ثريدز يطلق ميزة الرسائل المباشرة ويخطو نحو الاستقلال عن إنستغرام
المؤشر 03-07-2025 في خطوة تمثل تحولًا استراتيجيًا في مسار تطبيق “ثريدز” التابع لشركة “ميتا”، أطلقت المنصة رسميًا ميزة الرسائل المباشرة (DMs)، مستجيبةً لأحد أبرز مطالب المستخدمين منذ انطلاق التطبيق، وموضحة نية المنصة نحو الانفصال التدريجي عن “إنستغرام”.
بداية جديدة.. ورسائل فردية في المرحلة الأولى
ابتداءً من الثلاثاء، بدأت الميزة بالظهور تدريجيًا على مستوى العالم، مدعومة بتصميم بصري جديد يحمل اسم “الهايلايتر”، يهدف إلى تسليط الضوء على أبرز المحادثات والمواضيع الرائجة داخل التطبيق.
ووفقًا لما نقله موقع “تك كرانش”، فإن المرحلة الأولى من إطلاق هذه الميزة تشمل المحادثات الفردية، إلى جانب دعم ردود الفعل التعبيرية، وكتم المحادثات، والإبلاغ عن الرسائل المزعجة.
ورغم عدم دعم التشفير الكامل حتى الآن، أوضحت الشركة أن الهدف من هذه الخاصية لا يتمحور حول الخصوصية المطلقة، بل تعزيز التفاعل السريع حول المواضيع العامة، كما أكدت إميلي دالتون سميث، نائبة رئيس المنتجات في “ثريدز”:
“نحن لا نشفر الرسائل في هذه المرحلة. أولويتنا هي توسيع نطاق النقاش العام وتسهيل التواصل المباشر”.
نحو استقلال تام عن “إنستغرام”
منذ انطلاقه، اعتمد “ثريدز” على قاعدة المتابعين في “إنستغرام”، لكنه اليوم يتخذ خطوات فعلية نحو الاستقلال، إذ تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من ثلث المستخدمين لديهم تداخل أقل من 50% بين متابعيهم على التطبيقين.
وتوضح سميث أن “إنستغرام” بات يُركّز على الإبداع البصري، بينما يسعى “ثريدز” ليكون منصة للنقاش وتبادل الآراء، ما دفع الشركة لاختبار خيارات تسجيل دخول جديدة، تشمل استخدام “فيسبوك” في أوروبا، أو حتى إنشاء حساب مستقل لـ”ثريدز” دون الحاجة لربطه بـ”إنستغرام”.
بناء مجتمعات جديدة داخل “ثريدز”
بعيدًا عن كونه مجرد امتداد لـ”إنستغرام”، بدأ “ثريدز” في تشكيل مجتمعاته الخاصة، حيث برز عدد من المؤثرين والمبدعين، مثل ديفيد راشينغ، الذي ساهم في إنشاء مجتمع عشاق الـNBA على المنصة.
وتسعى “ميتا” إلى تعزيز هذا التوجه من خلال أدوات جديدة لتسهيل اكتشاف المجتمعات، مثل علامات المواضيع (بدون استخدام #) والموجزات التخصصية، بالإضافة إلى التركيز مستقبلاً على إبراز المستخدمين النشطين والمؤثرين في كل مجال.
الذكاء الاصطناعي حاضر رغم غياب التشفير
ورغم تأكيد “ميتا” أن التشفير ليس مطروحًا في الوقت الحالي، فإن الذكاء الاصطناعي بدأ يلعب دورًا متزايدًا في المنصة، حيث يُستخدم لتلخيص المواضيع الرائجة وتصنيفها. وتخطط الشركة لتكاملات مستقبلية واسعة، تُشبه دور “غروك” داخل منصة “إكس” (تويتر سابقًا).
وفي الوقت الذي لا تنوي فيه “ميتا” تحقيق ربح مباشر من ميزة “الموضوعات”، إلا أن الإعلانات ستبقى مصدر الدخل الأساسي، مع احتمالات مستقبلية لإدخال أدوات ذكاء اصطناعي تُثري تجربة المستخدم وتُعزز التفاعل.
ثريدز في مرحلة الاختبار.. رغم التفوق العددي
مع تجاوز عدد مستخدمي “ثريدز” حاجز 350 مليون مستخدم نشط شهريًا، يتفوق التطبيق بوضوح على منافسين مثل “بلوسكاي” الذي لم يتجاوز 37 مليون مستخدم. لكن في نظر “ميتا”، لا يزال التطبيق في مرحلة إثبات الذات.
وقد بدأت الشركة اختبار خاصية الرسائل المباشرة في أسواق محددة، مثل هونغ كونغ، وتايلاند، والأرجنتين، والبرازيل، قبل أن تُطلقها الآن على مستوى العالم، في خطوة قد تكون بداية لمزيد من الميزات الاجتماعية التي تُرسّخ مكانة “ثريدز” كمنصة مستقلة بالكامل.



