية والاجتماعية طويلة الأجل بفضل الابتكارات الخضراء والشبكات الذكية وكفاءة الطاقة والتقنيات الصديقة للبيئة.

وتُعدّ منطقة آسيا والمحيط الهادئ والمناطق النامية الأخرى الأكثر طلباً على البنية التحتية الذكية من خلال الرقمنة والاستثمار، ودعم الحكومات النشط لهذه العمليات وبدئها.

وتعتبر الشركات الكبرى والصناديق الحكومية واستثمارات رأس المال الاستثماري المحركات الرئيسية للابتكار وتطوير الذكاء الاصطناعي في الحلول الحضرية الذكية، وتُطوّر الشركات الناشئة تقنيات قائمة على الذكاء الاصطناعي لحلول التنقل والطاقة والحوكمة، ما يُحفّز قطاع المدن الذكية بأكمله حول العالم.

سوق المدن الذكية في الولايات المتحدة

يتوقع أن يبلغ حجم سوق المدن الذكية في الولايات المتحدة 520.56 مليار دولار في عام 2025، ومن المتوقع أن يصل إلى نحو 3.3 تريليون دولار بحلول عام 2034، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 23% خلال الفترة من 2025 إلى 2034.

تُعد الولايات المتحدة الأميركية رائدةً في مجال المدن الذكية من خلال دمج الذكاء الاصطناعي في أنظمة النقل والحوكمة والطاقة، وتُسهّل قدرات البحث والتطوير، والدعم الحكومي، والتمويل الخاص عملية التحديث، ما يؤدي إلى مدن ذكية وفعّالة تتميز بالاعتماد المستمر على الممارسات الخضراء والإدارة الفورية.

هيمنت أميركا الشمالية على سوق المدن الذكية العالمي، حيث استحوذت على نحو 33% من حصة السوق بحلول عام 2024.

من المتوقع أن تشهد منطقة آسيا والمحيط الهادئ أعلى معدل نمو سنوي مركب يتجاوز 27.9% بين عامي 2025 و2034.