ترجمات

“ذي غارديان”: “سنقاوم”.. تحدٍ وسط الدمار في لبنان

المؤشر 05-10-2024   صحيفة “ذي غارديان” البريطانية تنشر مقالاً تتحدّث فيه عن المقاومة التي يمارسها الشعب اللبناني وسط القصف الإسرائيلي والدمار والنزوح.

لقد نزح جميع سكان المناطق الجنوبية ومن العاصمة اللبنانية تقريباً، تاركين وراءهم الشوارع الفارغة والمباني المدمّرة. وتُركت نقاط التفتيش التابعة للجيش عند مدخل الضاحية الجنوبية لبيروت، من دون جنود، حيث قصفت الغارات الجوية بشكل متكرّر ما زعمت “إسرائيل” أنّها أهداف لحزب الله.

وفي شوارعها الخالية إلى حد كبير، بدا وكأن السكان قد غادروا على عجل. وقفت عربة بائع عصير برتقال مهجورة إلى جانب الطريق، وكومة من البرتقال المغطى بالسخام تركت لتتعفّن. وتمّ هدم مصاريع الألمنيوم فوق واجهات المتاجر التي تصطف على جانبي الطرق الرئيسية في الضاحية التي كانت تعجّ بالحياة، وبات يخيّم عليها الصمت، ويتصاعد منها الدخان.

ونزح جميع سكان الضاحية الجنوبية لبيروت البالغ عددهم نحو نصف مليون تقريباً منذ الأسبوع الماضي بسبب القصف الإسرائيلي. وتقول السلطات اللبنانية إنّ ما يقرب من مليون شخص نزحوا بسبب القصف خلال الأسبوعين الماضيين.

“إسرائيل” تضرب السكان المدنيين لأنها تعتقد أن ذلك سيكسر إرادتهم. وعلى الرغم من عدم وجود ضمان للسلامة مع تحليق الطائرات الإسرائيلية من دون طيار في سماء المنطقة، إلا أنّ الكثيرين استغلوا وجود المراسلين الدوليين لتفقّد منازلهم. وقالت إحدى سكان الضاحية، وهي مساعدة طبيب أسنان، نزحت إلى شرق بيروت بسبب الغارات الإسرائيلية، إنّها تأمل في إلقاء نظرة على المبنى الذي تسكن فيه لتعرف ما إذا كان لا يزال قائماً

القصف الإسرائيلي للضاحية حدث شبه ليلي. وينشر “الجيش” الإسرائيلي خرائط لمناطق في الضاحية، ويأمر بالإخلاء. وقال أحد سكان الضاحية إنّ القصف الإسرائيلي يأتي بعد دقائق من أوامر الإخلاء، ويضيف: “إنهم لا يمنحون الناس الذين يعيشون هنا أي وقت للمغادرة”.

 

كما قال: “القصف عشوائي.. وإذا كان هناك بالفعل مستودع أسلحة لحزب الله هنا، فأظهروا لنا ذلك.. أحضروا خبراء لينظروا، لا يوجد شيء هنا”.

ويأتي ذلك بالتزامن مع العملية البرية التي أعلنت عنها “إسرائيل”. وفي أول خسائر بشرية إسرائيلية كبيرة منذ إعلانها عن التوغّل البري، تأكّد مقتل ثمانية جنود في معركة بالأسلحة النارية على طول الحدود، كما أعلن حزب الله في بيان أنّه دمّر ثلاث دبابات ميركافا إسرائيلية.

وأدّت الحرب وأوامر الإخلاء الإسرائيلية إلى المزيد من النزوح. وفي ساحة الشهداء وسط بيروت، تتزايد أعداد العائلات التي تنام في العراء. واحتشد الناس على درج المسجد الأزرق بالقرب من الساحة مساء الثلاثاء، بحثاً عن مأوى.

ويبدو أنّ القواعد القديمة المتعلقة بتحديد المناطق الآمنة في بيروت تتأكّل ببطء، إذ توسّعت الضربات الإسرائيلية داخل العاصمة ببطء إلى ما بعد الضاحية خلال الأسبوع الماضي، مع غارتين على الجناح، وضربة على تقاطع الكولا.

وعلى الرغم من فقدان الشعور بالأمان والمشهد الصادم للمباني المدمّرة من وسط  المدينة، قال سكان الضاحية إنّهم سيعودون، وسيقاومون، مؤكّدين: “لقد هزمناهم عام 2000 وسنهزمهم مرة أخرى”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى