البيتكوين تعود للصعود بعد هبوطها دون 90 ألف دولار

المؤشر 19-11-2025   ارتفع سعر البيتكوين بشكل طفيف بعد أن لامس أدنى مستوى له في سبعة أشهر متراجعاً دون 90 ألف دولار، ليجد بعض المشترين في سوق يتردد فيه العديد من المستثمرين في الإقبال على المخاطر.

وفقدت العملة الرقمية الحساسة للتقلبات جميع مكاسبها المحققة خلال العام، وتراجعت بنحو 26% عن ذروتها التي تجاوزت 126 ألف دولار في أكتوبر، وكان سعرها آخر مرة مرتفعاً بنحو 1.9% عند 93,532 دولار، بعد أن هبط سابقاً إلى 89,286 دولاراً.

وقال جان-ديفيد بيكينيون، الرئيس التجاري لمنصة «ديرابيت» التابعة لشركة «كوينبيس»، في مذكرة عبر البريد الإلكتروني: «بشكل عام، المخاوف من الهبوط مبرّرة على المدى القصير، والمسار الأكثر ترجيحاً هو المزيد من التراجع في الوقت الحالي.. لكن مثل هذه الأوضاع المتطرفة، كثيراً ما كافأت الجريئين في تاريخ العملات المشفرة».

وبحسب موقع «كوين غيكّو»، تمّ محو نحو 1.2 تريليون دولار من القيمة السوقية الإجمالية للعملات المشفرة خلال الأسابيع الستة الماضية.

ويقول مشاركون في السوق إن مزيجًا من الشكوك حول مسار خفض أسعار الفائدة الأميركية، وحالة العزوف عن المخاطرة التي سيطرت على الأسواق بعد موجة صعود طويلة، يضغط على سوق العملات المشفرة.

«الثقة يمكن أن تتآكل بسرعة لافتة»

قال جوشوا تشو، الرئيس المشارك لجمعية Web3 في هونغ كونغ: «عمليات البيع المتتالية تتفاقم مع خروج الشركات المدرجة والمؤسسات من مراكزها بعد أن عززت رهاناتها خلال موجة الصعود، ما يزيد مخاطر العدوى عبر السوق».

وأضاف: «عندما يضعف مستوى الدعم وترتفع حالة عدم اليقين الكلي، يمكن للثقة أن تتبخر بسرعة لافتة».

كما تلقّى سوق البيتكوين ضربات إضافية في الأيام الأخيرة بسبب عمليات سحب واسعة من صناديق البيتكوين الفورية الأميركية المتداولة في البورصة (ETFs). فمنذ 10 أكتوبر –عندما تراجعت أسواق الأسهم وسط مخاوف من توترات الرسوم الجمركية بين واشنطن وبكين– خرج نحو 3.7 مليار دولار من هذه الصناديق، من بينها 2.3 مليار دولار في نوفمبر وحده، وفق بيانات «مورنينغ ستار».

وقال جوزيف إدواردز من شركة «إنيغما سيكيوريتيز» إن المضاربين الذين ضخّوا أموالهم في العملات المشفرة تعويلاً على تشريعات أميركية داعمة بدؤوا في التراجع، ما أدى إلى تدفقات خارجة من الصناديق والأدوات الاستثمارية المشابهة في الأسابيع الأخيرة.

وأضاف: «ضغوط البيع ليست استثنائية، لكنها تأتي في وقت يعاني فيه جانب الشراء من الضعف… الكثير من المستثمرين الأفراد تلقوا ضربة قاسية خلال الانهيار الخاطف الشهر الماضي»، في إشارة إلى هبوط أكتوبر الذي شهد تصفية مراكز مدينة بقيمة 19 مليار دولار.

أسهم شركات الكريبتو تتماشى مع الهبوط

شركات تخزين العملات المشفرة مثل Strategy، وشركات التعدين مثل Marathon Holdings، إضافة إلى بورصة Coinbase، شهدت تراجعاً مع المزاج السلبي، قبل أن ترتد هي الأخرى في تعاملات بعد الظهر بالتزامن مع تحسن البيتكوين.

وشهد العام ازدهاراً في الشركات المدرجة التي تحتفظ بأرصدة من العملات المشفرة، إذ اتجهت شركات صغيرة من قطاعات غير مرتبطة إلى أن تصبح بمثابة «واجهات كريبتو» بمجرد إعلان خطط لشراء واحتفاظ هذه العملات في ميزانياتها.

لكن بنك ستاندرد تشارترد قدّر أن هبوط البيتكوين دون 90 ألف دولار قد يجعل نصف هذه الشركات في وضع «تحت الماء»، أي أن قيمة ما تمتلكه من بيتكوين ستصبح أدنى مما دفعته فعلياً.

وأشار البنك إلى أن الشركات المدرجة تمتلك مجتمعة 4% من إجمالي عملات البيتكوين المتداولة، و3.1% من عملة الإيثر.

وتواصل شركة Strategy، أكبر حائز مؤسسي للبيتكوين، إضافة المزيد إلى احتياطياتها، وقال مؤسسها مايكل سايلور إن الشركة اشترت 8,178 بيتكوين.

وحتى يوم الأحد، كانت الشركة تحتفظ بنحو 649,870 رمزاً بمتوسط سعر يقارب 74,433 دولاراً للبيتكوين، بحسب سايلور عبر منصة «إكس».

أما عملة الإيثريوم، ثاني أكبر العملات المشفرة، فقد تراجعت هي الأخرى بنحو 40% من ذروتها في أغسطس عندما تجاوزت 4,955 دولاراً.