“واشنطن بوست”: إدارة التاريخ عبر عسكرة الأزمات
المؤشر 30-10-2025 تناولت صحيفة “واشنطن بوست” في مراجعة لكتاب جديد بعنوان “ركل عشّ الدبابير: السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط من ترومان إلى ترامب”، مسار السياسة الأمريكية في المنطقة على مدى أكثر من ثمانية عقود، واصفةً إياه بأنه سلسلة من القرارات الخاطئة التي خلّفت تداعيات كارثية امتدت لأجيال.
الكتاب، الذي ألّفه الباحث دانيال زغبي من جامعة كاليفورنيا في بيركلي، يقدم قراءة نقدية حادة لنهج واشنطن في الشرق الأوسط، ويرى أن الولايات المتحدة سعت باستمرار إلى “إدارة التاريخ عبر عسكرة الأزمات”، وأن اعتمادها المفرط على القوة العسكرية أفرز نتائج عكسية، بدءاً من الاعتراف بإسرائيل عام 1948، مروراً بالغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وصولاً إلى الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران.
ويشير المؤلف إلى ما يصفه بـ”الفرص الضائعة” التي كان يمكن أن تغيّر مسار المنطقة، مثل إمكان قيام سلام تفاوضي أوسع في فلسطين عقب قرار التقسيم، أو اتباع سياسة احتواء مختلفة كانت ربما ستحول دون صعود تنظيمات أكثر تشدداً مثل القاعدة وداعش. لكنه ينتقد أيضاً القيادات المحلية التي أخفقت في استثمار لحظات تاريخية فارقة، مؤكداً أن جذور أزمات المنطقة ليست أمريكية بالكامل، بل ترتبط أيضاً بإرث الاستعمار والانقسامات الداخلية.
وتختتم الصحيفة عرضها بطرح تساؤل جوهري: هل كانت الولايات المتحدة سبباً في أزمات الشرق الأوسط، أم أنها عجزت فقط عن حلّ نزاعات قائمة؟ وتخلص إلى أن الكتاب يدعو واشنطن إلى مراجعة شاملة لاستراتيجيتها في المنطقة، والانتقال من “منطق القوة الدائمة” إلى دور دبلوماسي وتنموي أكثر استدامة وفاعلية.
وتضيف الصحيفة أن إعادة النظر في السياسات الأمريكية تتقاطع اليوم مع تحولات دبلوماسية متسارعة في غزة، حيث تحاول قوى إقليمية، من بينها تركيا، إعادة رسم خريطة النفوذ في ظل اعتراضات ومنافسات متزايدة.



