ترجمات

واشنطن بوست بشأن إيصال المساعدات إلى غزة واشنطن تبتكر طرقاً معقدة لمشكلة بإمكانها حلّها

المؤشر 17-03-2024   تناولت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، في تقرير لها، “المساعدات الإنسانية الأميركية لقطاع غزة”، وخطة إدارة الرئيس جو بايدن لبناء ميناء مؤقت، مشيرة إلى أنّ واشنطن تتبع خطة معقدة لمشكلة واضحة، فبدلاً من إرسال المساعدات عن طريق ميناء مؤقت تستطيع  إيصال مساعدات هائلة براً عن طريق الشاحنات.

بعد مرور ثمانين عاماً، تذكّر خطة الرئيس الأميركي، جو بايدن، لبناء “ميناء مؤقت لتقديم المساعدات إلى غزة” بالجهود التي بذلت في النورماندي، ولكن هناك اختلاف رئيسي يظهر، وهو أنّ قطاع غزة محاط بالطرق الحالية، تحت رعاية حليف وثيق للولايات المتحدة، والذي يمكن من خلاله وصول زيادة هائلة من المساعدات براً عن طريق الشاحنات.

 

ولكن من خلال القيام بهذا المسعى الذي يتطلب موارد ثقيلة، فإنّ الولايات المتحدة لا تتفادى جغرافيا محظورة. وهي تتبع حلاً معقّداً من الناحية اللوجستية، ووفق ما يقول محللون: “إنها مشكلة بسيطة بشكل أساسي، عبر إدخال المساعدات إلى غزة عن طريق البر”.

وبالاعتماد جزئياً على الأبحاث الميدانية التي أجريت داخل المنطقة، أصدرت منظمة اللاجئين الدولية، وهي منظمة إنسانية مقرها الولايات المتحدة، تقريراً هذا الشهر وجدت فيه أنّ القيود الإسرائيلية “أعاقت العمل الإنساني في كل خطوة من عملية توصيل المساعدات”، وذلك من خلال الحرمان التعسفي على ما يبدو من دخول السلع الإنسانية المشروعة إلى غزة؛ وعملية تفتيش معقدة للغاية وغير متسقة؛ والإنكار المتكرر للتقلبات الإنسانية الداخلية؛ والهجمات على البنية التحتية الإنسانية والحيوية، من بين سياسات أخرى “تتسبب في أزمة إنسانية من صنع الإنسان”.

بايدن أيضاً حثّ “إسرائيل” على تسهيل عبور المزيد من الشاحنات. ولكن وفقاً لما يقوله النقاد، فإنّ بايدن سار في طرق معقدة لتقديم المساعدات في محاولة للتغلّب على المشكلة عبر البحر والجو، والتي من المرجّح – وفق النقاد – كان من الممكن أن تُحل هذه المشكلة بواسطة الضغط الدبلوماسي.

ويقول جيسي ماركس، كبير المدافعين عن المنظمة الدولية للاجئين في الشرق الأوسط، إنّ اعتماد إدارة بايدن لخيارات الملاذ الأخير، مثل الإنزال الجوي والممرات البحرية، يظهر “خطورة الأزمة داخل غزة – والاعتقاد بأنه إذا لم تكن هناك مساعدات، فإنّ ظروف المجاعة ستتفاقم”.

إنّ انتظار 60 يوماً لبناء الرصيف – للاستجابة للمجاعة الوشيكة – قد يعني الكثير جداً، إذ أن هناك خوف من فوات الأوان.. “الناس في غزة ليس لديهم شهرين”، يقول ماركس: “إنهم يتضوّرون جوعاً الآن”. ويمكن لخمس شاحنات فقط من بين المئات التي تنتظر العبور أن تكون قادرة على جلب أكثر من 100 طن من الطرود الغذائية على الفور.

وقال شون كارول، رئيس المنظمة الأميركية لمساعدة اللاجئين في الشرق الأدنى: “هناك نوع من الجنون في هذا: الولايات المتحدة تعلن عن بناء الرصيف من أجل الحصول على المزيد من المساعدات، لأننا فشلنا في الحصول على المواد عبر المعابر البرية، الموجودة بالفعل”.

فيما قال خبراء إغاثة آخرون إنّ خطة الرصيف هي في أحسن الأحوال حل مؤقت وفي أسوأ الأحوال وسيلة إلهاء. ووفق مايكل فخري، مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في الغذاء، فإنّ “الخطة البحرية هي أداء مهين – ولم تخدع أحداً”.

وقال فخري إنّ هذا “غير منطقي على الإطلاق” من منظور إنساني أو من منظور حقوق الإنسان.. من المنطقي محاولة تهدئة ومواجهة الضغوط الداخلية التي تشعر بها الإدارة الأميركية الحالية. ويتم ذلك لإظهار أنّ الولايات المتحدة تفعل شيئاً ما”. وباعتبار الولايات المتحدة مصدراً لمبيعات الأسلحة بمئات الملايين من الدولارات خلال الصراع الأخير وحده في قطاع غزة، يشير الخبراء إلى أنّ الولايات المتحدة يمكن أن يكون لها تأثير أكبر من خلال ممارسة ضغوط أكثر أهمية على “إسرائيل” للسماح بمرور الشاحنات، بدلاً من ابتكار طرق بديلة.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى