ترجمات

ناشيونال إنترست الصاروخ الصيني “DF-26B” نقطة ضعف مميتة للحاملات الأميركية

المؤشر 06-03-2024   تحدّث الكاتب الجيوسياسي براندون جيه ويتشيرت،  عن استراتيجية الصين لاستعادة جزيرة تايوان، وتطويرها ترسانة صاروخية “قاتلة للناقلات”، في سبيل تحقيق أهدافها ومواجهة أي تدخّل أميركي والانتصار عليه، من دون مواجهة مباشرة.

أدركت بكين، منذ فترة طويلة، أنّ أي صراع مع الغرب بشأن تايوان، سوف يجري على مسافة أقرب إلى شواطئ الصين من شواطئ الولايات المتحدة. ويناءً على ذلك، وبما أنّ معظم الأهداف المحتملة للصين، وخاصةً في تايوان، تعتمد جميعها على المؤسسة العسكرية الأميركية للدفاع عنها، فإنّ القوات الصينية عملت على امتلاك ما يُعادل هذه الميزة على أرضها.

فقد طوّرت الصين ترسانة صاروخية من طراز “Dong Feng – DF-26B”، التي غيّرت قواعد اللعبة، إذ تسمح لها باستهداف السفن الحربية التابعة للبحرية الأميركية العاملة بالقرب من المناطق التي تعدّها ضمن مجال نفوذها.

وتعني هذه القدرة أنّ جميع السفن الحربية الباهظة الثمن التابعة للبحرية الأميركية – ولا سيما حاملات الطائرات – ستكون عرضة للهجوم من طراز “DF-26B”، الذي يُلقب بـ “قاتل الناقلات”.

مواصفات الصاروخ الصيني

يُعدّ “DF-26B” صاروخاً بالستياً متوسط ​​المدى، وهو بديل لمنظومة “DF-26” البالستية المضادة للسفن من طراز “DF-26″، والتي صُممت خصيصاً للوصول إلى أهداف بعيدة، مثل جزيرة غوام التي تسيطر عليها الولايات المتحدة.

منذ عام 2009، أصبحت غوام مركزاً للنشاط العسكري الأميركي المتمركز في ما يُعرف الآن باسم منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وتُعدّ تلك الجزيرة، التي تبعد نحو 4000 كيلومتر عن شواطئ الصين، موطناً لمجموعة واسعة من الأنظمة والأفراد العسكريين الأميركيين، بحيث إنّ مطارات جزيرة  غوام ستلعب دوراً حاسماً في أي مشاركة عسكرية أميركية مع الصين، وهو ما يعتقد العديد من الخبراء أنّه سيأتي قريباً.

وتبعاً لهذه الوقائع، سيسمح صاروخ “DF-26” للقوات الصينية باستهداف تلك المواقع الثابتة وإزالة غوام كقاعدة للأميركيين. أمّا نظام “DF-26B”، فسيسمح للصين باستهداف السفن الحربية التابعة للبحرية الأميركية العاملة بالقرب من المناطق التي تعدّها الصين ضمن مجال نفوذها.

في هذا السياق، يُشير تحليل لوزارة الدفاع الأميركية في عام 2022 للقدرات الصاروخية الصينية إلى “زيادات كبيرة في جميع المجالات” من حيث ترسانة الصواريخ الصينية، إذ زادت بكين عدد الصواريخ البالستية متوسطة المدى، مثل “DF-26B”، من 300 في عام 2021، إلى 500 بعد عام واحد فقط، فيما التقديرات بأنّ لديها الآن أكثر من ألف من هذه الأنظمة. وهذا رقمٌ أكثر من كافٍ لإحباط أي محاولة بحرية أميركية لتقريب قواتها من الشواطئ الصينية، أثناء اندلاع الحرب.

كما يوضح تقييم من أجرته “Business Insider” عام عام 2022، كيف أنّ “هناك نحو 250 قاذفة DF-26 يمكن إعادة تحميلها، بحيث يوجد ما يقدر بصاروخين لكل قاذفة، ممّا يعني أنّ الصين يمكن أن تطغى بسرعة على دفاعات الخصم بوابل من الصواريخ”.

اللعب بعيداً

وهذه هي النقطة. لا تحتاج الصين إلى محاربة البحرية الأميركية بشكل مباشر، بل إنّ الأمر كله يتعلق باللعب بعيداً. ومن خلال القيام بذلك، وفي غياب تدخل عسكري أميركي ثابت وموثوق وموجه ضد أي تحرك صيني عسكري في اتجاه تايوان، فسوف تُتاح للقوات الصينية الفرصة للانقضاض على المنطقة.

في الخلاصة، يمكن القول إنّه بمجرد أن تقرر الصين الدخول إلى تايوان والسيطرة على الجزيرة، فإنّ الجيش الأميركي سوف يجد نفسه غير قادر على استعراض القوة بفعالية.

وكلّما طال أمد عجز المؤسسة العسكرية الأميركية عن نشر قواتها بشكل يمكن الاعتماد عليه “دفاعاً” عن تايوان، كلّما قلّ احترام بكين لواشنطن، وزادت احتمالية هزيمتها في وجه جمهورية الصين الشعبية. لذلك، يجب على الولايات المتحدة أن تعيد التفكير جدياً في وضع قوتها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وما هي على استعداد للتضحية به “دفاعاً” عن تايوان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى