أسبوع ناري: بيانات اقتصادية وقرارات بنوك مركزية ترسم ملامح التحركات المقبلة

أسبوع ناري: بيانات اقتصادية وقرارات بنوك مركزية ترسم ملامح التحركات المقبلة

المؤشر 22-07-2025  يستعد سوق العملات لأسبوع شديد التقلب، مع ترقّب المستثمرين لسلسلة بيانات اقتصادية مؤثرة وقرارات من كبرى البنوك المركزية، ستنعكس بشكل مباشر على أداء العملات الرئيسية مثل الدولار والذهب والاسترليني وبعض السلع مثل الذهب والنفط الخام.

يأتي هذا الأسبوع في توقيت حساس تتشابك فيه مؤشرات التضخم والنمو وأسعار الفائدة، مما يجعل تحركات سوق العملات تحت المجهر بدقة عالية، وفيما يلي أهم البيانات الاقتصادية المرتقبة هذا الأسبوع:

اجتماع الاحتياطي الأسترالي يرسم مستقبل الدولار الأسترالي

في بداية تعاملات الثلاثاء، تصدر نتائج اجتماع بنك الاحتياطي الأسترالي، وهي من أبرز محطات سوق العملات هذا الأسبوع. نتائج هذا الاجتماع تكتسب أهمية كبيرة، لأنها تسلط الضوء على خلفيات القرار الأخير للبنك بشأن الفائدة، كما تقدم إشارات واضحة حول توجهات السياسة النقدية المقبلة.

أي تحول في لهجة البنك قد يؤدي إلى تحركات قوية في الدولار الأسترالي، خاصة في ظل الترقب المستمر لأي دلائل على تغيير مسار التشديد النقدي أو تثبيته.

بيانات اليورو في بؤرة اهتمام سوق العملات

الخميس صباحًا، تصدر بيانات القطاع التصنيعي والخدمي في منطقة اليورو، وسط توقعات باستمرار التحسن. يُنظر إلى هذه البيانات كأداة قياس رئيسية لصحة الاقتصاد الأوروبي في ظل ضغوط التشديد النقدي، ولذلك سيكون تأثيرها واسع النطاق على تداولات اليورو. إذا جاءت النتائج مخالفة للتوقعات، فإن سوق العملات سيشهد تذبذبات حادة، نظرًا لانعكاسها المباشر على نظرة المستثمرين إلى مستقبل الفائدة الأوروبية.

قرارات المركزي الأوروبي تحسم اتجاه اليورو

في ذات اليوم، يعلن البنك المركزي الأوروبي قراره المنتظر بشأن أسعار الفائدة. تشير التوقعات إلى الإبقاء على الفائدة عند 2.15%، لكن تصريحات رئيسة البنك كريستين لاجارد خلال المؤتمر الصحفي ستكون المحك الأساسي.

أي إشارات إلى تغييرات مستقبلية في السياسة النقدية ستقلب موازين سوق العملات فورًا، ما يجعل تصريحات لاجارد محط أنظار المستثمرين حول العالم.

مبيعات التجزئة البريطانية واختبار جديد للجنيه الاسترليني.

صباح الجمعة، تصدر بيانات مبيعات التجزئة في المملكة المتحدة. التوقعات تشير لنمو بنسبة 1.2% خلال يونيو، بعد انكماش كبير في مايو. قوة هذه البيانات أو ضعفها ستُحدد مسار الجنيه الإسترليني، خاصة وأنها ترتبط بتوقعات بقاء الفائدة البريطانية مرتفعة. تحرك الجنيه في سوق العملات سيتأثر بشكل مباشر بما إذا كانت البيانات تدعم أو تضعف هذا السيناريو.

طلبات السلع المعمرة الأمريكية واختبار الدولار

الجمعة أيضًا، يُنتظر صدور بيانات طلبات السلع المعمرة الأمريكية، وهي من المؤشرات القوية لتقييم زخم الاقتصاد الأمريكي. هذه البيانات تؤثر بشدة على تداولات الدولار الأمريكي في سوق العملات، لا سيما أمام اليورو. أي نتائج تفوق التوقعات ستكون دعمًا مباشرًا للدولار، والعكس أيضًا صحيح.

ومع تلاحق البيانات الاقتصادية وقرارات البنوك المركزية خلال الأسبوع، من المتوقع أن يشهد سوق العملات تذبذبات غير مسبوقة. هذه المرحلة تتطلب من المتداولين متابعة حثيثة لكل تطور، إذ قد تحمل الساعات القادمة إشارات حاسمة ترسم ملامح السياسات النقدية لعدة أشهر قادمة.