تفجيرات أجهزة اتصال حزب الله رسالة للفلسطينيين أيضا
المؤشر 21-09-2024
بقلم : إبراهيم ابراش
تفجير آلاف أجهزة الاتصال اللاسلكي التي يملكها عناصر وقيادات حزب الله في لبنان وسوريا وقبلها استهداف قيادات لحزب الله وايرانية وفلسطينية في لبنان وسوريا وإيران والعراق، رسالة لحزب الله وإيران ومحور المقاومة والفصائل في غزة بأن الحرب الحديثة لم تعد تعتمد فقط على شجاعة المقاتلين ولا عددهم ولا حتى على امتلاك الصواريخ بل هي حرب أشمل: عسكرية تقليدية ونووية واقتصادية وتجارية ونفسية وتكنولوجيا واستخباراتية وسيبرانية، يكون فيها الغلبة للمتفوقين في هذه المجالات.
هذا الجيل الجديد من الحرب وهذه العملية الأخيرة وما آلت إليه المواجهات على الجبهة الشمالية من عمليات روتينية ضمن قواعد الاشتباك دون أي مؤشرات إلى تحولها لحرب اقليمية وحتى إن حدثت فستكون حرب إيرانية إسرائيلية وليس لها علاقة مباشرة بالقضية الفلسطينية ولن تكون في صالحها بغض النظر عن نتائج الحرب.
كل ذلك يتطلب من الشعب الفلسطيني وحركات المقاومة إعادة النظر في نهج مقاومتهم للاحتلال وتجنب المواجهات العسكرية المكشوفة والمباشرة التي تعتمد على مواقع عسكرية ثابتة وأنفاق وشبكة اتصالات مكشوفة ومقابلات للقيادات العسكرية وللمسلحين على الفضائيات واستعراض القدرات العسكرية للمقاومين أمام الفضائيات كما فعلت حركة حماس وقناة الجزيرة في برنامج (ما خفي أعظم) والإعلان عن اجراء تجارب على صواريخ متطورة والاتصالات والمقابلات الإعلامية الاستعراضية الخ تحت أنظار جيش الاحتلال وأجهزته الاستخباراتية المتطورة، واللجوء بدلاً من ذلك إلى إبداع اشكال جديدة من المقاومة الشعبية وخصوصا بعد أن راينا النتائج المدمرة لنهج المقاومة لحركتي حماس والجهاد الاسلامي في غزة
تصريحات قادة حماس الاستفزازية والملتبسة
بالرغم من مرور حوالي العالم على حرب الإبادة يستمر بعض قادة حركة حماس في استعمال خطاب ملتبس واستفزازي كقول خالد مشعل وقادة آخرون إن المقاومة مازالت بخير وغير مستعجلة لوقف إطلاق النار وأنها ستستمر في حكم القطاع بعد الحرب، أو تشكيك قيادات أخرى بوطنية من ينتقد حركة حماس.
هذا الخطاب يتجاهل الواقع وما ألحقه الاحتلال من موت وخراب ودمار في القطاع وكل القضية الفلسطينية، وفيه استهتار بحياة الناس وبكل القضية لصالح الحفاظ على حركة حماس في المشهد المحلي والإقليمي.
وهنا نؤكد على ما يلي:
1- إن المطالبة بوقف إطلاق النار في حرب الإبادة الحالية هو فقط لوقف المجزرة وتخفيف المعاناة عن أهالي غزة وإفشال أهداف إسرائيل من الحرب سواء في غزة او الضفة ولا يعني نهاية الصراع مع العدو حيث سيستمر الصراع والحرب بأشكال مختلفة وبجبهات مختلفة ما استمر الاحتلال
2- تكرار الحديث عن قوة حماس وعدم تخليها عن سلطتها في غزة بعد كل هذا الموت والخراب والدمار وتجديد احتلال العدو للقطاع وتقسيمه يثير شكوكا أبعد مدى حول تأسيسها وانقلابها وسيطرتها على القطاع عام ٢٠٠٧ وحول عملية الطوفان. صحيح أن بقاء إلف مقاتل فقط من حماس بعد الحرب ،بما يملكون من أسلحة واستعداد للقتل حتى لأبناء جلدتهم ممن يعارضونهم الرأي ،يمكنهم حكم غزة واخضاع الناس في ظل غياب أية قوة منظمة مقاتلة فلسطينية أخرى وخصوصا إن تمت تفاهمات في سياق صفقة بين إسرائيل وحماس والوسطاء ،في هذه الحالة ستستمر سلطة حماس بالتوافق مع اسرائيل كما جرى طوال ١٧ سنة، ولكن ما هو وضع غزة بعد الحرب التي ستحكمها حماس؟ وكيف سيتم اعمارها ومن يعمرها؟ وما مستقبل القضية الفلسطينية بشكل عام؟.
3- انتقاد حركة حماس لا يعني انتقاد أو رفض نهج المقاومة بل هو انتقاد للطريقة التي تدير فيها حماس المقاومة وشبكة تحالفاتها وسلوكها في التعامل مع أهالي غزة.
4- في المقابل نحذر من انزلاق البعض من التيار الوطني المعارض لحماس وكردة فعل على نهج وخطاب حماس إلى التشكيك بنهج المقاومة على الإطلاق سواء الذي تمارسه حماس أو غيرها ، مما يؤدي لبث خطاب الكراهية بين أبناء الشعب وخصوصاً بين أبناء غزة المكتوين بالحرب ومن ممارسات حماس، وبقية أبناء الشعب في الخارج