أسعار النفط تستقر رغم العقوبات الجديدة على روسيا

أسعار النفط تستقر رغم العقوبات الجديدة على روسيا

المؤشر 19-07-2025   استقرت أسعار النفط، يوم الجمعة، وسط تباين في البيانات الاقتصادية الأميركية والأنباء عن فرض رسوم جمركية جديدة، ما حدّ من تأثير العقوبات الأوروبية الأحدث على روسيا بسبب حربها في أوكرانيا.

وانخفضت عقود خام برنت الآجلة بمقدار 24 سنتاً، أو بنسبة 0.3%، لتستقر عند 69.28 دولار للبرميل، في حين تراجعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي (WTI) بـ20 سنتاً، أو 0.3%، لتغلق عند 67.34 دولار للبرميل. وبذلك يسجل كلا الخامين خسائر أسبوعية تقارب 2%.

ضغوط اقتصادية وجمركية في الولايات المتحدة

في الولايات المتحدة، أظهرت بيانات أن بناء المساكن للعائلات المفردة تراجع في يونيو إلى أدنى مستوى له في 11 شهراً، متأثراً بأسعار الفائدة المرتفعة وحالة عدم اليقين الاقتصادي، ما يشير إلى انكماش استثمار قطاع الإسكان في الربع الثاني من العام.

في المقابل، أشار تقرير آخر إلى تحسن ثقة المستهلكين في يوليو، مع تراجع في توقعات التضخم، وهو ما يعزز احتمالات خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، ما قد يدعم النمو الاقتصادي وزيادة الطلب على النفط.

ترامب يلوّح برسوم جمركية جديدة على أوروبا

ذكرت صحيفة فاينانشيال تايمز أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يضغط من أجل فرض حد أدنى للرسوم الجمركية بنسبة تتراوح بين 15 و20% في أي اتفاق مع الاتحاد الأوروبي. كما يدرس فريقه فرض تعريفات متبادلة تفوق 10% حتى في حال التوصل إلى اتفاق.

وفي مذكرة من بنك «سيتي» الأميركي، قال محللون «إن التعريفات المقترحة حالياً، إلى جانب الرسوم القطاعية المعلنة، قد تدفع معدل الرسوم الجمركية الفعّالة في الولايات المتحدة إلى أكثر من 25%، متجاوزة مستوياتها في ثلاثينيات القرن الماضي... ومن المتوقع أن تظهر آثار هذه الرسوم في معدلات التضخم خلال الأشهر المقبلة».

وقد يؤدي ارتفاع التضخم إلى زيادة الأسعار على المستهلكين، ما قد يبطئ النمو الاقتصادي ويؤثر سلباً على الطلب على الطاقة.

الحزمة الـ18 من العقوبات الأوروبية ضد روسيا

توصل الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق بشأن الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات ضد موسكو، والتي تستهدف بشكل مباشر قطاعي النفط والطاقة الروسيين. ورغم الإعلان، قال محللو Capital Economics «إن رد فعل السوق جاء ضعيفاً على العقوبات الجديدة المفروضة على النفط الروسي من الولايات المتحدة وأوروبا، وهو ما يعكس شكوك المستثمرين في جدية تنفيذ ترامب تهديداته، فضلاً عن الاعتقاد بأن العقوبات الأوروبية الجديدة لن تكون أكثر فاعلية من سابقاتها».

ووفقًا لدبلوماسيين أوروبيين، لن يستورد الاتحاد الأوروبي أي منتجات نفطية مصنّعة من النفط الروسي، لكن الحظر لا يشمل الواردات من النرويج أو بريطانيا أو الولايات المتحدة أو كندا أو سويسرا.

من جانبها، أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، عبر منصة «إكس» (تويتر سابقاً)، أن الاتحاد وضع أكبر مصفاة تابعة لشركة «روسنفت» الروسية في الهند ضمن قائمة العقوبات الجديدة.

وتُعد الهند أكبر مستورد للنفط الروسي، تليها تركيا في المرتبة الثالثة، حسب بيانات شركة «Kpler» المتخصصة.

وقال يانيف شاه، نائب رئيس أسواق النفط في شركة «Rystad Energy»، إن «هذا يشير إلى مخاوف السوق من فقدان إمدادات الديزل إلى أوروبا، حيث كانت الهند مصدراً رئيسياً للبراميل».

شيفرون تُكمل صفقة استحواذ تاريخية

في تطور آخر، أعلنت شركة شيفرون الأميركية للطاقة، يوم الجمعة، إتمام صفقة استحواذها على شركة هيس بقيمة 55 مليار دولار، بعد فوزها في معركة قانونية تاريخية ضد منافستها الأكبر إكسون موبيل، بشأن حقوق تطوير حقل «ستابروك» قبالة سواحل غيانا، والذي يُعد من أكبر الاكتشافات النفطية في العقود الأخيرة.