صحيفة يني سوز: مستجدات العدوان على غزة وتقييمها عسكرياً واقتصادياً ودبلوماسياً
المؤشر 20-04-2024 مع دخول إيران المباشر في نزاع مع “إسرائيل” بات من الممكن تحليل الحرب التي تشهدها غزة بأبعادها الاقتصادية والدبلوماسية والاجتماعية فضلاً عن بعدها العسكري.
إن هجمات إيران على “إسرائيل” التي بدأت بالاعتداء على القنصلية الإيرانية في دمشق، واستمرار “إسرائيل” في عدوانها على قطاع غزة، وما تعانيها من مصاعب في تأمين احتياجاتها العسكرية، والثبات الأسطوري الذي تبديه فصائل المقاومة الفلسطينية؛ كلها من العوامل التي تزيد من تعقيد البعد العسكري للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وإذا ما تناولنا هذا الصراع من الناحية الاقتصادية، نجد أنه أثر سلباً في الاقتصاد الإسرائيلي الذي بات مضطرباً، من جراء تعطل موانئها وخروجها عن الخدمة، وتأثر قطاعاتها بنسبٍ متفاوتة نتيجة الحرب. وعلاوةً على ذلك فإنه لا يمكننا تجاهل تكاليف الحرب التي يمكن إحصائها، والتأثيرات الاقتصادية الدولية.
وبالنظر إلى هذا الموضوع من زاوية اجتماعية، نجد ازدياداً ملحوظاً في غضب شعوب المنطقة وردود أفعالها. في حين أن الاحتجاجات التي يشهدها الشارع الإسرائيلي تزيد من الاحتقان الاجتماعي، بالتزامن مع حيرة العالم كله إزاء صمود غزة.
أما من الجانب الدبلوماسي، فمن الأهمية بمكان الإشارة إلى ردود الفعل السلبية التي تواجهها “إسرائيل” التي تدهورت سمعتها ومكانتها على الصعيد الدولي.
فحتى لو بدا أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قد انخفضت وتيرته في الأسبوع الماضي نتيجة الهجمات الإيرانية، إلا أنه ما زال يشكل تهديداً صارخاً للسلام والأمن الإقليميين والدوليين.
لقد بذلت قصارى جهدي لتسليط الضوء على الوضع الراهن لهذا الصراع من المناحي الاقتصادية والسياسية والعسكرية والدبلوماسية، مركزاً في تحليلي على الجانب الإسرائيلي بشكل خاص.
البعد العسكري
– تكاليف الحرب تتزايد باستمرار، فالحرب التي تقودها “إسرائيل” في غزة تسببت بخسائر عسكرية واقتصادية فادحة، ومن الطبيعي أن إطالة أمد الحرب سيثقل كاهل ميزانية “الدفاع” الإسرائيلية.
– يتكبد “الجيش” الإسرائيلي خسائر كبيرة، حيث يفقد الكثير من جنوده يومياً في غزة، فضلاً عن التكاليف الباهظة التي يعانيها من جرَّاء معالجة جنوده الجرحى وإعادة تأهيليهم.
– المقاومة الشرسة التي أبدتها كتائب القسام، وإعادة تنظيمها بسرعة خاطفة في المناطق التي ظنت “إسرائيل” أنها أحكمت السيطرة عليها تماما، واستمرار قوة فصائل المقاومة على مدى 7 أشهر قد غير المعادلة بشكل كبير.
– إخفاق “إسرائيل” في توفير الأمن بغزة والمناطق الحدودية، وفي إعادة الحياة إلى مجراها الطبيعي.
– إقدام “إسرائيل” على إراقة دماء المدنيين والدمار في قطاع غزة انتهاكٌ صارخ لحقوق الإنسان؛ وعدم التزام “إسرائيل” بمبدأ الاستخدام النسبي للقوة إخفاق عسكري لها، فلا يمكن بحال من الأحوال أن تُعدَّ إبادة النساء والأطفال بالصواريخ نجاحاً.
– تفاقم حالة عدم الاستقرار إقليمياً، وازدياد المخاطر الأمنية ؛ ويُحتمل أن يؤدي استمرار حصد الأرواح في صفوف المدنيين، وتصاعد التوترات إلى صراعات جديدة في المنطقة.
– عدم تمكن “إسرائيل” من إنقاذ رهائنها إخفاق كبير بالنسبة لها، على الرغم من أن ذلك أحد أهم أسباب الحرب.
– ما زالت “إسرائيل” تتكبد المزيد من الخسائر حتى في المناطق التي أعلنت سيطرتها عليها.
– أخفقت “إسرائيل” في الحيلولة دون إطلاق الصواريخ التي تستهدفها حتى من المناطق التي أعلنت سيطرتها عليها.
– ازدياد التسلح إقليمياً بسبب هذه الحرب.
البعد الاقتصادي
– ألحقت الحرب التي نفذتها “إسرائيل” في غزة خسائر جسيمة باقتصادها، فالزعزة الناجمة عن الحرب تؤثر سلبا في الاقتصاد الإسرائيلي وبخاصة في قطاعي التجارة والسياحة.
– تعطل موانئ إسرائيل، وتوقف أنشطتها التجارية يشكلان ضربة قوية لاقتصادها.
– تكاليف الحرب تقودها “إسرائيل” تقدر بأكثر من 56 مليار دولار أميركي.
– تتزايد المشاكل القطاعية باستمرار في “إسرائيل”.
– تكاليف الحرب التي لم يُحسب حسابُها والأعباء الاقتصادية الناجمة عنها تتاعف باستمرار.
– مقاطعة المنتجات الداعمة لـ”إسرائيل” مستمرة.
– أمسى رأس المال اليهودي العالمي في خطر.
البعد الاجتماعي
– تزايد الغضب والاحتقان الشعبي في المنطقة قد يغير كل المعادلات.
– البعد الاجتماعي لأهل غزة ودفاعهم الشرس يفوق الوصف.
– ثبات حماس والقسام في الاستمرار بالمقاومة، ودعم المجتمع الفلسطيني لهما.
– تزايد الاحتجاجات وردود الأفعال داخل “المجتمع” الإسرائيلي على القرارات المتعلقة بالأسرى والتجنيد.
– عودة الحياة اليومية إلى طبيعتها في غزة على الرغم من مآسي الحرب والدمار، في الوقت الذي لم تعد فيه الحياة اليومية إلى سابق عهدها في المناطق الحدودية داخل “إسرائيل”.
– لم تعد الحياة اليومية إلى طبيعتها في المناطقة الحدودية في “إسرائيل” على الرغم من إمكانياتها العسكرية الهائلة والتكاليف الباهظة التي دفعتها.
– أحد أبرز الانتصارات التي حققتها المقاومة يتمثل في عدم نزوح 700 ألف إنسان على الأقل عن منازلهم على الرغم من الجوع والقصف الغاشم شماليَّ غزة التي تعيش بؤرة الصراع.
– ينبغي على القبائل والأسر الكبرى في غزة تجنب الوقوع في المؤامرات الإسرائيلية.
– استمرار حماس والقسام في المقاومة بصوت واحد دون تضعضع.
البعد الدبلوماسي
– استمرار ردود الفعل الدولية السلبية وتدهور سمعة “إسرائيل”.
– غياب التعاطف مع “إسرائيل” في الغرب بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
– ازدياد حالة الخلاف بين “إسرائيل” وأميركا.
– استمرار “إسرائيل” بمجازرها في غزة يضر بعلاقاتها الدولية. والآن تنتقد العديد من الدول سياسات “إسرائيل” وتطالبها بإيجاد تسوية سياسية.
– الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تمارس ضغوطاً كبيرة لوقف إطلاق النار والتوصل إلى حل سياسي.
– لأول مرة يُناقش على الصعيد الدولي التزام “إسرائيل” بالقانون الدولي، ويبدأ تحقيق في الضحايا المدنيين وانتهاكات حقوق الإنسان، وتلاحق “إسرائيل” قضائياً.
– اتفاقيات الخيانة أصبحت في مزبلة التاريخ.
الخلاصة
التكاليف الباهظة التي كلفت “إسرائيل” التي ترى بأنها لن تتمكن من تحقيق النصر في الحرب إلا بارتكاب إبادة جماعية شاملة، تشي بأن “إسرائيل” وصلت إلى طريق مسدودة