ترجمات

يني مساج تركيا في دائرة مشاريع الاحتلال الإسرائيلي وعليها أنّ تتعلم الدرس من غزة

المؤشر 16-03-2024   تناولت صحيفة “يني مساج ” التركية المذبحة والإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي وعلى مرأى من العالم أجمع. ورأت الصحيفة أنّ ما يحصل يهدف إلى تحقيق أطماع “إسرائيل” ضمن “مشروع الشرق الأوسط الكبير”، وإقامة ” إسرائيل الكبرى”، والذي يستهدف تركيا أيضاً.

يشهد العالم اليوم على الهواء مباشرة الفظائع الإسرائيلية التي تجري في قطاع غزة. لقد كانت هناك العديد من المجازر وعمليات الإبادة الجماعية في تاريخ العالم، ولكن لم يتم مشاهدة أي منها على الهواء مباشرة في جميع أنحاء العالم، مثل حقيقة الإبادة الجماعية التي ارتكبتها “إسرائيل” في غزة، حيث ارتفع عدد المدنيين الذين قتلتهم منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 31341 شهيداً، 70 بالمئة منهم أطفال ونساء. وهناك ما يقرب من 10 آلاف شخص محاصرون تحت الأنقاض ولا يمكن الوصول إليهم.

بالأمس، أطلق “الجيش” الإسرائيلي النار على أشخاص ينتظرون المساعدات الإنسانية في غزة، مئات الفلسطينيين، الذين كانوا هدفاً واضحاً لـ”إسرائيل”، كانوا يريدون فقط شراء كيس من الدقيق وإشباع جوعهم في ظلام الليل. ووفق المشاهد المتداولة على مواقع التواصل تبيّن أنّ الشاحنة التي تحمل الدقيق للفلسطينيين الجياع باتت تقلّ فلسطينيين قتلوا أو أصيبوا بعد هذا الهجوم الوحشي. “إسرائيل” لا ترتكب مجازر بحق الناس في غزة والضفة الغربية والقدس فحسب، بل تدمر أيضاً كل ما هو ضروري للحياة.

وذكرت منسقة “شبكة منظمات البيئة المدنية الفلسطينية”، عبير بطمة، أنّ 800 ألف شجرة زيتون مملوكة للفلسطينيين دمّرتها “إسرائيل” خلال العشرين عاماً الماضية، وأنّ المعادن الثقيلة والمواد الكيميائية السامة المتراكمة في المناطق الزراعية المتضررة جراء الهجمات أدّت إلى تدمير الأراضي.

“إسرائيل” لا تهاجم الأراضي الفلسطينية فحسب، بل أيضاً أراضي الدول المجاورة الأخرى في المنطقة، والتي تسبب أزمات بيئية واقتصادية، فضلاً عن الأزمات الإنسانية، نتيجة الهجمات التي نفذها “الجيش” الإسرائيلي بالقنابل الفسفورية، في جنوب لبنان مثلاً. واندلع أكثر من 657 حريقاً، وتضرر أكثر من 6 آلاف دونم من الأراضي الحرجية والزراعية، وأتلفت أكثر من 60 ألف شجرة زيتون معمّرة حرقاً.. والتفسير الوحيد لتدمير “إسرائيل” للناس والمساحات المعيشية يهدف إلى إخلاء هذه المنطقة بالكامل والسيطرة عليها. لا شكّ أنّ تدمير المنازل والمستشفيات والمدارس ودور العبادة، وعدم السماح بدخول الوقود والمساعدات الإنسانية هي ممارسات تهدف إلى تحقيق هذا الهدف. فقد أعلنت “إسرائيل” أولاً أنّ الجنوب أصبح آمناً لإخلاء شمالي غزة، ثم بدأت بعد ذلك بمهاجمة كل جزء من الجنوب. وبحسب تصريحات مسؤولي الأمم المتحدة، لم يعد هناك من مكان آمن في غزة.

ووفقاً لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” الإسرائيلية، أعلن المتحدث باسم “الجيش” الإسرائيلي، دانييل هاغاري، أنّ نقل المدنيين في رفح إلى مناطق محددة بالتنسيق مع الجهات الفاعلة الدولية هو جزء مهم من استعدادات الاحتلال لـ “العملية البرية” المتوقعة. مشيراً إلى أن جزءاً كبيراً من ما يقرب من 1.5 مليون فلسطيني نازح عالقين في رفح سيتم إرسالهم إلى “الجزر الإنسانية في وسط المنطقة”. وزعم هاغاري أنه سيتم تزويد الفلسطينيين بالمأوى المؤقت والغذاء والماء وغيرها من الاحتياجات في رفح.

وأعلنت “إسرائيل” عن “جزر إنسانية” بحسب تعبيرها، حيث سيتم توطين ملايين الفلسطينيين فيها وستخضع لسيطرتها تمهيداً لخطوة “الترحيل الكامل”. وبطبيعة الحال، سيكون لتركيا أيضاً نصيبها في خطة الترحيل هذه. وأعطت الولايات المتحدة الضوء الأخضر للهجوم الإسرائيلي على رفح.

في تقرير لصحيفة “بوليتيكو” الأميركية، جاء فيه أنّ إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، لا ترغب بشنّ هجوم واسع النطاق للقوات الإسرائيلية على رفح، بل تدعم عملية محدودة لاستهداف كبار أعضاء حماس في المدينة. دعونا نتذكر أنّ مذبحة المدنيين الفلسطينيين في غزة بعد السابع من أكتوبر 2023 قد تمت بالفعل بحجّة القضاء على حماس، والآن ستتم مهاجمة رفح بنفس الذريعة. وبعد استشهاد عشرات الآلاف من المدنيين، فإنّ من تبقى منهم سيتعرض للهجرة القسرية. فلنتذكر في تركيا نحن دائماً بلد مستهدف بمشاريع الاحتلال والتفكك، مثل مشروع الشرق الأوسط الكبير ومشروع “إسرائيل الكبرى”، ويجب أن نتعلّم الدرس مما حدث في غزة.

إنّ سبب كل القمع الذي تعرض له الفلسطينيون حتى الآن لأنهم لم يتمكنوا من إقامة دولة فلسطينية قوية ومستقلة تماماً.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى