خرم إبرة- هل ستعترف الولايات المتحدة بدولتنا؟
المؤشر 13-02-2024
الكاتب: رامي مهداوي
منذ عقود، دفعت الولايات المتحدة الحل الذي يتكون من دولتين حول القضية الفلسطينية ولكنها لم تعترف رسميا بدولة فلسطينية مستقلة. تعمل إدارة بايدن على وضع خيارات لتنفيذ هذه السياسة بعد الحرب الحالية لإسرائيل في قطاع غزة، وهي خطوة قد تقدم قوة سياسية وقانونية ورمزية للفلسطينيين، وتزيد من الضغط الدولي على إسرائيل للمشاركة في محادثات لفرض السلام على المدى البعيد.
تقديم الاعتراف قبل أي اتفاق شامل نهائي سيمثل تحولا واضحا في موقف واشنطن، تصريحات وزير الخارجية الأميركي حول نية إدارته الاعتراف بالدولة الفلسطينية في غضون الشهور المقبلة أثارت جدلا واسعا. لقد واجهت تصريحاته انتقادات متوقعة من بعض الأطراف اليمينية الإسرائيلية ومؤيديهم دوليا.
الاعتراف هدف طويل الأمد، حيث يمنح اللياقة السياسية والدولية لنا كفلسطينيين، وكذلك النفوذ الرمزي في قضيتنا. ولكن مع ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة والضفة، فإن هذا الاعتراف لا معنى له بينما تواصل الولايات المتحدة تمويل وتسليح إسرائيل، وتحميها على الصعيد الدولي بشأن حملتها العسكرية.
لقد طالبنا بالاعتراف بدولة فلسطينية، لكن الإعلان الأميركي لا يعني أي شيء ما لم يتم ربطه بثلاثة أمور، نهاية الاحتلال الإسرائيلي، وإزالة مستوطناته في الضفة الغربية المحتلة، والتوصل إلى اتفاق حول حدود الدولة الفلسطينية. مع الأخذ بعين الاعتبار أن الولايات المتحدة كانت وما زالت تفعل كل شيء لتشجيع إسرائيل في احتلالها لنا. يمكن للرئيس بايدن أن يوقف الحرب ويمنعها، ولكنه يزود إسرائيل بالذخيرة لمواصلة الحرب، بالتالي أنا أشك فيما إذا كان البيت الأبيض فعلا ينظر إلى دولة فلسطينية على الإطلاق.
مع الأخذ بعين الاعتبار رفض رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشكل قاطع هذه الفكرة، قائلاً، إن وجود دولة فلسطينية جارة يتعارض مع حاجة إسرائيل إلى الأمان، وهو ما يضعه في صراع مباشر مع بايدن.
«سيكون هذا (الاعتراف) أكثر دمارا لإسرائيل حتى من هجمات 7 أكتوبر!!» كتب ديفيد فريدمان، السفير الأميركي في إسرائيل تحت رئاسة الرئيس السابق دونالد ترامب، على موقع «إكس.» كتب جيسون غرينبلات، مبعوث ترامب للشرق الأوسط السابق، أن الاعتراف بدولة فلسطينية سيؤدي إلى «تشجيع (حماس) والإرهابيين الآخرين على مواصلة اجتياحهم الدموي».
في مقال نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» يصف فيه ما وصفه بـ»مذهب بايدن الناشئ»، كتب توماس فريدمان أن الاعتراف في بداية عملية السلام بدلاً من نهايتها «قد يعزز دولة فلسطين على أسس متسقة مع أمن إسرائيل» وفي الوقت نفسه يساعد في ردع إيران وتعزيز دعم بايدن من قبل شرائح الناخبين الرئيسة قبل حملته لإعادة انتخابه.
أعتقد أن الولايات المتحدة بدأت تدرك بشكل تدريجي حاجتها إلى تغيير خطابها في المنطقة، لا سيما وقد تزايدت الضربات الموجهة لجنودها وسفنها، في البحر الأحمر والعراق وسورية والأردن. وعلى الرغم من هذه الضغوط العسكرية لن تدفع أميركا وحلفاءها إلى السعي للاعتراف بالدولة الفلسطينية. وفي تقديري سوف تعجز عن الاعتراف الشفهي أو المكتوب بالدولة الفلسطينية، وإذا تحقق ذلك يبقى الاعتراف مجرد حبر على ورق.
وحاليا، تعترف 139 دولة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة بالدولة الفلسطينية، معظم الدول التي لا تعترف بفلسطين هي دول غربية مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا ومعظم دول أوروبا الغربية. وبات السؤال المطروح حاليا: لماذا جنحت تلك الدول، التي لطالما كانت داعمة لدولة الاحتلال، إلى احتمالية الاعتراف بدولة فلسطينية؟.