صفقة الذكاء الاصطناعي بين أبل وعلي بابا الصينية تفجر توتراً جيوسياسياً

صفقة الذكاء الاصطناعي بين أبل وعلي بابا الصينية تفجر توتراً جيوسياسياً

المؤشر 19-05-2025     تواجه شركة ابل مقاومة من إدارة ترامب وعدد من مسؤولي الكونغرس الأميركي بسبب خططها لعقد شراكة مع شركة علي بابا الصينية لتوفير ميزات الذكاء الاصطناعي على هواتف آيفون في السوق الصينية، ثاني أهم أسواق أبل بعد الولايات المتحدة.

وفقاً لتقارير من ثلاثة مصادر مطلعة، يخشى المسؤولون الأميركيون أن تسهم الصفقة في تحسين قدرات الذكاء الاصطناعي لشركة صينية خاضعة لرقابة الحزب الشيوعي، ما قد يعزز من نفوذ بكين الرقابي وقدراتها العسكرية المستقبليةas a part of the culture

الصفقة تحت مجهر البيت الأبيض

خلال اجتماعات عقدت في واشنطن مع كبار مسؤولي أبل، أعرب ممثلو لجنة الكونغرس المعنية بالصين عن مخاوفهم من أن تؤدي الصفقة إلى تبادل بيانات حساسة مع علي بابا، وطرحوا تساؤلات بشأن الالتزامات القانونية التي قد تقع على أبل بموجب قوانين الرقابة الصينية.

ولم تتمكن الشركة من تقديم إجابات وافية في تلك الاجتماعات، بحسب مصدرين حضرا المناقشات، نقلاً عن صحيفة نيويورك تايمز.

عضو الكونغرس الديمقراطي راجا كريشنامورثي وصف موقف أبل بأنه «مقلق للغاية»، قائلاً إن علي بابا تجسد استراتيجية «الدمج المدني-العسكري» التي يتبناها الحزب الشيوعي الصيني.

أبل تحت ضغط في الصين والولايات المتحدة

الصين تمثل نحو 20 في المئة من مبيعات أبل عالمياً، وتراجع حصة الشركة السوقية هناك من 19 في المئة في 2023 إلى 15 في المئة في 2024 دفعها إلى البحث عن دعم من شركات محلية لتقديم ميزات ذكاء اصطناعي موازية لما توفره في الأسواق الغربية.

ومع عدم توفر خدمات شركة أوبن إيه آي في الصين، لجأت أبل إلى علي بابا كمزود محلي لدمج الذكاء الاصطناعي داخل أجهزة آيفون في البلاد.

في المقابل، واجه الرئيس التنفيذي للشركة، تيم كوك، انتقادات مباشرة من ترامب بسبب تصنيع منتجات في الهند بدلاً من الولايات المتحدة، ما يزيد من الضغوط السياسية على الشركة.

مع تزايد إدراك واشنطن دور الذكاء الاصطناعي كأداة عسكرية محتملة، تسعى إدارة ترامب إلى منع أي شراكات أميركية قد تمنح بكين تفوقاً تقنياً.

التقارير تشير إلى أن وزارة الدفاع وهيئات الاستخبارات تدرس تصنيف شركات مثل علي بابا على قائمة سوداء تحظر التعامل التجاري معها، في إطار استراتيجية تهدف إلى كبح تقدم الذكاء الاصطناعي الصيني.

وتؤكد مراكز بحثية أميركية، منها مركز وادهواني للذكاء الاصطناعي، أن تمكين شركات صينية مثل علي بابا من جمع بيانات من مستخدمي آيفون قد يُسرع من تطور نماذجها، وهو ما قد يؤدي إلى انعكاسات أمنية خطيرة.

في حال فشل صفقة أبل مع علي بابا، فإن الشركة قد تواجه صعوبة في تسويق هواتفها في الصين مقارنة بمنافسيها مثل هواوي وشاومي الذين يقدمون حلول ذكاء اصطناعي محلية قوية.

وبحسب محللي «أريت ريسيرش»، فإن الصفقة مع علي بابا لا تتعلق فقط بالبرمجيات، بل تشمل أيضاً التسويق والتوزيع عبر منصات التجارة الإلكترونية التي تسيطر عليها الشركة الصينية، وهو ما يجعلها شريكاً استراتيجياً يتجاوز الدعم التقني فقط.

ما بين رغبة أبل في البقاء تنافسية داخل الصين، وضغوط واشنطن لوقف أي تعاون مع شركات صينية بارزة في الذكاء الاصطناعي، تقف الصفقة عند مفترق طرق، فهي ليست مجرد شراكة تجارية، بل اختبار حقيقي لحدود التعاون الأميركي-الصيني في حقبة الذكاء الاصطناعي، وسط تزايد القناعة في الغرب بأن من يتحكم في الذكاء الاصطناعي سيتحكم في اقتصاد وأمن المستقبل.