رأي للمؤشر

دباباتهم تحاصر رفح وأعينهم على القدس

المؤشر 26-02-2024 

بقلم : بهاء رحال

حكومة نتنياهو اتخذت قرارها بمنع المصلين من الوصول إلى المسجد الأقصى في شهر رمضان المبارك، ودفعت بقيود جديدة على الفلسطينيين سواء من الداخل أو من القدس أو من الضفة الغربية، في تحدٍ معلن وغير مسبوق، وتعدٍ فاضح وواضح على حرية العبادة وحرمة الشهر الفضيل، والحق في الوصول إلى المسجد الأقصى والصلاة فيه

يأتي قرار حكومة الاحتلال في ظل حرب الإبادة المستمرة على غزة، وهو يمثل أبشع أنواع الاعتداء على حق وحرية العبادة، وخرق آخر لمواثيق حقوق الإنسان التي تكفل حرية العبادة، وأن هذا القرار في ظل الشهر الفضيل سيكون له تداعياته على الأرض، وسيدفع الوضع في القدس نحو الانفجار، وهذا ما يريده بن غفير ونتنياهو، وهم بمثل هذه القرارات العنصرية ذاهبون في مخططاتهم الإرهابية المتطرفة إلى المزيد من التصعيد.

القادم خطير جدًا، والذي يجري يستدعي الانتباه عربيًا وإقليميًا، إسلاميًا ومسيحيًا، وعلى ما يبدو أن الأيام القادمة ستكون صعبة، وأن الاحتلال وحكومته يسعى بكل جهد للاستفادة من حالة الدعم الدولي واستغلال الفرصة التي توفر له الغطاء لمواصلة جرائمه وسياساته، لفرض واقع جديد في القدس، التي تتعرض هذه الأيام لموجة تطرف وتهويد.

إن ما تتعرض له مدينة القدس يفوق قدرة الناس على احتمال هذا الإرهاب المنظم الذي يمارس بحق المقدسيين في شتى نواحي الحياة، وإن السياسة التهويدية التي تمارس في المدينة بكل الأشكال، تأتي استكمالًا للعدوان والحرب على غزة، كما وأن القرارات الأخيرة الخاصة بمنع الصلاة في المسجد الأقصى هي بمثابة أحد أشكال حرب الإبادة، فهذا قرار أرعن وأحمق، وإن لم يتغير فسيكون له تداعياته على الأرض.

خطط اليمين والاستهداف اليومي للمسجد الأقصى عبر اقتحامات المستوطنين وتضييق الخناق على المقدسيين ومنع الفلسطينيين من الصلاة، وتحديد أعمار المصلين وسياسات هدم البيوت والاستيلاء وقضم الأراضي، وفرض عزلة تامة وكاملة بشكل غير مسبوق على المدينة، الهدف منها تضييق الخناق على المقدسيين الثابتين في بيوتهم وحاراتهم ومحالهم التجارية

خطط اليمين المتطرف في القدس تقوم على أفكار صهيونية عنصرية، وهي تسعى بشتى الطرق والوسائل للاستيلاء والسلب ووضع يدها على كل شيء في القدس، وطرد السكان المقدسيين أصحاب الأرض وأصحاب الحق، وهذا ليس بجديد بل إنها السياسة ذاتها المستمرة طيلة سنوات الاحتلال.

المقدسيون يعيشون أيامًا صعبة في كل مناحي الحياة، بفعل إرهاب المستوطنين المتطرفين المحصنين بسياسة الحكومة العنصرية التي توفر لهم الدعم والغطاء والحماية من جنودها المدججين بالعتاد والسلاح، وهم تحت تلك الحماية يواصلون عربدتهم واعتداءاتهم، كما يواصلون المصادرة والسرقة والاستيطان في كل أحياء القدس.

المقدسيون اثبتوا أنهم الأجدر على الحفاظ على القدس، وعلى المقدسات فيها، وهم يواصلون صمودهم في وجه كل السياسات العنصرية، وهم يعلمون أن ثباتهم أساس معادلة الحق بيننا وبين هذا الاحتلال، فهم هويتنا وهم شرعيتنا الباقية التي جذورها تمتد إلى عمق التاريخ، وهم صورتنا النقية الندية في وجه الضلال، وهم رهان الحق في وجه الباطل، والحقيقة في وجه الكذب والافتراء والادعاء، الذي يروج له بن غفير وحكومة نتنياهو المتطرفة التي تشن حرب الإبادة على شعبنا في غزة وتشن حرب التهويد والاستيطان في الضفة والقدس.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى