الدولار الأميركي يستقر وسط ترقب الأسواق لقرارات الفيدرالي الأميركي والرسوم الجمركية الجديدة
المؤشر 05-08-2025 استقر الدولار الأميركي يوم الثلاثاء في ظل حالة من الترقب في الأسواق العالمية، حيث يقيّم المتعاملون أثر التوقعات المتزايدة بخفض أسعار الفائدة من قِبَل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، مقابل المخاوف الناجمة عن الرسوم الجمركية الأميركية الأخيرة التي تهدد وتيرة النمو الاقتصادي العالمي.
وسجّل الدولار ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.2%، معوضاً جزءاً من خسائره السابقة، بعد تقرير الوظائف الأميركي الصادر يوم الجمعة، والذي كشف مؤشرات ضعف في سوق العمل، ما عزز توقعات خفض الفائدة في اجتماع سبتمبر (أيلول) المقبل إلى نحو 92%، وفق بيانات أداة «فيد ووتش».
ضبابية تحركات الدولار
أنهى الدولار شهر يوليو (تموز) على أول ارتفاع شهري منذ بداية العام، فيما يرى محللو «سيتي غروب» أن توازن العملة الأميركية أمام العملات الآسيوية يواجه حالة من عدم الاستقرار، بسبب ضبابية بيانات الاقتصاد الأميركي وتفاوت أداء الأصول الأميركية. وأشار بعض المستثمرين إلى أنهم ربما بالغوا في التشكيك في ما يُعرف بـ«الاستثنائية الأميركية» خلال الفترة الماضية.
وزادت حالة عدم اليقين في الأسواق بعد إقالة الرئيس الأميركي دونالد ترمب أحد كبار المسؤولين الإحصائيين، إلى جانب استقالة عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي أدريانا كوغلر، ما تسبب في ارتفاع وتيرة التقلبات وتراجع الدولار نهاية الأسبوع الماضي.
تحركات العملات العالمية
شهدت الأسواق تقلبات محدودة في تداولات الثلاثاء؛ إذ استقر مؤشر الدولار عند مستوى 98.816، بعد أن لامس أدنى مستوى له في أسبوع. وتراجع اليورو بنسبة 0.12% إلى 1.1559 دولار، فيما استقر الجنيه الإسترليني عند 1.328 دولار.
وفي آسيا، ظل الين الياباني عند 147.1 للدولار، بعد أن أظهر محضر اجتماع بنك اليابان في يونيو أن بعض الأعضاء لا يستبعدون إعادة النظر في رفع الفائدة إذا تراجعت التوترات التجارية. أما الفرنك السويسري، فواصل خسائره للجلسة الثانية متراجعاً 0.2% إلى 0.8092 للدولار، وسط مساعٍ حكومية لتقديم «عرض تجاري أكثر جاذبية» للولايات المتحدة لتفادي رسوم قد تصل إلى 39% على صادراتها.
كما تراجع الدولار الأسترالي بنسبة 0.1% إلى 0.64655 دولار أميركي، والدولار النيوزيلندي بالنسبة نفسها إلى 0.5893 دولار.
توقعات بخفض متتالي للفائدة
تتزايد رهانات الأسواق على أن «الاحتياطي الفيدرالي» سيتجه نحو خفض الفائدة في سبتمبر، وسط توقعات «غولدمان ساكس» بثلاثة تخفيضات متتالية بمقدار 25 نقطة أساس، مع احتمالية خفض أكبر إذا ارتفع معدل البطالة في البيانات المقبلة.
وفي هذا السياق، قالت ماري دالي، رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، إن الوقت قد حان للتحرك بخفض الفائدة مع تزايد مؤشرات ضعف سوق العمل، وغياب إشارات تضخم مستدام نتيجة الرسوم الجمركية، مشيرة إلى أنها لم تعد قادرة على «الانتظار إلى الأبد».
مستقبل غير واضح
رغم استقرار الدولار مؤقتاً، تبقى المخاوف قائمة بشأن أثر الرسوم الجمركية على الاقتصاد العالمي. وقال رودريغو كاتريل، خبير استراتيجيات العملات في بنك أستراليا الوطني، إن الوضع الحالي «يشبه إلى حد كبير صدمة الجائحة»، إذ قد يحتاج السوق ما بين ستة أشهر إلى عام لتحديد الرابحين والخاسرين الحقيقيين.
ورغم الضغوط على العملات المرتبطة بالنمو، مثل الدولار الأسترالي والعملات الآسيوية، يرى كاتريل أن الدولار الأميركي ما يزال يواجه عوامل هيكلية سلبية قد تدفعه إلى التراجع على المدى المتوسط.



