طفرة الذكاء الاصطناعي تعيد جاذبية السوق الصينية للمستثمرين
المؤشر 16-09-2025 بعد ثلاث سنوات من وصفها بـ«غير قابلة للاستثمار»، يعود الاهتمام الأجنبي مجدداً إلى سوق الاسهم الصينية، البالغ حجمها 19 تريليون دولار، مدفوعاً بفرص النمو في قطاعات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ورغبة المستثمرين في تنويع محافظهم بعيداً عن الأصول الأميركية.
وشهد العام الحالي تقدماً في مجالات الذكاء الاصطناعي وتطوير أشباه الموصلات والأدوية المبتكرة، ما عزز ثقة المستثمرين العالميين بأن الحرب التجارية بين واشنطن وبكين وقيود التصدير الأميركية لم توقف عجلة الابتكار في ثاني أكبر اقتصاد عالمي.
وساعد وقف التصعيد الجمركي بين الصين والولايات المتحدة إلى جانب سياسات التيسير النقدي المحلية على تعزيز المعنويات، ليرتفع مؤشر شنغهاي المركب إلى أعلى مستوى له منذ عقد الأسبوع الماضي، فيما سجلت الأسهم المدرجة في هونغ كونغ ذروة جديدة خلال أربع سنوات.
عودة تدريجية لرؤوس الأموال
أوضح مستثمرون مثل بريت بارنا، المدير السابق لصناديق التحوط، أن الصين تقدم فرصة فريدة نظراً لضعف ارتباطها بالأسواق العالمية الأخرى، خاصة أسواق الأسهم المحلية (A-shares)، وأكد أنه يخطط لتأسيس منصة استثمارية تتيح لرؤوس الأموال الأميركية والأوروبية دخول السوق الصينية.
وتعكس بيانات التدفقات الاستثمارية هذه العودة؛ فقد أظهر تقرير لمورغان ستانلي أن أغسطس آب 2025 سجل أكبر عملية شراء شهرية لأسهم صينية من قبل صناديق التحوط العالمية خلال ستة أشهر.
كما بيّنت بيانات «مورنينغ ستار» أن إطلاق الصناديق المستبعدة للصين في الأسواق الناشئة انخفض بشكل ملحوظ هذا العام، في مؤشر على تزايد الإقبال على السوق الصينية نفسها.
شهية متنامية رغم التحديات
رفعت شركات إدارة أصول كبرى مثل «بولار كابيتال» Polar Capital مخصصاتها للصين إلى أكثر من 30% ضمن محافظ الأسواق الناشئة، مدفوعة بطفرة الابتكارات، خاصة بعد نجاح شركة «ديب سيك» DeepSeek في تطوير نموذج ذكاء اصطناعي منخفض التكلفة ينافس «شات جي بي تي».
كما ارتفعت استفسارات العملاء عن الصناديق الصينية بشكل لافت، إذ تلقت كامبريدج أسوشيتس «Cambridge Associates» نحو 30 طلباً منذ بداية العام، مقابل ركود كامل تقريباً في 2023.
اقتصاد هش وصورة مختلطة
رغم الزخم، ما زالت التحديات قائمة؛ إذ يعاني الاقتصاد الصيني ضعفاً في الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة، إلى جانب تراجع الاستثمار الأجنبي المباشر بواقع 13.2% خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2025.
ودفعت هذه المؤشرات بكين إلى إطلاق حوافز جديدة في يوليو تموز 2025 لمواجهة التباطؤ.
ويرى محللون لدى وكالة رويترز أن مرحلة «إعادة التقييم» الحالية تركز على تنافسية الصين طويلة الأمد، لكن تدفق رؤوس الأموال الأجنبية بشكل مستدام سيظل مرهوناً بقدرة الابتكار على دعم الاقتصاد الكلي وتجاوز الضغوط الانكماشية.



