رأي للمؤشر

واخيرا نتنياهو مُطارد عالميا

منجد صالح

المؤشر 23-11-2024   تقول الحكمة الشعبية: “يُمكن ان تخدع بعض الناس بعض الوقت، لكنك لا يمكن ان تخدع كلّ الناس كلّ الوقت”، وهذا ينطبق على نتنياهو، رئيس وزراء اسرائيل، “والمُطارد دوليا بموجب مذكرة الاعتقال الصادرة عن محكمة الجنايات الدولية في لاهاي”،

نتنياهو ومنذ “عبور اكتوبر الثاني”، الذي اسماه “السبت الاسود” لم يترك لحظة إلا وهو يشحذ مخالبه وانيابه تقطر دما في قطاع غزة المحاصر والمنكوب اصلا بفعل جيش نتنياهو، جيش الاحتلال والاعتداء،

قال نتنياهو في اول تصريح يوم العبور الثاني: “سأحيل غزة إلى رُكام”،

واحال قطاع غزة بأكمله إلى كومات من الركام والخراب والدمار، وآلاف الشهداء من الاطفال والنساء والرجال المدنيين، وآلاف غيرهم  من الجرحى والمفقودين، ومئات آلاف النازحين لاكثر من مرة في مساحة قطاع غزة المحاصر، إلى جانب سياسة فريدة في التاريخ ابتدعها نتنياهو وجيشه وهي ايصال الناس إلى الموت جوعا وعطشا ومن قلّة وشحّ الدواء وتدمير المستشفيات والمرافق الصحية، حتى لو كانت عيادة صغيرة في حيّّ مُدمّر!!،

وما فتئ نتنياهو يتبجّح ويتباهى بما يصنع جيشه من قتل ودمار وخراب، ويتحدّى العالم حتى طلاب جامعة كولومبيا الامريكية، بكل غطرسة وصلف ونزق ومُداهنة،

 

وكان يمشي ويتمختر و”يعرم”، ويُصرّح ويُهدد، ولسان حاله يقول: “يا ارض اهتزّي ما حدا قدّي!!!”،

“ان الله يُمهل ولا يهمل” فقد تطاول نتنياهو وفجر وتعدّى كل الخطوط الحمراء ومن جميع الالوان، واستمر في حرب الابادة الجماعية والتطهير العرقي، ضد المدنيين العزل في قطاع غزة،

لانه كان يخال نفسه واسرائيل كانت تتصرف تحت حكمه أو حكم غيره وكأنها دولة فوق القانون، وان القانون الدولي يُطبق على جميع الدول إلا اسرائيل، هكذا كان نتنياهو يعتقد ويُمارس ويتصرف،  “وعينك عينك وعلى عينك يا تاجر” وعلى رؤوس الاشهاد وفي العلن الصريح وفي وضح النهار،

لكن الظلم لا يدوم ولو طال،

فيد العدالة الدولية يجب ان تكون هي الطولى وليس ايادي البلطجية والمجرمين والمُعتدين وناكري حقوق الشعوب وحقوق الانسان

اخيرا طالت يد عدالة المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي نتنياهو ووزير حربه المُقال غالانت، ووجهت لهما “بطاقات جلب”، بطاقات اعتقال كمجرمي حرب وابادة جماعية وتطهير عرقي،

بالرغم من ردة فعل نتنياهو ومكابرته وتصريحه بعدم الاعتراف بالمحكمة أو ببطاقة جلبها لاعتقاله، إلا ان الحقيقة الدامغة هي ان نتنياهو مجرم حرب موصوف موسوم ببطاقة اعتقال من محكمة الجنايات الدولية في لاهاي،

وبالرغم من ردود فعل بعض الدول ومنها طبعا الراعية والشريكة الولايات المتحدة الامريكية، إلا أن الحقيقة أن الغالبية العظمى من الدول الموقّعة أو غير الموقعة على بروتوكول روما الناظم للمحكمة، ستلتزم، هذه الدول، بأوامر المحكمة وسيجد نتنياهو نفسه مُطاردا في كافة اصقاع الارض، تُلاحقه بطاقة الجلب بتهمة الابادة الجماعية والتطهير العرقي،

وربما سيحسب ألف حساب عندما يصعد في طائرته ويتوجّه إلى مكان ما أو دولة ما ماذا ينتظره هناك أو على الطريق؟؟،

وسيكون مثلُ نتنياهو في هذه الحالة كمثلِ طائر الفسيسي.

“طائر الفسيسي هو طائر صغير خفيف الوزن ينتشي في فصل التين، ويبدأ يتنقّل من شجرة إلى شجرة ويأكل ثمر التين بشراهة، حتى “يُتيّن”، اي يصبح مليئا بالشحم واللحم، ويبدأ مزهوّا يتنطط من شجرة تين إلى اخرى ويُغني ببطرٍ ونزقٍ وغطرسةٍ، ويقول: “انا الفسيسي الغدّار نقطة مني تملّي الدار!!”،

وهكذا وهو يتنطط يقع في فخ قوس نصبه احد الصبية له على فرع شجرة التين،

 

حينها يأخذ يتلوّى من الالم والحبس ويقول: “انا الفسيسي ويش منّي نقطة زيت احسن مني”!!

اخيرا وصلت يد العدالة الدولية والانسانية إلى نتنياهو لتقتص منه، هذه عدالة الارض،

لكن الله سبحانه وتعالى اعلى واعلم، وان عدالة السماء ستكون اشدّ واقسى،

وتذكروا ما حصل مع شارون.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى