عودة خالد مشعل لرئاسة المكتب السياسي لحركة حماس وقياداتها “خير خلف لخير سلف”
المؤشر 03-08-2024
بقلم : عمران الخطيب
في البداية، أود التأكيد على المرونة الوطنية التي أبدَاها الشهيد القائد إسماعيل هنية أبو العبد في مختلف جلسات الحوار للفصائل الفلسطينية، وخاصة حوار لم الشمل الفلسطيني بالجزائر الشقيق وفي حوار إسطنبول مع الرئيس أبو مازن وفي جلسات حوار الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية برئاسة أبو مازن. ولكن كانت هناك كوابح متعددة الجوانب والاتجاهات تمنع تجاوز تلك العوائق والحواجز التي لا تزال تشكل عائقًا أمام لم الشمل وتحقيق التوافق الوطني الفلسطيني، وخاصة في هذه المحطة الصعبة من العدوان الإسرائيلي الشامل على قطاع غزة، حيث تجري محاولات تحويل القضية الفلسطينية إلى مجرد احتياجات إنسانية، حيث تنحصر المطالب في وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية للمواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة.
أعتقد بأن عودة القيادي خالد مشعل أبو الوليد إلى تولي رئاسة حركة المقاومة الإسلامية حماس سوف ينعكس بشكل إيجابي على أكثر من صعيد، داخليًا ووطنيًا. خلال فترة توليه رئاسة حماس في الدورات السابقة، تحول مشعل ليس فقط إلى رئيس لحماس، بل أصبح شخصية وطنية فلسطينية تجاوزت فكرة وحدود كونه زعيم فصيل، بل أصبح رمزًا وطنيًا. كان على تواصل مع الرئيس الراحل الشهيد القائد ياسر عرفات من موقع الوفاء الوطني والتقدير للرئيس الرمز، مما حول حماس إلى أكثر من مجرد فصيل بل إلى شريك في منظمة التحرير.
تجددت وتطورت العلاقات بين حركتي فتح وحماس بشكل ملموس بعد تولي الرئيس أبو مازن رئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية. عمل الرئيس عباس خلال لقائه مع الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش على مشاركة حركة حماس في الانتخابات التشريعية، حيث قال للمرحوم سليم الزعنون أبو الأديب، رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، إن أهم نجاح لزيارة أبو مازن ولقائه مع رئيس الإدارة الأمريكية كان الموافقة على مشاركة حماس في الانتخابات التشريعية. والأهم أن الرئيس عباس رفض بشكل قاطع الانقلاب على نتائج الانتخابات التشريعية والقبول بالنتائج.
المحطة الثانية في العلاقات التي جسدها الرئيس عباس كانت قرار تشكيل الإطار القيادي المؤقت من أجل انضمام حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى الإطار القيادي المؤقت، الذي يضم رئيس وأعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورئيس المجلس الوطني الفلسطيني الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية والشخصيات الوطنية المستقلة. للأسف، طلب موسى أبو مرزوق خلال حوار بكين أن يكون الإطار القيادي المؤقت فقط من الفصائل الفلسطينية وبدون الشخصيات الفلسطينية المستقلة، وكأن الشعب الفلسطيني مكون فقط من الفصائل الفلسطينية الأربعة عشر، رغم أن بعض العائلات الفلسطينية قد تكون أكبر من حجم بعض الفصائل، ولذلك لا يجوز استبعاد الشخصيات الفلسطينية المستقلة في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة والشتات.
إن إعادة رئاسة حركة حماس إلى خالد مشعل أبو الوليد سوف تشكل خطوات إيجابية تجاه تحقيق التوافق الوطني من خلال تنفيذ الاتفاقيات السابقة، وخاصة وثيقة الوفاق الوطني. أصبح من الضروري إعادة تفعيل الإطار القيادي المؤقت كخطوة نوعية وضرورية على أن نتوجه بعد ذلك إلى انضمام مختلف الفصائل الفلسطينية والشخصيات المستقلة ضمن منظومة منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا الفلسطيني العظيم.
نراهن على انتصار الوحدة الوطنية على الحسابات الضيقة والفصائلية، من أجل النهوض وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها. لذلك فإن أمام خالد مشعل كرئيس للمكتب السياسي لحركة حماس مهمة تجسيد الخطوات التي تؤدي إلى تحقيق النتائج المرجوة بترجمة جلسات الحوار المتكررة إلى خارطة طريق تنهي الانقسام لتحقيق الأهداف المنشودة لشعبنا الذي يتعرض لعملية الإبادة الجماعية وتهجير الفلسطينيين. أمام أبو الوليد مهمة ليست سهلة ولكنها ليست مستحيلة.