كتاب المؤشر

الاستعمار يحاول اعادة رسم خارطة المنطقة

المؤشر 14-09-2024  

بقلم: د. محمد عودة

دمغ المؤلف الكندي الشهير وليام جاي كار في كتابه احجار على رقعة الشطرنج اليهود باعتبارهم قوى الشر التي تعمل متسترة بالظلام لتسيطر علي معظم الذين يشغلون المراكز العليا في العالم.

يقول الكاتب أن الصهيونية العالمية تثير الأحقاد بين الشعوب، وتنشر الفتن والدسائس، وتسعى إلى إحداث حرب عالمية ثالثة تنشب بين الاستعمار وربيبته إسرائيل من جهة والعالم العربي والإسلامي من جهة أخرى ويقضي المخطط المرسوم بأن توجه هذه الحرب لتحطيم العالم العربي ومن ورائه الإسلام ذاته.

حرب يفوق فيها الدمار كل ما دمر في الحروب السابقة مجتمعة، وهدفها في النهاية تخريب العالم وإقامة الامبراطورية الصهيونية على أنقاضه. وما الفوضى التي تسيطر على عالمنا، سوى نتائج تلك المؤامرة الشيطانية المستمرة.، (للعلم عمل اليهود على إخفاء كل نسخه ولم يكتفوا بذلك بل كل الدلائل تشير الى انهم هم من اغتال الكاتب) قبل تاريخ نشر الكتاب بأكثر من قرن ونصف قال جورج واشنطن وخلال خطابه عام 1789 الذي أقر فيه الدستور: «هناك خطر عظيم يهدد الولايات المتحدة وهو خطر اليهود، أيها السادة في كل أرض حل بها اليهود أطاحوا بالمستوى الخلقي وأفسدوا الذمة التجارية فيها، إنهم كوّنوا حكومة داخل الحكومة. وحينما يجدون معارضة من أحد فإنهم يعملون على خنق الأمة ماليا.

بعد ما يزيد عن عشرين عاما على اغتيال وليام جاي كار واثناء الحرب العراقية الإيرانية (1980) صرح زبغنيو بريجنسكي مستشار الامن القومي الأمريكي بان المعضلة التي ستواجه الولايات المتحدة هي كيفية اشعال حرب جديدة تمكن أمريكا من تصحيح حدود اتفاقية سايكس بيكو ،وعلى اثر التصريح كلفت وزارة الدفاع الامريكية بيرنارد لويس (حيي ابن اخطب العصر الحديث ) بوضع خطة محكمة لتفكيك الوحدة الدستورية لمجموعة الدول العربية والإسلامية جميعا وكلاً على حدة ومنها العراق وسوريا ولبنان ومصر والسودان وإيران وتركيا وأفغانستان والباكستان والسعودية ودول الخليج ودول المغرب العربي وتفتيت كل منها الى مجموعة من الكانتونات والدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية وقد أرفق بمشروعه المفصل مجموعة من الخرائط المرسومة تحت إشرافه تشمل جميع الدول العربية والإسلامية المرشحة للتفتيت وقد وافق الكونغرس على المشروع واعتمد ضمن السياسات الاستراتيجية الامريكية.

ترتكز خطة برنارد لويس بالأساس على تشكيل تنظيمات اسلامية متطرفة مهمتها تعميم الإرهاب في المنطقة وأحيانا تصديره للخارج من اجل تسليح أمريكا بالمبررات الضرورية للتدخل وإعادة رسم خارطة العالم، فقد صرح برنارد لويس عام 2005 بعد احتلال العراق بسنتين وهنا اقتبس (العرب والمسلمون قوم فاسدون ومفسدون فوضويون لا يمكن تحضيرهم لذلك فان الحل السليم يكمن في إعادة احتلالهم واستعمارهم وتدمير ثقافتهم الدينية حيث من الضروري إعادة تقسيم الدول العربية والإسلامية على أسس عشائرية وطائفية ومذهبية). انتهى الاقتباس. ومن اجل الترويج للفكرة تولى إدارة وسائل الاعلام الأهم في أمريكا شخصيات يهودية فمثلا تسلم قنوات التلفزيون الأهم شخصيات أمثال ليونارد جولدنسن، وليام بيلي، جميس روزنفيلد، توماس ساريمان وديفد سارتون، اما الإذاعات فكانت من نصيب مارتن روبنشتاين، لورانس غروسمان وفرانك مانكيويكز.

 

لقد صرحت وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس من بيروت عام2006 بان هناك ضرورة لصياغة شرق أوسط جديد عبر إشاعة الفوضى الخلاقة في الواقع لم تمضي سوى سنوات قليلة على تصريحها الا واشيعت الفوضى الخلاقة فيما سمي لاحقا بالربيع العربي والذي استمر حتى يومنا هذا وان بأشكال تختلف من بلد الى آخر وربما تكون الحروب الحالية تصب في اتجاه إعادة رسم خريطة المنطقة كما ظهر في الخريطة التي عرضها نتنياهو في مؤتمره الصحفي قبل بضعة أيام ، ضحايا هذه الفوضى الخلاقة من المسلمين فالقاتل والمقتول ينتمون الى الإسلام بكل تشعباته، كلفت هذه الفوضى الخلاقة ملايين الأرواح وعشرات ملايين اللاجئين ناهيك عن تريليونات الدولارات والكفيلة بتوفير رخاء واستقرار في كل العالم لعقود قادمة.

الم يرى الاخوة في المغرب كيف تراجع نتنياهو عن إعترافه بالصحراء كجزء من المغرب؟ الم يسمع الأردنيون والسوريون واللبنانيون بمخطط توسيع دولة الكيان على حساب أراضي هذه الدول؟ الم يسمع الاخوة في كل من الأردن ومصر بمخططات التهجير سواء حملة البطاقات الصفراء ام الزرقاء؟ الم يحن الوقت لاستدعاء سفراء الامه في تل ابيب للتشاور؟ الم يحن الوقت لاشتراط استمرار العلاقات بين الدول المطبعة وإسرائيل بوقف هذا المخطط الذي يستفرد الان بفلسطين لكنه سينتقل الى دول أخرى؟ الم يحن الوقت لتعيد الامة حساباتها ولتحدد موقفا موحدا مما يجري حتى لا يقول أحد من الامة لقد اُستبحتُ يوم قبلت باستباحة الشعب الفلسطيني.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى