الأسواق العالمية تهتز مع تصاعد مخاوف فقاعة الذكاء الاصطناعي
المؤشر 09-11-2025 شهدت الأسواق العالمية موجة بيع حادة، بعد أن تصاعدت المخاوف من أن الارتفاع الكبير في تقييمات شركات الذكاء الاصطناعي قد يكون بلغ ذروته.
تراجعت البورصات الأميركية والآسيوية والأوروبية بشكل متزامن، في وقت حذّر فيه كبار المصرفيين من احتمال حدوث «تصحيح قوي» في الأسواق بعد سلسلة من المكاسب القياسية
في الولايات المتحدة، سجّل مؤشر «ناسداك» التكنولوجي و«إس آند بي 500» أكبر خسارة يومية لهما منذ نحو شهر، إذ هبط «ناسداك» بنسبة 2%، بينما خسر «إس آند بي 500» أكثر من 1% من قيمته متأثراً بتراجع أسهم التكنولوجيا.
الأسهم الكبرى في مرمى الخسائر
تراجعت جميع أسهم ما يُعرف بـ«السبعة الكبار» في قطاع الذكاء الاصطناعي، وتشمل إنفيديا، وأمازون، وأبل، ومايكروسوفت، و«تسلا»، و«ألفابت» مالكة غوغل و«ميتا»، مالكة فيسبوك وإنستغرام وواتساب.
وجاءت الخسائر بعدما تراجع سهم شركة تحليل البيانات «بالانتير» بنحو 8%، رغم إعلانها رفع توقعاتها للإيرادات قبل يوم واحد فقط.
وجاء الضغط الإضافي من المستثمر الأميركي الشهير مايكل بيري، الذي توقّع الأزمة المالية العالمية في 2008 وألهم فيلم «ذا بيغ شورت»، إذ راهن ضد أسهم بالانتير وإنفيديا ما أثار غضب الأسواق، ودفعها لموجة بيع حادة.
وردّ الرئيس التنفيذي لشركة «بالانتير»، أليكس كارب، في مقابلة مع شبكة سي أن بي سي CNBC، منتقداً ما وصفه بـ«محاولات التشكيك في ثورة الذكاء الاصطناعي».
عدوى الهبوط تمتد إلى آسيا وأوروبا
التقطت الأسواق الآسيوية العدوى سريعاً، وسجلت أكبر تراجع لها في سبعة أشهر، إذ هبطت مؤشرات اليابان وكوريا الجنوبية بأكثر من 5% عن مستوياتها القياسية التي سجلتها قبل يوم واحد فقط.
وفي أوروبا، شهدت بورصات لندن وباريس وفرانكفورت تراجعات طفيفة صباح الأربعاء.
جاءت هذه التحركات بعد تصريحات لرؤساء بنوك كبرى مثل «مورغان ستانلي» و«غولدمان ساكس»، حذروا فيها من احتمال حدوث تصحيح قوي في الأسواق.
وانضم إليهم الرئيس التنفيذي لـ«جي بي مورغان تشيس»، جيمي ديمون، الذي قال الشهر الماضي إنه يتوقع «احتمال انهيار الأسواق خلال فترة تتراوح بين ستة أشهر وعامين».
وأشار محلل الأسواق في «دويتشه بنك»، جيم ريد، إلى أن «الأربع والعشرين ساعة الماضية كشفت تحوّلاً واضحاً نحو تجنّب المخاطر، بعد أن بدأت المخاوف بشأن تضخّم تقييمات شركات التكنولوجيا تضرب ثقة المستثمرين».
فقاعة استثمارية أم تصحيح طبيعي؟
يرى محللون أن موجة الهبوط الأخيرة قد تكون إشارة إلى بداية تصحيح طبيعي بعد الارتفاعات غير المسبوقة في أسهم الذكاء الاصطناعي.
إذ تركز الجزء الأكبر من الاستثمارات في عدد محدود من الشركات العملاقة مثل أوبن إيه آي وإنفيديا، بينما لم تتحقق حتى الآن عوائد ملموسة تتناسب مع التوقعات الضخمة.
وامتدت المخاوف إلى الأصول عالية المخاطر، إذ انخفض سعر «بيتكوين» لفترة وجيزة دون 100 ألف دولار للمرة الأولى منذ يونيو، بعد أن كان قد سجل مستوىً قياسياً تجاوز 126 ألف دولار في مطلع أكتوبر تشرين الأول.
وتراجعت العملة المشفرة بنسبة 3.7% خلال الشهر الماضي، في أسوأ أداء شهري لها منذ عقد، وفقاً لبيانات «كوين ماركت كاب».



