أحذية أغلى من السيارات.. عالم تتقاطع فيه الموضة بالاستثمار والمزادات

المؤشر 24-11-2025   لم تعد الأحذية مجرد وسيلة للمشي، فبعضها اليوم يُعامل كأصل استثماري ترتفع قيمته في المزادات أكثر من ارتفاع أسعار السيارات نفسها.

من منصّات الأزياء الراقية إلى ساحات المزادات العالمية، تظهر مجموعات من الأحذية التي تحوّلت إلى قطع نادرة، بعضها لا يمكن ارتداؤه أصلاً، لكنها قادرة على بيع نفسها بملايين الدولارات.

شهد سوق المزادات خلال العقد الأخير تحوّلاً لافتاً، إذ اقتحم عالم الأحذية الفاخرة، خصوصاً الأحذية الرياضية النادرة، دائرة الفن القابل للاستثمار.

ومع دخول أسماء مثل نايكي، لوباوتان، وجادا دبي، بدأ التنافس يتجاوز الموضة باتجاه صناعة تجذب هواة الاقتناء، ومديري الثروات، وحتى صناديق الاستثمار الصغيرة التي تراهن على قيمة الرموز الثقافية.

أحذية فاخرة بأسعار خيالية: من «ميو ميو» إلى لوباوتان

تبدأ القائمة بزوج من أحذية ميو ميو Miu Miu الجلدية، بتصميم يجمع بين النعل المطاطي الضخم وسلسلة معدنية زخرفية.

يحمل هذا الزوج، رغم كونه مُعدّاً للاستخدام اليومي، سعراً يعكس هوية العلامة وهي 2,307 دولارات أميركية.

من جانبه، يواصل المصمّم الشهير كريستيان لوباوتان دفع حدود الفخامة مع حذاء نو ليمِت غريك No Limit Greek، المصنوع من جلد العجل والشمواه والمشبّع بطابع بصري مستوحى من الحضارة اليونانية، والممهور بالنعل الأحمر الأيقوني، ويصل سعره إلى 2,300 دولار.

نايكي ودخول المزادات.. بين الخيال العلمي والملايين

وتبدأ الأسطورة الحقيقية مع نايكي آير ماغ Nike Air MAG، الحذاء الذي ظهر في فيلم العودة إلى المستقبل الجزء الثاني Back to the Future Part II.

بعد طرحه لأول مرة عام 2011، وصل متوسط سعر إعادة بيعه إلى 8,593 دولاراً رغم أن النسخة الأولى لم تكن ذاتية الربط كما في الفيلم.

أمّا النسخة المحدودة ذات الربط التلقائي التي أُطلقت في 2016 بعدد 89 زوجاً فقط، فقد بيع أحدها بأكثر من 100 ألف دولار، ما يؤكد أن زمن الأحذية المستقبلية قد وصل فعلاً.

ستيوارت وايتزمان.. حين تتحوّل الأحذية إلى مجوهرات

بينما تظل سمعة المصمّم الأميركي ستيوارت وايتزمان Stuart Weitzman في عالم الفخامة ليست جديدة، فقد رفع السقف إلى مستوى غير مسبوق مع مجموعة أحذية مرصّعة بالماس.

ففي مقدمة هذه المجموعة تكون دايموند دريم ستيلتوز Diamond Dream Stilettos، المصنوعة من 1,420 ماسة بإجمالي 30 قيراطاً، بلغت قيمتها 500 ألف دولار، وظهرت على السجّادة الحمراء عام 2007.

تبعها حذاء ريترو روز بامب Retro Rose Pump المرصّع بالماس بقيمة مليون دولار، والذي رُفض ارتداؤه من قبل الكاتبة ديابلو كودي معتبرةً الأمر دعاية ساذجة.

ثم جاءت «حذاء سندريلا» المرصّع بـ565 ماسة من كْوَيَت Kwiat، والذي وصلت قيمته إلى 2 مليون دولار.

هوليوود تدخل المزاد.. حذاء دوروثي الأسطوري

من بين أيقونات السينما، قد يكون حذاء اليواقيت الأحمر الذي ارتدته جودي غارلاند في ساحر أوز The Wizard of Oz أشهر قطعة أزياء في التاريخ.

بقيت خمسة أزواج فقط حية حتى اليوم؛ بيع أحدها بـ510 آلاف دولار، بينما قيّم الخبراء زوجاً آخر تمّت سرقته ثم استرجاعه بما يصل إلى 3 ملايين دولار.

السنيكرز تُزاحم الألماس.. من مايكل جوردان إلى كانييه ويست

تحوّلت الأحذية الرياضية النادرة إلى فئة استثمارية قائمة بذاتها، ومن أبرز هذه الأمثلة، نايكي آير شيب Nike Air Ship التي ارتداها مايكل جوردان في موسمه الأول عام 1984، بيعت عام 2021 مقابل 1.5 مليون دولار، وهو أعلى سعر لحذاء لعب في تاريخ الرياضة.

وأيضاً، نسخة نايكي آير ييزي 1 Nike Air Yeezy 1 التي ارتداها كانييه ويست في حفل الغرامي 2008، بيعت في صفقة خاصة بـ1.8 مليون دولار.

ذهب خالص وألماس نادر.. حدود جديدة للترف

عام 2016 كشف دريك عن نسخ أوفاو × آير جوردان 10 «OVO x Air Jordan 10» المصنوعة من الذهب الخالص، والمقدّرة حينها بنحو 2 مليون دولار.

تعتبر هذه الأحذية غير قابلة للارتداء بسبب وزنها، لكن هذا بالتحديد ما يجعلها قطعاً فنية أكثر من كونها منتجات استهلاكية.

قبل سنوات، كانت أحذية ديبي وينغهام Debbie Wingham الأعلى سعراً في العالم بقيمة 15.1 مليون دولار، تصميم يشبه قالب حلوى مرصّعاً بالألماس ومطلياً بالذهب عيار 24 قيراطاً.

لكن الرقم العالمي انتقل في 2018 إلى باشون دايموند شوز Passion Diamond Shoes من جادا دبي وباشن جولرز بقيمة 17 مليون دولار، قبل أن يتجاوزه عام 2019 زوج أحذية مون ستار Moon Star للمصمم أنطونيو فييتري بقيمة 19.9 مليون دولار.

لماذا أصبح الحذاء أصلاً استثمارياً؟

ظاهرة ارتفاع أسعار الأحذية الفاخرة تعكس تحولاً في سلوك المستهلكين والمستثمرين على حد سواء، فقد أصبحت الأحذية النادرة رموزاً ثقافية ذات قيمة مالية مثل أحذية الشخصيات المشهورة، وأصولاً محدودة المعروض تُشبه في ندرتها لوحات الفن الحديث.

أصبحت أيضاً وسيلة لتنويع المحافظ الاستثمارية لدى الشركات الصغيرة وهواة الاقتناء.

ويعود هذا الاتجاه إلى ارتفاع الطلب في أسواق آسيا والخليج والولايات المتحدة على القطع النادرة، مع تنامي ثقافة إعادة البيع التي تضاعف الأسعار أحياناً خلال أسابيع.