المستثمرون يخشون تراجع استقلالية الفيدرالي والإذعان لضغوط خفض الفائدة في سبتمبر

المستثمرون يخشون تراجع استقلالية الفيدرالي والإذعان لضغوط خفض الفائدة في سبتمبر

المؤشر 21-08-2025  استقرت العملات العالمية اليوم بينما يترقب المستثمرون كلمة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في اجتماع جاكسون هول يوم الجمعة، وذلك في وقت يواصل فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب هجماته على البنك المركزي، ما يثير مخاوف بشأن استقلاليته ويضع ضغوطاً على توقعات السياسة النقدية.

صعّد ترامب هذا الأسبوع هجومه مطالباً باستقالة عضو مجلس المحافظين ليزا كوك على خلفية اتهامات مرتبطة بقروض عقارية في ولايتي ميشيغان وجورجيا.

ردّت كوك قائلة إنها لن تُجبر على التنحي، بينما نقلت تقارير صحفية أن ترامب يفكر في إقالتها، اعتبر محللون هذا الرد محاولة واضحة للتأثير على قرارات الفيدرالي.

ورغم حساسية هذه التطورات سياسياً، فإن تأثيرها المباشر على حركة الأسواق كان محدوداً، فقد شهدالدولار تراجعاً طفيفاً قبل أن يستقر، إذ بقي مؤشره عند مستوى 98.3 مرتفعاً بنحو 0.4% منذ بداية الأسبوع.

واستقر الين الياباني عند 147.36 للدولار، واليورو عند 1.1646 دولار، بينما تراجع الجنيه الإسترليني إلى 1.3454 دولار قرب أدنى مستوى في أسبوع.

تجدد الضغوط السياسية يذكّر الأسواق بخلافات ترامب المتكررة مع باول، إذ يصرّ الرئيس الأميركي على أن الفيدرالي يتأخر كثيراً في خفض الفائدة.

ومن المتوقع أن يسعى ترامب عند انتهاء ولاية باول في مايو أيار المقبل إلى تعيين شخصية أكثر ميلاً إلى التيسير النقدي، بالفعل أعلن مطلع الشهر عن نيته تعيين ستيفن ميران لملء مقعد شاغر في مجلس الفيدرالي بعد استقالة أدريانا كوغلار بشكل مفاجئ.

تتجه الأنظار الآن نحو كلمة باول في جاكسون هول، إذ يراهن المستثمرون على أنه سيلمح إلى خفض الفائدة في اجتماع 16-17 سبتمبر أيلول بعد بيانات توظيف ضعيفة في يوليو تموز.

تسعّرعقود الأسواق بنسبة 82% خفضاً بواقع 25 نقطة أساس الشهر المقبل، مع توقعات بأكثر من نصف نقطة مئوية من التيسير خلال بقية العام.

استقر عائد السندات الأميركية لأجل 10 سنوات عند 4.29%، فيما بلغ عائد السندات قصيرة الأجل ذات العامين 3.749%.

بقي الفارق بين العائدين عند 54 نقطة أساس، مع استمرار ميل المنحنى نحو الانحدار، في إشارة إلى ترجيح الأسواق بدء دورة جديدة من الخفض قريباً.

في المقابل، سجل الدولار النيوزيلندي تراجعاً حاداً إلى 0.5820 دولار، أدنى مستوى منذ أبريل، بعد أن خفّض بنك نيوزيلندا المركزي الفائدة كما كان متوقعاً، لكنه أبقى الباب مفتوحاً لمزيد من التيسير.

أما الدولار الأسترالي فقد انخفض هو الآخر إلى 0.6424 دولار قرب أدنى مستوى في أسبوعين.

تجدر الإشارة إلى أن خطاب باول في جاكسون هول خلال الأعوام الماضية كان دائماً بمثابة نقطة تحول في توجهات السياسة النقدية العالمية، ما يفسر الحذر الشديد في الأسواق حالياً.

لكن هذه المرة، لا يقتصر الترقب على لغة باول فحسب، بل يتشابك مع اختبار غير مسبوق لاستقلالية الفيدرالي أمام تدخلات سياسية متزايدة من البيت الأبيض.