كتاب المؤشر

من يستهدف شركة كهرباء القدس.. ولماذا؟

المؤشر 24-08-2024 

بقلم : عامر أبو شباب

عندما يكون لدينا نحن الشعب العربي الفلسطيني شركة تنير بيوتنا بالضوء والأمل، وتعمل برأس مال وأيدي عاملة وطواقم فنية وفرق إدارية بهوية فلسطينية في مدينة القدس المحتلة، ونحن نواجه حرب ضد الهوية الوطنية والحضور الفلسطيني خاصة في العاصمة وتتعرض هذه الشركة لاستهداف متكرر من “مجموعة لا يمكن وصفها إلا بالمشبوهة” يجب أن نستنفر عقولنا وقدراتنا ونفهم أصل التحدي.

هذه الأعمال المتناثرة من اعتداءات تجعلنا ندرك أن العابثين جزء من مشروع واسع للاحتلال وحكومته المتطرفة التي تعمل ليل نهار على شطب الوجود الفلسطيني بكل الأدوات الناعمة والخشنة والمباشرة وغير المباشرة ضمن مخطط تصفية الوجود الفلسطيني بكل صوره.

تسمية الأمور بمسمياتها على مستوى الوعي الشعبي، وفي وسائل الاعلام وبين المجموعة الاقتصادية مهم وضروري، حتى نخرج من حالة الاسترخاء والفهم السطحي للأمور من أجل التجند الجماعي لحماية المنجزات الفلسطينية ومن بينها شركة كهرباء القدس، ولماذا هذه المؤسسة بالذات؟

ببساطة لأن عمرها أقدم من دولة الاحتلال عندما انطلقت في عام 1914 أي قبل الحرب العالمية الأولى، ولأنها شركة فلسطينية تعمل من مدينة القدس برأس مال اقتصادي وبشري فلسطيني في مواجهة وحش منافس مدعوم من المؤسسات الإسرائيلية يقدم خدمة مماثلة هي الشركة القطرية، كما ان الاحتلال يدرك خطورة شركة تقييم محطات توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية النظيفة في إطار رؤية فلسطينية تعمل على الانفكاك من الاحتلال ومنظومته الاستعمارية الاقتصادية والسياسية القائمة على الإحلال والاحتلال.

فعلا.. لو كنت في مكان المؤسسات الإسرائيلية لن أكون سعيد وهذه الشركة بكوادرها الفلسطينية تعمل على امداد الكهرباء لمحافظات القدس ورام الله وبيت لحم وأريحا انطلاقا من العاصمة المقدسة، هل سيكون سموترش وبن غفير ورئيس بلدية القدس المحتلة سعداء بذلك.. أعتقد لا.

اذن هو التحدي الذي يتطلب يقظة على مستوى الوطن، والانتقال من حالة رد الفعل الشكلي والموسمي لحماية مؤسساتنا التي تمثل مصالحنا وهويتنا وإرثنا الفلسطيني عبر حماية هذه الشركة وكل المنظومة الاقتصادية الفلسطينية والاستثمار فيها، ومن لديه ملاحظات تصويبية يجب ان يطرحها في سياق عقلاني بفهم شامل للتحديات على طريق التطوير والتكامل والبقاء والصمود على هذه الأرض في مواجهات محاولات الازاحة والتفكيك والتخريب والعبث.

إن كل محطة طاقة شمسية تقام على أرض فلسطين بأيد فلسطينية، وتوفر العيش الكريم لأسرة فلسطينية هي انجاز وطني على طريق الاستقلال والحرية.. لذلك تجندوا وكونوا على يقظة لينتصر العلم الباهي بألوانه الأربعة على راية الشطب والنهب الاستيطاني الذي لا يشبع، والتصدي لكل أدواته التي نعلمها ولا نعلمها حتى لا نفقد بوصلة الوطن.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى