الإيكونومست: تنمر ترامب يجمع قوى عالمية في الصين

الإيكونومست: تنمر ترامب يجمع قوى عالمية في الصين

المؤشر 04-09-2025   نشرت صحيفة الإيكونومست مقالا بعنوان “حزب شي جين بينغ المناهض لأمريكا”، حيث تلفت الصحيفة إلى “أكبر تجمعات الأنظمة الاستبدادية في الذاكرة الحية، بحضور فلاديمير بوتين من روسيا ومسعود بيزشكيان من إيران وألكسندر لوكاشينكو من بيلاروسيا”، وفق تعبيرها.

السبب الرسمي للتجمع هو قمة منظمة شنغهاي للتعاون (SCO) في تيانجين، تليها إحياء الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية، بما في ذلك عرض عسكري في ميدان تيانانمن في الثالث من سبتمبر/أيلول.

لكن حتى ترى تكلفة “تنمر ترامب”، قم بإحصاء زعماء العالم الذين يتدفقون إلى الصين، كما تقول الصحيفة.

ربما تعتقد أن المكان الذي يجتمع فيه قادة من أبرز الدول لمناقشة مستقبل العالم هو عاصمة الولايات المتحدة واشنطن، أو مقر الأمم المتحدة في نيويورك، إلا أن الواقع ليس كما تتوقع، في وقت تحاول فيه الصحيفة أن تشرح عن واقع جديد يتشكل، ومركزه الصين.

يستضيف الرئيس الصيني أكثر من 20 رئيس دولة ورئيس وزراء في بلاده، وبعيداً عن الأسباب المعلنة للاجتماع، فإن لهذا التجمع أهمية أعمق بالنسبة للرئيس شي، وفق الصحيفة.

ويوضح المقال أن التجمع بالنسبة للرئيس الصيني يعني أن بلاده أصبحت “زعيمة عالمية ومصدراً للاستقرار والازدهار. ووفق اعتقاده فإن السبب في ذلك يعود إلى الولايات المتحدة التي تشن حروباً تجارية مع الجميع تقريباً، وتقوض شبكتها الخاصة من التحالفات العسكرية وشراكات الأمن.

حضر كيم جونغ أون من كوريا الشمالية، مسافراً بقطار مصفح في أول زيارة له إلى الصين منذ عام 2019، في حين تشير الصحيفة إلى ضيوف شي، الذين ضموا دولاً يعتقد أنها تميل إلى الغرب مثل تركيا ومصر وفيتنام، ورئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي، فيما يلفت المقال إلى تحول الهند من أمريكا نحو الصين.

جاء ذلك بعد “خطأ دونالد ترامب الكارثي في استهداف الهند بتعريفات جمركية عالية جداً واحتضان عدوتها، باكستان، بعد نزاع في مايو/أيار”، تقول الصحيفة.

لكن يعتقد المقال أن غالبية الدول تجمعت في الصين لأهداف اقتصادية، تجارية، ضد قرارات وعقوبات ترامب، لذا فإن “ادعاء شي قيادة تحالف عالمي من القوى المشككة بأمريكا ليس بالأمر الخيالي كما قد تظن”، على هذا الصعيد، لكن على صعيد آخر وباستثناء عدد من “الأنظمة الاستبدادية” لن يكون هناك تحالف كبير لأهداف عسكرية.

ومع ذلك، “تتعمق التعاونات الأمنية بين الأنظمة الاستبدادية. روسيا وكوريا الشمالية تعملان على أنظمة فضاء وأقمار صناعية. ومقابل دعم الصين في قضية أوكرانيا، يُعتقد أن روسيا تقدم لها المزيد من تقنياتها العسكرية الحساسة، بما في ذلك أنظمة دفع الغواصات وأنظمة الدفاع الصاروخي”، بحسب المقال.

وتخلص الصحيفة إلى أن مشهد الصين وهي تجمع جزءاً كبيراً من العالم أمراً لم يكن من الممكن تصوره حتى قبل خمس سنوات. قائمة ضيوف شي “لا تثبت أن الصين تدير نظاماً عالمياً جديداً بعد. لكنها تظهر مدى الضرر الذي يلحقه ترامب بالمصالح الأمريكية