ترجمات

“Dropsite News”: كيف ساعدت واشنطن نتنياهو في تخريب وقف إطلاق النار؟

المؤشر 07-09-2024   موقع “Dropsite News” ينشر مقالاً للكاتب والصحافي الأميركي جيرمي سكاهيل، تحدّث فيه عن مسار المفاوضات منذ أشهر وحتى اليوم، وكيف ساهمت الإدارة الأميركية في تخريب وقف إطلاق النار.

بعد العثور على جُثث 6 إسرائيليين كانوا أسرى بيد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزّة، تتزايد الضغوط الداخلية على حكومة “تل أبيب” لتأمين اتّفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمعتقلين. ومن يوم الإعلان عن اكتشاف الجثث، ومن ضمنهم مواطن أميركي مزدوج الجنسية في نفق في رفح، زاد الغضب على بنيامين نتنياهو من عائلات الأسرى واتّهموه بتخريب صفقات إطلاق سراح أحبّائهم، وأنّ يديه وحكومته “ملطّخة بالدماء”.

وقد انضمّ معارضو نتنياهو الكبار إلى حملة التنديد بسياسته، أبرزهم وزير الدفاع يوآف غالانت الذي اتّهمه علناً بعرقلة مفاوضات وقف إطلاق النار، في حين أعربت حركة “حماس”، عن عدم مشاركتها في أيّ عملية تفاوض، حتّى تُقنع أو تفرض الولايات المتّحدة على نتنياهو العودة إلى الاتّفاق الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي جو بايدن، ووافقت عليه الحركة في أوائل شهر تمّوز/يوليو الفائت. وكانت عائلات الأسرى الصهاينة وافقت تصريحات “حماس”، بأنّ نتنياهو يتحمّل مسؤولية مُواصلة الحرب ومنع تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار

من الواضح أنّ البيت الأبيض يأمل أن تغيّر أحداث الأيّام الأخيرة من مسار الانسداد السياسي الحالي. وكان الرئيس بايدن الذي يقضي عطلة الأسبوع في ولاية ديلاوير قد قال: “أعتقد أنّنا على وشك التوصّل إلى صفقة، بما أنّ الجميع مُتّفق على المبادئ”.

لكن، بحلول انتشار الخبر نظّمت عائلات القتلى الصهاينة، احتجاجات في “تلّ أبيب” وأنحاء أخرى. وللمرّة الأولى تمّت مُؤزراتهم من بعض الجهات الرسمية مثل البلديّات والاتّحاد العمّالي الأكبر في “الدولة” الصهيونية، وكانت “جمعية الأسرة”، قد دعت إلى الاستعداد للإضراب العام،”لقد انتهى التخلّي”.

مع ذلك أصدرت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، بياناً أيّدت فيه رواية “تلّ أبيب” للأحداث بشأن جُثث الأسرى. وكرّرت تعهّد نتنياهو بالقضاء على حركة حماس.

حركة حماس ألقت باللوم على “دولة” الاحتلال في مصرع أسراها، وقالت: “نُحمّل الإرهابي المجرم بنيامين نتنياهو والإدارة الأميركية المتحيّزة مسؤولية فشل المفاوضات لوقف العدوان على شعبنا وإطلاق سراح الأسرى في عملية تبادل، كما نحمّله المسؤولية الكاملة عن حياة السجناء الذين قتلوا برصاص جيشه”.

في الأسابيع الأخيرة، صوّر البيت الأبيض جهوده الرامية إلى التوصّل إلى وقف إطلاق النار على أنّها تتلخّص في حلّ عدد قليل من التفاصيل الفنّيّة. وأكّدت ذلك هاريس بقولها: “نعمل بلا كلل مع بايدن على مدار الساعة لتحقيق وقف إطلاق النار” في الحرب على غزّة، بينما يعمل المفاوضون الأميركيون على استرضاء نتنياهو الذي يشنّ حملة لا هوادة فيها منذ نحو شهرين بهدف إحباط الاتّفاق، الذي أعلن عنه بايدن وقبلته حركة “حماس”، وهي لن تتراجع عن موقفها بضرورة احترامه والالتزام به.

وقال مفاوض في حماس لموقع “دروب نيوز”، عن أنّ نائبة الرئيس ومسؤولين أميركيين آخرين ضلّلوا الرأي العامّ عمداً بشأن الاتّفاق بسبب مخاوف من أنّ الحرب على غزّة ستضرّ بفرص الديمقراطيين في الفوز في الانتخابات الأميركية القريبة المقبلة.

وقال باسم نعيم، عضو المكتب السياسي للحركة إنّ “كامالا هاريس أصبحت الآن مهووسة بكيفية هزيمة ترامب، وكيفية الفوز في الانتخابات، وهي تعلم أنّ الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزّة وهذه المجازر تُشكّل عنصراً حاسماً في الحملة، وهي تسعى لتوليد صورة وهمية بأنّ هناك شيئاً ما يجري، وهو أمر غير صحيح”.

وأضاف نعيم أنّه “في حين تريد الولايات المتّحدة لأغراض سياسية التوصّل إلى هدنة مُؤقّتة، تُسهّل إطلاق سراح الأسرى المحتجزين في غزّة وتسمح للمساعدات بالوصول إلى القطاع المحاصر، إلّا أنّها لم تظهر أيّ إشارة أو إصرار على إنهاء إسرائيل حربها العدوانية ضدّ الفلسطينيين، أو بالأحرى لا يُريدون وقف الحرب على نحو دائم. وهم في نقاش تكتيكي حول كيفية تحقيق أهداف الاحتلال الإسرائيلي بطريقة لا يُمكن أن تلحق الضرر بصورة الولايات المتّحدة دولياً، في حين أنّهم يدعمون الإبادة الجماعية، لأنّهم يُدركون أنّ ذلك يضرّ بفرص الفوز بالانتخابات”.

ويعتقد نعيم أنّ الولايات المتّحدة تدرك أيضاً أنّ حروب “دولة” الاحتلال الإسرائيلية، جعلتها منبوذة في نظر العديد من دول العالم، الأمر الذي يهدّد قدرة “الدولة” على البقاء باعتبارها عنصراً أساسياً في هيمنة الولايات المتّحدة على المنطقة. ويقول، “إنّ المصالح الاستراتيجية لأميركا في الحفاظ على إسرائيل كقاعدة متقدّمة على خطّ المواجهة هنا مُعرّضة للخطر”.

إنشاء إطار الاتفاق

في شهر أيّار/مايو الفائت، أعلن بايدن عن “خارطة طريق لوقف إطلاق النار الدائم وإطلاق سراح الأسرى”، بناءً على اقتراح “دولة” الاحتلال وقال: “هذه لحظة حاسمة.. لقد قدّمَت إسرائيل اقتراحها، وحماس تريد وقف إطلاق النار. تحتاج حماس إلى قبول الصفقة”. وفي 10 حزيران/يونيو، وافق مجلس الأمن في الأمم المتّحدة على قرار يُؤكّدُ إطار الاتّفاق المذكور، الذي وافقت حركة “حماس على أساسه على استئناف محادثات وقف إطلاق النار. وقال خليل الحية، كبير المفاوضين ونائب قائد حماس يحيى السنوار: “نحن مستعدّون لمفاوضات جدّية تُحَقّق وقف العدوان والانسحاب الكامل من قطاع غزّة، إذا التزم نتنياهو بالمبادئ والأطر التي حدّدها الرئيس بايدن”.

في ذلك الوقت، أوضح مُفاوضو “حماس” أنّهم مُنفتحون على اتّفاق من 3 مراحل لا يتطلّب الالتزام الفوريّ بوقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الكامل للقوّات الإسرائيلية من غزّة كشرط مُسبق للمضي قُدماً في العملية. وقبل ذلك، أصرّت حماس على أنّ أيّ اتّفاق يجب أن يتضمّن خُطوات مُحدّدة بجلاء تضمن نهاية العدوان الإسرائيلي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى