الذكاء الاصطناعي في Zoom وGoogle Meet.. هل يسجل أكثر مما ينبغي تسجيله؟

الذكاء الاصطناعي في Zoom وGoogle Meet.. هل يسجل أكثر مما ينبغي تسجيله؟

المؤشر 05-08-2025  مع الانتشار السريع لأدوات تدوين الملاحظات الذكية باستخدام الذكاء الاصطناعي، بدأ موظفون وشركات في جميع أنحاء العالم يطرحون سؤالاً حساساً: هل يسجل الذكاء الاصطناعي في زووم (Zoom) وغوغل ميت (Google Meet) أكثر مما ينبغي؟

بينما تقدم هذه الأدوات كوسيلة لتعزيز الإنتاجية وتوفير ملخصات فورية للاجتماعات، تكشف تجارب حقيقية أن الذكاء الاصطناعي قد يلتقط تعليقات خاصة ونكات جانبية، بل ويرسلها أحياناً إلى أشخاص لم يكن من المفترض أن يسمعوها.

تدوين الملاحظات بالذكاء الاصطناعي.. سهولة العمل أم انتهاك للخصوصية؟

أصبحت أدوات مثل زووم إيه آي كومبانيون وغوغل إيه آي نوت تيكر من العناصر الأساسية في الاجتماعات الرقمية.. فهي تقوم بتسجيل المكالمات وتلخيصها وإرسال النقاط المهمة للمشاركين، وحتى توليد «نقاط اتخاذ القرار» تلقائياً.

لكن المشكلة تبدأ عندما يسجل الذكاء الاصطناعي «أحاديث ما قبل الاجتماع»، أو «الدردشة الخاصة» بين الزملاء، ويدرجها ضمن الملخص الرسمي المرسل لاحقاً.

مواقف محرجة بسبب الذكاء الاصطناعي في الاجتماعات

في واقعة حقيقية نقلتها صحيفة وول ستريت جورنال، قالت مديرة وكالة تسويق إنها علقت مازحة على أحد الضيوف قائلة «هل هو أمير نيجيري؟». ظنت أن العبارة كانت خاصة بينها وبين مساعدتها.. لكن الضيف تلقى ملخصاً آلياً يتضمن العبارة بالكامل.

وفي حالة أخرى، تلقى أصحاب شركة تصميم في ناشفيل ملخصاً لاجتماعهم جاء فيه «نقاش حول مكونات شطائر من متجر بابليكس».. وجملة «لا يحب الحساء».

الاجتماع كان مخصصاً لعميل لم يحضر، فتحول إلى دردشة عن الغداء.. لكن الذكاء الاصطناعي سجل كل شيء.

هل ينتبه المستخدمون عندما يكون الذكاء الاصطناعي نشطاً؟

تقول زووم إن إيه آي كومبانيون يعرض نافذة تنبيه عند تفعيله، إلى جانب رمز ألماسي في أعلى الشاشة.

أما غوغل ميت، فتستخدم إشعاراً صوتياً وأيقونة قلم أزرق للإشارة إلى تشغيل الأداة.

لكن، رغم هذه التنبيهات، لا ينتبه كثير من المستخدمين لوجود الذكاء الاصطناعي في الخلفية، ما يعزز المخاوف حول الخصوصية.

الخصوصية في زمن الاجتماعات الذكية

أصبحت أدوات الذكاء الاصطناعي في الاجتماعات جزءاً لا يتجزأ من بيئة العمل الحديثة، لكنها في المقابل تطرح أسئلة مهمة حول الخصوصية والتحكم.

فهل من حق هذه الأدوات تسجيل كل ما يقال؟ ومن يملك التحكم الحقيقي في ما يسجل؟ وماذا عن المحادثات غير الرسمية التي يفترض أن تبقى خاصة؟

هذه الأسئلة دفعت العديد من الشركات إلى إعادة تقييم استخدام أدوات تسجيل الاجتماعات الذكية، وتوصي كثير منها موظفيها الآن بالحذر والانتباه عند استخدام تطبيقات مثل زووم وغوغل ميت.

كيف تحمي خصوصيتك أثناء الاجتماعات الافتراضية؟

لحماية نفسك من تسريبات محتملة أو مواقف محرجة، من المهم اتخاذ بعض الاحتياطيات.

تأكد من مراقبة رموز التنبيه في زووم وغوغل ميت، والتي تظهر بوضوح عند تفعيل أدوات التسجيل أو التلخيص الذكي.. كما يمكنك دائماً، إذا كنت المضيف، تعطيل هذه الأدوات إذا كان الاجتماع يتضمن جوانب شخصية.

كذلك، يفضل استخدام خاصية الدردشة الخاصة بدلاً من الحديث الشفهي عند تبادل الملاحظات الجانبية.

وأخيراً، لا تنسَ مراجعة إعدادات المشاركة قبل إرسال أي ملخص أو تسجيل للاجتماع، فخطأ بسيط قد يؤدي إلى كشف معلومات لم يكن من المفترض مشاركتها مع الجميع.

الذكاء الاصطناعي أداة قوية.. لكنها ليست محايدة

تظهر هذه المواقف أن الذكاء الاصطناعي في زووم وغوغل ميت يمكن أن يصبح نعمة أو نقمة، حسب طريقة استخدامه.

ومع استمرار تطور هذه التكنولوجيا، تبقى مسؤولية المستخدمين والمؤسسات ضمان استخدامها بما يحترم الخصوصية، ويجنب المواقف المحرجة.

فكما هي الحال مع كل تقنية ثورية، الوعي والاستخدام الذكي هما مفتاح الحماية.