الدولار يتراجع مع تزايد رهانات خفض الفائدة

الدولار يتراجع مع تزايد رهانات خفض الفائدة

المؤشر 09-09-2025  واصل الدولار الأميركي هبوطه عقب بيانات الوظائف الضعيفة الصادرة والتي عززت بشكل شبه مؤكد التوقعات بخفض أسعار الفائدة هذا الشهر، فيما تراجع الين الياباني بعد إعلان رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا استقالته خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وفي أوروبا، لم يُظهر اليورو رد فعل يُذكر بعد تصويت البرلمان الفرنسي على حجب الثقة عن رئيس الوزراء فرانسوا بايرو، في خطوة مرتبطة بخطط حكومته لخفض الدين العام المتفاقم، ما دفع ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو إلى أزمة سياسية أعمق

وبحلول التعاملات الأخيرة، ارتفع اليورو 0.2% أمام الدولار إلى 1.1751 دولار، وقال محللون إن نتيجة التصويت كانت متوقعة إلى حد كبير.

أما في اليابان، فقد فتحت استقالة إيشيبا الباب أمام فترة من الضبابية السياسية في رابع أكبر اقتصاد في العالم وأكثر الدول الصناعية مديونية، وقد ضغط ذلك على الين ليتراجع أمام معظم العملات، إذ صعد الدولار بنسبة 0.2% إلى 147.69 ين بعد أن كان مرتفعاً 0.8% في وقت سابق من اليوم.

لكن الأنظار بقيت مركزة على العملة الأميركية بعد صدمة بيانات التوظيف في القطاعات غير الزراعية التي عززت الرهانات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيستأنف خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقرر هذا الشهر.

مارك تشاندلر، كبير استراتيجيي السوق في شركة Bannockburn Forex في نيويورك، قال: «المحرّك الأساسي في سوق العملات يظل الدولار والتطورات الأميركية، يمكن للناس الحديث عن السياسة اليابانية، لكن العامل الحاسم لزوج الدولار/ين هو أسعار الفائدة الأميركية، لا اليابانية».

وبحسب تقديرات LSEG، تعكس أسواق العقود الآجلة احتمالاً بنسبة 90% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس هذا الشهر، واحتمالاً بنسبة 10% لخفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس.

أظهرت بيانات الوظائف الأميركية أن نمو التوظيف تراجع بشدة في أغسطس، فيما ارتفع معدل البطالة إلى 4.3%، وهو الأعلى في نحو أربع سنوات، وانخفض مؤشر الدولار 0.4% إلى 97.51، بعد أن فقد أكثر من 0.5% يوم الجمعة الماضي.

أمام الفرنك السويسري، هبط الدولار إلى أدنى مستوى منذ 24 يوليو، ليستقر عند 0.7937 بانخفاض 0.5%.

ويرى خوان بيريز، مدير التداول في  مونيكس USA بواشنطن، أن هناك احتمالاً لارتداد مفاجئ في الدولار: «قد نشهد ارتفاعاً مفاجئاً إذا أظهرت بيانات التضخم المقبلة مثل مؤشر أسعار المنتجين والمستهلكين صورة لارتفاع الأسعار بشكل خارج عن السيطرة».

وفي تعاملات أخرى، تراجع الين إلى أدنى مستوى في أكثر من عام أمام اليورو الذي صعد 0.4% إلى 173.40 ين. ويركز المستثمرون على احتمال أن يخلف إيشيبا شخصية أكثر ميلاً للتوسع النقدي مثل ساناي تاكايشي، التي انتقدت رفع بنك اليابان للفائدة مؤخراً.

الأسهم اليابانية ارتفعت في حين استقرت السندات الحكومية، وإن بقيت عوائد السندات طويلة الأجل قرب مستوياتها القياسية المرتفعة، أما بيانات النمو الاقتصادي الياباني التي أظهرت تسارعاً يفوق التقديرات في الربع الثاني فلم يكن لها تأثير يُذكر على الين.

الجنيه الإسترليني ارتفع 0.3% أمام الدولار إلى 1.3545 دولار، بعدما صعد بأكثر من 0.5% يوم الجمعة، كما ارتفع الدولار الأسترالي 0.5% إلى 0.6590 دولار، والنيوزيلندي 0.8% إلى 0.5938 دولار.

وفي سياق آخر، دعا وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت يوم الجمعة الماضي إلى مراجعة صلاحيات الاحتياطي الفيدرالي، بما في ذلك سلطته على تحديد أسعار الفائدة، في ظل مساعي إدارة ترامب لتعزيز سيطرتها على البنك المركزي. وذكرت مصادر أن الرئيس دونالد ترامب يدرس ثلاثة مرشحين لخلافة جيروم باول الذي وجّه إليه انتقادات متكررة هذا العام بسبب تباطؤه في خفض الفائدة.