أكبر أعداد للمقتحمين وحفريات وأنفاق الأقصى في قلب سياسات التهويد

أكبر أعداد للمقتحمين وحفريات وأنفاق الأقصى في قلب سياسات التهويد

المؤشر 02-11-2025   تشير الأرقام التي وثقتها جهات مقدسية أنه خلال شهر تشرين الأول/اكتوبر، اقتحم المسجد الأقصى 10822 مستوطنا، حيث تقاطع الشهر مع «يوم الغفران» و«عيد العُرش»، وتعكس هذه الأرقام مجموعة من الحقائق والتحولات في ظل أن الرقم هو الأعلى في تاريخ الاقتحامات الإسرائيلية قاطبة منذ احتلال المسجد عام 1967.

لا تدلل الأرقام السابقة على ذاتها إنما تشير إلى جملة من المعطيات التي تترافق وتعمل معها، وهي جميعها تدلل على خطورة الحال الذي وصله المسجد الأقصى الذي تجدد الحديث خلال الأيام الماضية، عن الحفريات تحت المسجد، والتي تأتي في سياقات تهويدية متواصلة من عشرات السنين. واعتبر الباحث المتخصص في شؤون القدس عبد الله معروف أن مسألة تسجيل أكبر عدد من المقتحمين في المواسم الدينية للمسجد الأقصى أصبح أمرا شائعاً في الفترة الأخيرة مع كل موسم أعياد.

وأضاف: «لقد دأبت جماعات المعبد المتطرفة على العمل بكل قوتها مع كل موسم لتسجيل أرقام قياسية للمقتحمين، بحيث تثبت لنفسها أولاً وللمسلمين ثانياً، أن وجود المستوطنين داخل المسجد الأقصى والتصاعد المُطَّرد في أعداد المقتحمين أصبح سِمةً تطبع كل موسم اقتحاماتٍ في كل عام».

وشدد على أن ذلك تحول إلى أسلوبٍ تريد منه جماعات اليمين المتطرف في دولة الاحتلال أن تستعرض قوتها المتزايدة في الشارع الصهيوني وقدرتها على استقطاب المزيد من العناصر وإقناعهم بتجاوز فتوى الحاخامية الكبرى لدولة الاحتلال بتحريم دخول منطقة المسجد الأقصى لاعتبارات الطهارة المفقودة حسب رؤيتها الدينية.

واعتبر أن مسألة إحصاء أعداد المقتحمين اليومية في المسجد الأقصى أصبحت سلاحاً لدى هذه الجماعات في حربها النفسية على المسلمين في القدس وخارجها، تحاول من خلاله أن تثبت تعاظم قوتها في مقابل تراجع الجانب الإسلامي داخل الأقصى من حيث العدد كذلك.

وخلص معروف، إلى أن ملاحظته في موسم اقتحامات هذا العام تقول إن الاحتلال أقدم فعلياً على التطبيق الحرفي لمفهوم التقسيم الزمني لـ«الأقصى» بكل تفاصيله، إذ حرص على ألا يزيد عدد المسلمين داخل المسجد خلال فترات الاقتحامات على حوالي 50 مسلماً فقط ما بين حارس وموظف ومصلٍّ، وذلك في مقابل ما يصل إلى 1200 مستوطن كانوا يتجمعون في نفس اللحظة داخل المسجد بسبب إجراءات شرطة الاحتلال التي شجعت وجودهم بهذه الأعداد الكبيرة.

وكانت محافظة القدس قد حذرت من خطورة تحركات علنية ومتسارعة لجماعات «الهيكل»، والتي باتت تتخذ طابعاً عملياً ممنهجاً يهدف إلى المساس المباشر بالمسجد، وتغيير طابعه التاريخي والديني.

وأكدت على أن ما يعرض من تجهيزات وطقوس واستعدادات لم يعد مجرد حلم ديني أو فكرة خرافية، بل أصبح مشروعاً استعمارياً منظماً تديره وتدعمه جهات سياسية ودينية داخل منظومة الاحتلال الإسرائيلي، في مسعى خطير لفرض سيادة تامة على المسجد الأقصى وإحلال «الهيكل» المزعوم مكانه.

جاء بيان المحافظة في ظل أن جماعات «الهيكل» تقوم بالتكثيف من أنشطتها وتهيئاتها الميدانية بشكل علني، عبر مؤسساتها الدينية والتعليمية، ومن أبرزها مدرسة «يشيفات هارهبايت» التي نشرت مؤخراً فيديوهات توثّق استعداداتها لبناء الهيكل المزعوم، بما في ذلك تدريب الكهنة على تقديم القرابين الحيوانية، وخياطة الملابس الخاصة بهم، وتصميم مجسمات هندسية تمثل شكل المعبد المزعوم.

ورأت المحافظة في ذلك خطوة خطيرة تهدف إلى تهيئة الرأي العام لتقبل فكرة البناء على أنقاض المسجد الأقصى، وتأتي هذه الممارسات متزامنة مع تصريحات مستمرة ومتطرفة لما يسمى وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير، الذي يسابق الزمن لفرض مخطط «التقسيم الزماني والمكاني» في المسجد، ويشجع جماعات «الهيكل» على تكثيف اقتحاماتها الجماعية لساحات المسجد والصعود إلى ما يسمى «جبل الهيكل».

وتشير الحملات التحريضية المتطرفة التي تتداولها شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التي تخص الجماعات المتطرفة إلى أنها تحمل تحرّيضا علنياً على هدم المسجد الأقصى أو قبة الصخرة المشرفة لبناء الهيكل المزعوم في المكان، وتنشر فيديوهات ورسومات تجسّد عملية البناء المزعوم، داعيةً إلى أوسع مشاركة في الاقتحامات اليومية، كما أظهرت هذه المقاطع وجود مخططات تفصيلية للمعبد الجديد، في إشارة واضحة إلى أن تلك الجهات تتعامل مع المشروع كحقيقة قيد التنفيذ لا كرمز ديني أو أسطورة تاريخية.

وتكتسب هذه التحركات أهمية في ظل الدعم الرسمي الذي تتلقاه جماعات «الهيكل»، وإلى كونها تعمل بشكل منظم ضمن القانون الإسرائيلي، وتحظى باعتراف رسمي.

ونبهت المحافظة إلى أن أنشطة هذه الجماعات تأتي ضمن خطة متكاملة تستهدف تغيير الواقع الديني والسياسي والقانوني في القدس، عبر السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي الوقفية، والاستيلاء على منازل المقدسيين، وزرع القبور الوهمية في محيط الأقصى، وتهويد الطابع العربي والإسلامي والمسيحي للمدينة، مع مواصلة جماعات «الهيكل» الترويج لرواية باطلة تزعم أن المسجد الأقصى بُني فوق أنقاض «هيكل سليمان»، وأن «حائط البراق» هو جزء من بقايا ذلك الهيكل.

وما محاولة اقتحام الصهيوني البريطاني تومي روبنسون للأقصى ومحيطة والعمل على جعله جزءا من ماكينة دعاية للمستوطنين والتحريض ضد العرب والمسلمين، إلا جزءا من تلك المخططات.

تحرّيض على إزالة علم فلسطين

وظهر روبنسون في مقاطع فيديو متنوعة بعضها ترجم للعربية وبعضها لم يترجم، أثناء تحرّيضه على إزالة علم فلسطين من الرواق الغربي للمسجد الأقصى، كما واستهزأ برئيسة حارسات الأقصى، وكذب على حُرّاس الأقصى، وتجوّل بحريّة في باحات المسجد مع مستوطنين متطرفين محرضين على الإسلام والمسلمين، كما ظهر وهو يروّج أمام الكاميرا لمعلومات مضللة معبئة بكراهية المسلمين، وتجاهل حقهم بالمسجد.

وحذرت دائرة شؤون القدس في منظمة التحرير الفلسطينية من استغلال الاحتلال للسياح ضمن برامج سياحية تنظمها مؤسسات الاحتلال، ما هو إلا محاولة ممنهجة لتهميش الدور الإسلامي الرسمي وإحلال الإدارة الإسرائيلية كسلطة أمر واقع داخل الحرم القدسي الشريف.

واعتبرت أن هذا النهج يشكل مساسًا بوضع المسجد الأقصى التاريخي والقانوني القائم، ويستهدف تغيير طبيعته الدينية والتاريخية وتحويله تدريجيًا إلى موقع يخضع للإدارة الإسرائيلية تحت مسمى «الزيارات السياحية»، بما يخالف بشكل صريح الوصاية الإسلامية على المسجد.

واعتبرت إدخال السياح تحت إشراف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ليس نشاطًا سياحيًا طبيعيًا، بل هو خطوة سياسية تهدف إلى تكريس الوجود الاحتلالي داخل الحرم وفرض تقسيم زماني ومكاني للمكان المقدس، محذرة من أن استمرار هذا النهج سيزيد التوتر في القدس ومحيطها، لا سيما مع تصاعد الاعتداءات على حراس الأوقاف والمصلين.

وفي سياق مواز، وصفت نشطاء مقدسيون إقدام بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس بالتعاون مع ما تسمى «مؤسسة مدينة داوود»، بتنظيم جولات سياحية يومية في الأنفاق التي حفرها الاحتلال تحت بلدة سلوان ومحيطها، جنوبي المسجد الأقصى المبارك، بأنها اعتداء صارخ على التاريخ والحضارة العربية الإسلامية للقدس، ومحاولة ممنهجة لفرض واقع تهويدي جديد على المدينة من خلال تزييف الوعي والتاريخ واستبدال الرواية التوراتية المزيفة بالحقيقة التاريخية الأصيلة.

وكانت محافظة القدس اعتبرت الجولات التي تُدار من قبل جمعية «إلعاد» الاستيطانية، تأتي في إطار مشروع استيطاني شامل يهدف إلى فرض السيطرة الإسرائيلية على محيط المسجد الأقصى وتغيير معالم سلوان التاريخية، ويسير المشاركون في هذه الجولات داخل أنفاق محفورة أسفل منازل المقدسيين بزعم أنها «طريق الحجاج إلى جبل الهيكل»، في حين تؤكد محافظة القدس أن هذه الحفريات ذات طابع سياسي وأيديولوجي بحت تُنفذ برعاية بلدية الاحتلال وسلطة الآثار الإسرائيلية، بعيدًا عن أي منهجية علمية أو بحثية.

وأضافت محافظة القدس أن جميع الأنفاق والجولات التي يروّج لها الاحتلال، ومن ضمنها التي زارها اليميني روبنسون، تستند إلى رواية يهودية تلمودية مختلقة لا تمت للواقع أو العلم بصلة، وأكدت أن الاحتلال يستخدم ما يسمى بـ«علم الآثار» كأداة سياسية لتزييف الهوية الفلسطينية والعربية للقدس، وأن غالبية الاكتشافات التي يُعلن عنها يتم تفسيرها بشكل قسري لتخدم سردية استعمارية خيالية بعيدة عن الحقيقة العلمية والميدانية.

الباحث المتخصص في شؤون القدس والمسجد الأقصى زياد ابحيص اعتبر أن الاحتلال يثبت مخطط الإحلال، «فهو يريد ازالته من الوجود وتأسيس الهيكل مكانه، وعلى كامل مساحته، يريد الوصول لذلك لاعتباره بوابة الحسم، بحيث تصبح فلسطين إسرائيل، والقدس اورشليم، والاقصى بات الهيكل».

وبرأي ابحيص فإن الأقصى هو المقدس الأبرز، وهو أصعب قضية يمكن حسمها، وبالتالي يتحرك الاحتلال وفق نظرية تقول إن ما يفرض في الأقصى يمكن سحبه إلى بقية الساحات في الضفة وغزة وعلى جميع المستويات والساحات.

ويشدد أن الاحتلال وكي يحقق الحسم الشامل والنهائي فإنه يتبنى مبدأ التدرج الذي يقوم على نقل المقدس الإسلامي من خانة المقدس الإسلامي الخالص بالمسلمين إلى مقدس مشترك مؤقتا، بحيث يصبح مشتركا بين المسلمين واليهود من جميع النواحي، اشتراك في الهوية، ومن ثم يُتخذ هذا الاشتراك منصة ومقدمة لإلغاء الهوية الإسلامية ونفيها وتحويله إلى هيكل تشطب منه الهوية الإسلامية.

ويرى بحيص أن ما يتعرض له الأقصي اليوم ليس إلا حالة انتقالية ولا يعبر عن السقف النهائي لما يراد للأقصى، فالسقف النهائي هو إزالة المسجد من الوجود بكل ما يعنيه ذلك.

ويشير أنه لتحقيق ذلك يتم العمل على عدة نطاقات وعدة مشاريع، أبرزها العمل تحت الأرض الذي كان يهدف إلى إثبات الحق والوجود التاريخي أسفل الأقصى من خلال إثبات وجود الهيكل، ولم ينجح في ذلك. وبالتالي تبدل الهدف إلى أن تصبح المنطقة المحيطة بالأقصى كلها، والتي تحته أيضا، عبارة عن شبكة من الأنفاق التي تروي وتقدم الروية الإسرائيلية وكأن ما تحت الأرض وما يحيطها، هدفه نفي ما فوق الأرض.

وتابع الباحث المقدسي: «ذلك تم على مدار زمني طويل، تقريبا 180 سنة».

أما النطاق الثاني للعمل الاحتلالي فهو يرتبط بالمسجد نفسه فوق الأرض وهو الأخطر هنا ويرتبط بالتقسيم الزماني والمكاني، حيث الأوقات مخصصة لصلاة اليهود حيث وصلت ما بين ست ساعات إلى ست ساعات ونصف من الأحد للخميس أسبوعيا، مع محاولات لمنع المسلمين من الدخول للأقصى في الأعياد اليهودية.

أما عن الحفريات فاعتبر أنها تهدد الأقصى، وتحديدا التسوية الجنوبية للمسجد، فالمنطقة عبارة عن بناء يراد منه رفع مستوى أرضية المسجد لتصبح متساوية، فالمسجد قائم على جبل، الجزء الجنوبي منه منخفض عن قمة الجبل ما يقرب من 20 مترا عموديا، وهناك بناء سفلي تحت المسجد يتراوح ارتفاعه من 7-20 مترا تحت المسجد، ومن جهته الغربية عبارة عن مجموعة من الآبار، ومن الشرق هناك ما يعرف بالمصلى المرواني، وفي الوسط هناك ممر كان يوصل إلى القصور الأموية وهو ما يعرف بالأقصي القديم.

وأكمل حديثه مشيرا إلى أن الجهة الشرقية والوسطى في الأقصى جرى لها ترميم سنة 1996، أما الجهة الغربية منها (جنوب غرب المسجد) وهي ساحة تبلغ مساحتها أكثر من 5 آلاف متر، فهي فكانت عبارة عن حجرات لتخزين مياه الأمطار، أما آخر عملية تدعيم وترميم لها فكانت عام 1936، أي منذ تسعين عاما تقريبا، وهي بحاجة ماسة إلى عملية ترميم في ظل أنها بناء قديم يعود للعهد الروماني والأممي.

وتابع: «الأحدث في هذه المنطقة بني منذ عام 1300 سنة، وهو لم يرمم منذ مئة سنة، كما أن الحفريات الإسرائيلية فرغت الأتربة المحيطة به، لقد قام الاحتلال بتفريغ سبعة أمتار من الأتربة، وصار هناك انكشاف للجزء السفلي من سور المسجد الذي كان مدعما بالتراب».

ويرى أبحيص أن الاحتلال لم يكتف بذلك بل قام بحفريات سفلية، وبالتالي أصبح الوضع أكثر سوءا، وما يدلل على ذلك أننا شاهدنا في2019 سقوط حجر من الجدار الغربي للمسجد الأقصى، وهو أمر ترتب عليه أن اغتصبت دولة الاحتلال صلاحية الترميم من الجهات الأردنية في التعامل مع ذلك الأمر.

وخلص إلى أن هناك تسوية لم ترمم من زمن طويل، وتفريغات أضعفت الجدار الخاص بالأقصى، وانهيار مسجل فيما الاحتلال هو من تولى التعامل معه، وأخيرا، ليس لدينا تقييم حقيقي من أي هيئة إسلامية لوضع هذا الجزء من المسجد، وبالتالي ليس من المبالغة القول إنه معرض للانهيار تحت أي وضع مستجد مثل سقوط الثلج، أو حدوث زلزال بسيط.

نداء مؤسسة القدس

وكانت مؤسسة القدس الدولية قد أصدرت قبل أيام رسالة قالت فيها إن مهمة ردع الاحتلال عن تصفية هوية الأقصى وتصفية كل قضية فلسطين مهمة تفوق طاقة الشعب الفلسطيني ومقاومته؛ والتحدي بات يفرض انخراط الأمة في الدفاع عن هويته والتصدي للمحتل بالسبل كافة.

وتوجهت المؤسسة إلى الأمة العربية والإسلامية بمختلف مكوناتها، حيث وضعت بين أيدي دولها وتياراتها وقادتها وأفرادها الواقع الخطير الذي بلغه الأقصى، منتقدة حالة «التجاهل والتهميش والخذلان» التي يمر بها، ومن ضمن ما ذكرته المؤسسة تكريس واقع التحكم الأمني الشامل من شرطة الاحتلال التي باتت تتعامل وكأنها إدارته الفعلية المخولة بجميع شؤونه، «فباتت تدير تقسيمه بين اليهود والمسلمين، وتستبق مواسم العدوان الصهيوني على المسجد بحملاتٍ أمنية تُبعد فيها مئات المصلين والمرابطين عنه، وتطوقه بثلاثة أطواق أمنية الأول حول البلدة القديمة والثاني على مداخل الطرقات الموصلة إليه والثالث على أبوابه، هذا غير ما تطوق به مدينة القدس من جدارٍ وحواجز من الأساس».

وقالت المؤسسة «على مستوى الطقوس التوراتية، كرس المقتحمون الصهاينة أداءهم صلوات الصباح والمساء وصلوات كل عيد جماعة وبشكل علني، وكرسوا كذلك أداءهم طقوس بركات الكهنة والانبطاح السجود الملحمي الجماعي، وحولوا ساحة المسجد الأقصى على اتساعها إلى ساحة للغناء والرقص والتصفيق، وزادوا على ذلك في هذا العدوان بتقديم القرابين النباتية في الأقصى بشكلٍ جماعي، في قفزة جديدة من توظيف الطقوس كوسيلة لتهويد المسجد وقضمه، على طريق وهم تحويله إلى معبدٍ بكامل مساحته».

وحذرت المؤسسة من حقيقة توسيع وقائع تقسيم الأقصى وتكريسها بين اليهود والمسلمين بعد أن بات فرض الهوية اليهودية في المسجد أمراً واقعاً، وهو ما يتنافى مع أدنى حد من المسؤولية العربية والإسلامية عنه.

وخلصت المؤسسة إلى أن المسجد لم يعد محتلاً فحسب، بل بات مُقسّماً ويمضي في طريق التهويد الكامل رغم ما مضت إليه المقاومة في فلسطين من مواجهات كبرى دفاعاً عنه في هبة النفق 1996 وانتفاضة الأقصى 2000 ومعركة سيف القدس 2021 وطوفان الأقصى 2023. وإن ردع المشروع الصهيوني عن تصفية هوية المسجد الأقصى والسعي إلى تصفية كل قضية فلسطين بات أمراً يتجاوز قدرة الشعب الفلسطيني ومقاومته، وبات يفرض على الأمة الانتقال إلى مرحلة الدفاع والتصدي المباشر لعدوان الاحتلال بشتى الوسائل وعدم الاكتفاء بالاصطفاف خلف المرابطين والمقاومين.