غزة لن ترضخ لضغوط بلينكن وتقبل اتفاقا مسموما
المؤشر 15-06-2024
بقلم : السفير منجد صالح
تصوّروا يا سادة يا كرام ويا افاضل يا اجاويد، اصحاب الرأي السديد والعُمر المديد، باذنه تعالى، إلى أيّ مدى وحدّ يبلغ العُهر والنفاق والكذب والخداع والمداهنة “ولعب الثلاث ورقات”، من قبل بايدن ووزير خارجيته بلينكن، وعموم جوقة مسؤولي الادارة الامريكية، الذين تجنّدوا “ابواقا ومزامير” تُردد: “ان على المقاومة في غزّة قبول مقترح بايدن للهدنة”
“يا عالم دبرونا مع جماعة غزّة!!!”،
يقول بايدن بعظمة لسانه: “لقد طلبت من الدول الكبار السبع، المشاركين في اجتماع في ايطاليا “اقناع “جماعة غزة” بقبول الخطة الرئاسية الامريكية،
تصوّروا ان امريكا “دايرة فارعة دارعة” تطلب من دول العالم ان يضغطوا او يقنعوا المقاومة في غزة لقبول “كيس الحلاوة بالبندق” الذي يقدمه بايدن لها وللشعب الفلسطيني عامة،
بلينكن يقوم بزيارته الثامنة في الشرق الاوسط منذ السابع من اكتوبر الماضي، من اجل اقناع الدول العربية وخاصة الوسيطين المصري والقطري بالضغط على المقاومة لقبول “عرض بايدن الرائع المهفهف، “ابو عيون جريئة!!!”،
هزُلت والله العظيم هزلُت!!، يعني يا جماعة عينك عينك تُريد الادارة الامريكية “سلق الطبخة!!”، وتخليص الرهائن الاسرائيليين في غزة او المدنيين منهم في المرحلة الاولى، ثم بعد ذلك “بنسولف”،
بنبرك في خيمة وبنحط بقرج القهوة امامنا وسنرى ماذا سيأتي، وخير اللهم اجعله خير،
لكن يا ناس نحتاج إلى موافقة “الجيش الاحمر السوفييتي” اولا، عُذرا اقصد موافقة جماعة غزّة!!،
ما هي مصداقية الولايات المتحدة في هذا المقام والمجال والصدد؟؟!!،
لا ادري ان كان في العالم يوجد ثلاثة اشخاص ونصف يضمنون اي مصداقية لامريكا في خطة رئيسها بايدن؟؟؟،
لكن ربما نسلط بعض الفوانيس واللمبات على “كنه” الموضوع، وسيرة ومسيرة “العم سام” في مثل هذه الحالات والمواقف:
” استأجرت الولايات المتحدة جزءا من جنوب جزيرة كوبا في مقاطعة غوانتانامو على ان تُرجعها بعد 99 عاما، ومضت من يومها زهاء 200 عام وتبلطجت امريكا بغطرسة القوة ومازالت تحتل القاعدة البحرية الجوية في غوانتانامو،
ليس ذلك فقط وانما اقامت فيها سجن غوانتانامو سيء السمعة والصيت”،
” قامت الولايات المتحدة ببناء رصيف بحري عائم على شاطئ غزة “من اجل تسهيل وصول المساعدات لمدنيي القطاع المنكوبين بالصواريخ والقذائف الامريكية،
وبدل مساعدة سكان غزة ساعد الجيش الامريكي الذي يُسيطر على رصيف الميناء فرق الكوماندوز الاسرائيلي التي اقتحمت وقتلت ودمّرت في مخيم النصيرات من اجل تخليص 4 رهائن اسرائيليين”،
قامت الولايات المتحدة بتفجير طائرة الرئيس البنمي عمر توريخوس لانه تجرّأ وذكر انه بصدد تأميم قناة بنما”،
“قامت الولايات المتحدة الامريكية بدعم الجنرال اغوستو بينوشيت في انقلابه الدموي ضد الرئيس الاشتراكي المنتخب سلفادور اييندي في التشيلي، عام 1973″،
الولايات المتحدة قوّة عالمية عظمى لا تُؤمن لا بالمفاوضات ولا بالحكايات ولا بالسواليف ولا بتبويس اللحى،
امريكا تؤمن بجزمات جنود مارينزها وإلى اين يصلون، فهم حتى هذه اللحظة ما زالوا في اليابان وفي ألمانيا وفي كوريا الجنوبية، وفي العراق وفي سوريا،
فهل هذه العجلة والضغط الامريكي “لوقف اطلاق” نار واتفاق مع غزة، بدل اسرائيل ومعها شراكة، هي من اجل عيون اطفال غزة التي لم تُغمض جفونها منذ تسعة أشهر بفعل ضجيج وقنابل مقاتلات الإف 16 الامريكية،
ام ان القصة وما فيها هو طوق نجاة تنسجه امريكا لنتنياهو واسرائيل في “هذا الميمعان!!”،
وطبعا وقبل كلّ شيء “سهمدة الطريق” امام انتخابات نوفمبر الامريكية، في محاولة لضمان فوز “مستر بايدن” فيها.