ماذا خلف رفع واشنطن قيمة الشرع إلى مقام الرئيس جورج واشنطن؟ وماذا يعني تحذير المبعوث الأمريكي من عودة لبنان “إلى بلاد الشام”؟.. هل من علاقة بتهديد الجولاني بـ”التصعيد” وضم طرابلس لـ”سورية” وأين حزب الله وسلاحه؟
المؤشر 13-07-2025 لا يبدو أنّ حزب الله اللبناني بقيادته الجديدة المُمثّلة بالشيخ نعيم قاسم، في وضع التخلّي عن سلاح المقاومة، وتسليمه، وهذا ليس تحليلًا، أو تصريحًا منسوبًا للمسؤولين في الحزب ينفي فيه تسليم السلاح، بل هو ما حذّر منه المبعوث الأمريكي الخاص توم باراك، في سياق “تهديداته” إذا لم تتحرّك بيروت لحل م يُدرك المبعوث الأمريكي تمامًا، بأن بيروت، وجيشها (الجيش اللبناني) لا يستطيعان المس بسلاح الحزب، ما دام الأخير لم يُقرّر تسليمه، أم أن (المبعوث الأمريكي) سيُحرّض أطرافًا محلّيين، وإقليميين للمس بهذا السلاح، الذي تصدّر تسليمه الواجهة، بعد اغتيال أمين عام حزب الله السيّد الشهيد حسن نصرالله، وبالتالي الذهاب لحربٍ أهلية.
وفي ذات الوقت، أقرّ باراك بأن أي مُحاولة لنزع سلاح حزب الله بالكامل تُهدّد بإشعال حرب أهلية.ُشكلة سلاح حزب الله.
وحذّر المبعوث الأميركي الخاص توم باراك، في حديث إلى صحيفة “ذا ناشونال”، من أن لبنان يُواجه خطر الوقوع في قبضة القوى الإقليمية، ما لم تتحرّك بيروت لحل مشكلة أسلحة حزب الله”.
وتُطرح تساؤلات جادّة، حول تصريح المبعوث الأمريكي الذي قال فيه، إذا لم يتحرّك لبنان، فسيعود إلى بلاد الشام”، ما يعني وجود نوايا مُبيّتة، لنزع سيادة لبنان، وضم أراضيه للدول المُجاورة، وسورية الجديدة واحدة من تلك الدول التي يبدو أنها سيُوكل إليها وقادتها “الجهاديين” مشروع “احتلال لبنان”.
وأشار المبعوث الأمريكي إلى أن “لبنان بحاجة إلى حلّ هذه القضية وإلا فقد يواجه تهديداً وجودياً”، مضيفًا: “إسرائيل من جهة، وإيران من جهة أخرى، والآن سوريا تتجلّى بسرعة كبيرة، وإذا لم يتحرّك لبنان، فسيعود إلى بلاد الشام”.
وفي تصريح تحريضي، أضاف المبعوث الأمريكي يقول السوريون إن لبنان منتجعنا الشاطئي. لذا علينا التحرك. وأنا أعلم مدى إحباط الشعب اللبناني. هذا يُحبطني”.
وباراك المبعوث الأمريكي كان قد قدّم الشهر الماضي اقتراحًا للسلطات اللبنانية يتضمّن نزع سلاح حزب الله وإجراء إصلاحات اقتصادية لمساعدة البلاد على الخروج من أزمة مالية استمرت 6 سنوات، وهي من الأسوأ في التاريخ الحديث.
يأتي تصريح المبعوث الأمريكي هذا، بالتزامن مع نشر تقرير إسرائيلي أشار إلى سيناريو يقضي باحتفاظ إسرائيل بثلثي الجولان، مقابل تسليم الثلث المتبقي إلى سوريا مع إمكانية استئجاره، مقابل تسليم طرابلس، القريبة من الحدود اللبنانية–السورية، وربما أراضٍ لبنانية أخرى في الشمال ووادي البقاع، إلى سوريا.
هذا قد يُفسّر ويشرح ما قصده المبعوث الأمريكي بعودة لبنان إلى بلاد الشام، من خلال سيناريو ضم طرابلس وغيرها من مدن لبنانية إلى سورية الجديدة، فيما لم يصدر رد حاسم من السلطات اللبنانية حول ما ورد في هذا التقرير الإسرائيلي الجدلي.
ويحدث أيضًا أن بث تلفزيون “سوريا” المُقرّب من سُلطة هيئة تحرير الشام في سورية، خبرًا مفاده بأن “الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع هدّد بتصعيد دبلوماسي واقتصادي ضد بيروت بسبب تجاهل ملف الموقوفين السوريين في لبنان”.
وأضافت المصادر أن “دمشق تدرس إعادة النظر في التعاون الأمني الحدودي المشترك، كما تدرس إغلاق معابر حدودية وفرض قيود على الشاحنات اللبنانية”، مشيرة إلى “قلق من إغلاق كامل للمعابر البرية مع لبنان خلال الأيام المقبلة”.
وحول العلاقات السورية- اللبنانية، أشار الرئيس اللبناني جوزاف عون إلى الحرص على إقامة علاقات جيدة مع النظام السوري الجديد ورئيسه أحمد الشرع، ولكنّه شدّد على عدم التدخّل في الشؤون الداخلية لكل من البلدين”.
وفي تصعيد ضد الطائفة الشيعية في سورية، جرى استهداف العلامة الشيخ رسول شحود، الأمر الذي أدانه “حزب الله” واستنكره السبت، “بأشد العبارات الجريمة النكراء التي استهدفت العالم الجليل العلامة الشيخ رسول شحود في ريف حمص، والتي ارتكبتها أيادٍ مجرمة وغادرة تسعى إلى زعزعة وحدة وسلامة سوريا وإشعال الفتن الطائفية والمذهبية بين أبناء الشعب السوري”.
ومن المُستبعد، أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية حريصة على وحدة سورية، وأراضيها، وعدم تقسيمها، من باب الحرص على الشعب السوري، ذاته الذي عاقبته واشنطن، وفرضت عليه عقوبات التجويع، والحصار قبل سُقوط نظام الأسد، وهو ما يضع علامات استفهام كبيرة حول حرص المبعوث الأمريكي توماس باراك على سورية بقوله بأن النظام الفيدرالي لا يصلح في سورية، بل إنه دعا “قسد” إلى اختيار “طريق دمشق”.
وفي حديث لقناة تلفزيونية لبنانية، قارن المبعوث الأمريكي باراك بين تجربة رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع من جهة، وتجربة أول رئيس للولايات المتحدة الأمريكية جورج واشنطن من جهة أخرى – وذلك من حيث الانتقال من ميدان القتال إلى بلاط السُلطة.
وقال باراك: “انظروا إلى التاريخ الأمريكي، جورج واشنطن بدأ بحربين دمويتين قبل إعلان الاستقلال، وبعد 12 عامًا، أصبح رئيسًا!”.
لافت أن تضع أمريكا زعيم تنظيم إرهابي سابق “جبهة النصرة” بكفّة جورج واشنطن، حيث قاد (واشنطن) ثورة التحرير التي انتهت بالاستقلال الأمريكي عن بريطانيا في يوليو/تموز 1786، فيما قاد الجهادي السابق “ثورةً” أطاحت بنظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد “المُمانع”، وأسّس لمرحلة سورية جديدة، مُطبّعة، مُسالمة، ليس في قاموسها فلسطين، ولا المُقاومة، ليُطرح التساؤل التالي: ما هو المشروع الذي تُريد واشنطن للشرع أن يقوده، ولماذا بات محبوبها الأوّل؟ حيث تحضر لأذهان السوريين من غير أنصار الشرع، مقولة للإمام الخميني يقول فيها: “إذا رضيت عنكم أمريكا فاعلموا أنّكم على خطأ وإذا مدحتكم أمريكا فاعلموا أنكم خونة”!



