رغم طفرة الذكاء الاصطناعي.. الذهب يتفوق على الأسهم فما الأسباب؟
المؤشر 04-09-2025 يشهد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 واحدة من أقوى موجاته الصعودية منذ عقود، إذ ارتفع بمقدار 1650 نقطة في أقل من 5 أشهر، في الوقت نفسه بلغ عائد الذهب حتى تاريخه 37% أي ما يقرب من أربعة أضعاف عائد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في الفترة نفسها.
لماذا يسحق الذهب الأسهم في سوق صاعدة؟
منذ عام 2023 ارتفعت أسعار الذهب الآن بنسبة تقارب 100% مقارنةً بمكاسب بلغت 67% في مؤشر ستاندرد آند بورز 500، ويتداول الذهب عند مستوى 3564 دولاراً للأوقية وقت كتابة هذه السطور.
وعلى الرغم من ثورة الذكاء الاصطناعي -أكبر طفرة تكنولوجية منذ الإنترنت- فإن الأسهم لا تزال متأخرة عن الذهب.
ويُعتبر الذهب ملاذاً آمناً تاريخياً مثل السندات، وعادة ما يرتفع سعره في أوقات عدم اليقين وضعف سوق الأسهم، ثم جاء عام 2020 بدأ هذا الاتجاه بالتغير.
في عام 2024 حقق الذهب ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 معامل ارتباط قياسياً بلغ 0.91، إذ شهد العام ارتفاعاً غير معتاداً للأصلين معاً الذهب والأسهم الأميركية.
تشير العلاقة الإيجابية المتزايدة بين الذهب ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلى تحول كبير في الاقتصاد الكلي.
أحد التفسيرات التي يقول بها بعض خبراء الاقتصاد هو أن مزيج من تسعير السوق لتضخم مرتفع طويل الأجل وزيادة الإنفاق بالعجز يدفع الذهب للتفوق على الأسهم.
الذهب وسوق سندات الخزانة
ومما يزيد الطين بلة أن الإنفاق بالعجز يُغرق سوق سندات الخزانة الأميركية بالإمدادات، وبهذا أصبح الذهب الملاذ الآمن العالمي.
مع اقتراب العجز السنوي في الموازنة الأميركية من تريليوني دولار، تُصدر الحكومة المزيد من الديون من خلال السندات، ومع تزايد المعروض من سندات الخزانة الأميركية، تنخفض أسعارها، ما يجعلها ملاذاً آمناً أقل جاذبية من الذهب.
يُفسر هذا أيضاً سبب وصول أقساط الفائدة طويلة الأجل إلى مستويات عام 2014.
استبقت البنوك المركزية هذا الاتجاه، إذ تمتلك البنوك المركزية الآن ذهباً أكثر من سندات الخزانة الأميركية لأول مرة منذ عام 1996، وسط موجة شراء الذهب غير المسبوقة من قِبل البنوك المركزية ليست مصادفة.
وتشير توقعات التضخم الأميركية على مدى السنوات الخمس إلى العشر المقبلة إلى ارتفاع التضخم ويدرك المستثمرون في الذهب هذا.
وكان الذهب تاريخياً أداة للتحوط ضد التضخم، ما يرفع من شهية المستثمرين لخض المزيد من الاستثمارات في المعدن النفيس.
ويبدو أن الأسواق قد تقبّلت حقيقة أن هدف التضخم الذي حدده الاحتياطي الفيدرالي -البنك المركزي الأميركي- بنسبة 2% بعيد المنال في أحسن الأحوال.
تخفض البنوك المركزية العالمية أسعار الفائدة، ما يؤدي إلى ارتفاع التضخم بسبب تدهور سوق العمل والظروف الاقتصادية، وهو ما يزيد من إمكانية استمرار السوق الصعودية للذهب.



