إنفيديا.. عملاق الرقائق في مرمى الصراع الأميركي–الصيني

إنفيديا.. عملاق الرقائق في مرمى الصراع الأميركي–الصيني

المؤشر 11-10-2025   تقترب شركة إنفيديا الأميركية، رائدة صناعة رقائق الذكاء الاصطناعي، من قيمة سوقية تبلغ 5 تريليونات دولار، مدفوعة بالطلب المتزايد على معالجاتها في مراكز البيانات الضخمة التي تشغل نماذج الذكاء الاصطناعي لشركات كبرى مثل أوبن إيه آي.

لكن هذا الصعود الاستثنائي وضع الشركة في قلب صراع تجاري وجيوسياسي متصاعد بين الولايات المتحدة والصين، وسط اتهامات بمحاولة بكين الالتفاف على القيود الأميركية

قيود تجارية وتصعيد جمركي

أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أبريل نيسان موجة جديدة من الرسوم الجمركية على الصين، شملت تقييد وصولها إلى رقائق إنفيديا من طراز H20، أثار القرار غضب بكين التي ردت بقيود مضادة على استيراد الرقائق الأميركية.

وفي أغسطس آب سمح البيت الأبيض بصفقة مشروطة تتيح لإنفيديا وإيه إم دي بيع الرقائق إلى الصين مقابل تخصيص 15% من إيرادات المبيعات لصالح الخزانة الأميركية.

 

لكن الخطوة لم تُنهِ الخلافات، إذ لوح ترامب مؤخراً بفرض رسوم تصل إلى 100% على الواردات الصينية بدءاً من نوفمبر تشرين الثاني.

جنسن هوانغ.. مؤسس من تايوان إلى قمة وول ستريت

يُنظر إلى المدير التنفيذي جنسن هوانغ، المولود في تايوان عام 1962، على أنه أسطورة وادي السيليكون.

أسس إنفيديا عام 1993 بعد أن عمل مصمماً للمعالجات في منافستها إيه إم دي، ليقود الشركة من ناشئة صغيرة إلى عملاق يهيمن على سباق الذكاء الاصطناعي.

وتقدر ثروة هوانغ بنحو 167 مليار دولار، بحسب مؤشر بلومبيرغ للمليارديرات، فيما يُعامل في تايوان كرمز وطني للنجاح التكنولوجي.

إنفيديا والسباق العالمي على الذكاء الاصطناعي

ابتكرت إنفيديا البنية الأساسية التي يقوم عليها معظم تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي، لتصبح مزوداً رئيسياً لمراكز البيانات العالمية.

وأعلنت الشركة في سبتمبر أيلول عن استثمار يصل إلى 100 مليار دولار في أوبن إيه آي، وتزويدها بمعالجاتها ابتداء من 2026.

لكن المنافسة تشتد، إذ كشفت أوبن إيه آي عن اعتمادها على 6 غيغاواط من رقائق إيه إم دي، ما يعكس بداية تحول في خريطة القوى داخل سوق الرقائق.

بين الأمن القومي والأسواق العالمية

يرى خبراء أن أزمة إنفيديا ليست اقتصادية فحسب، بل تتعلق مباشرة بالأمن القومي.

فواشنطن تسعى لمنع بكين من امتلاك تقنيات متقدمة في الذكاء الاصطناعي، فيما يحذر محللون من أن القيود قد تدفع الصين لتطوير بدائل محلية أسرع مما تتوقعه أميركا.

كما أثيرت شكوك حول تورط شركة سنغافورية تُدعى ميغا سبيد في مساعدة الصين على الالتفاف على قيود التصدير عبر الاستعانة بتكنولوجيا إنفيديا، وهي اتهامات تنفيها الشركة الأميركية التي أكدت تعاونها مع السلطات الأميركية للتحقق من الامتثال.

نموذج ديب سيك.. إنذار لسيليكون فالي

أحدث نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني ديب سيك، الذي يُعتقد أنه اعتمد جزئياً على رقائق إنفيديا، صدمة في وادي السيليكون مطلع العام، بعدما أظهر تقدماً غير متوقع، ما أثار المخاوف من تفوق صيني محتمل في السباق العالمي.

مستقبل غامض

يرى المحللون أن نتيجة الصراع غير محسومة، إذ تحاول بكين استغلال ورقة الرقائق لفرض نفوذها في المفاوضات التجارية، بينما تراهن واشنطن على إبقاء مطوري الصين معتمدين على التكنولوجيا الأميركية.

وبين هذه الضغوط تظل إنفيديا عالقة بين كونها أيقونة تكنولوجية وشركة تواجه مخاطر سياسية وجيوسياسية متزايدة.