اسرائيل يفتتح مصنعًا جديدًا بالدار البيضاء لإنتاج مسيّراتٍ إسرائيليّةٍ انتحاريّةٍ تُساعِد المغرب ضدّ (البوليساريو) بعد اعترافه رسميًا بسيادة المغرب على الصحراء الغربيّة

اسرائيل يفتتح مصنعًا جديدًا بالدار البيضاء لإنتاج مسيّراتٍ إسرائيليّةٍ انتحاريّةٍ تُساعِد المغرب ضدّ (البوليساريو) بعد اعترافه رسميًا بسيادة المغرب على الصحراء الغربيّة

المؤشر 17-11-2025   بات واضحًا وجليًا كعين الشمس أنّ العلاقات الإسرائيليّة مع الدول العربيّة المُطبّعة آخذةً بالتحسّن، على الرغم من حرب الإبادة التي شنّها جيش الاحتلال الصهيونيّ ضدّ قطاع غزّة، والتي أدّت فيما أدّت إلى عزل الكيان وتحويله إلى دولةٍ منبوذةٍ ومصابٌ بالجذام عالميًا، ولكن يبدو أنّ مقاطعة الكيان لا تنسحب على الدول العربيّة التي وقعّت اتفاقيات تطبيعٍ مع إسرائيل برعايةٍ أمريكيّةٍ، بل الأخطر من ذلك، أنّ العلاقات تستمّر في التوسّع، فيما يجري الحديث عن انضمام دولٍ عربيّةٍ أخرى إلى التطبيع مع دولة الاحتلال، التي ما زالت تذبح الفلسطينيين من الوريد إلى الوريد وببثٍّ حيٍّ ومباشرٍ.

وفي هذا السياق كشفت مصادر أمنيّة وسياسيّة رفيعة في تل أبيب اليوم الاثنين عن أنّ المغرب سيبدأ قريبًا جدًا بإنتاج طائراتٍ إسرائيليّةٍ دون طيّاٍر انتحاريّةٍ في مصنعٍ قرب الدار البيضاء، مُضيفةً أنّ التعاون الأمنيّ بين إسرائيل والمغرب يشهد تطورًا ملحوظًا مع افتتاح مصنع جديد لشركة (لوبيرد) الإسرائيلية، المملوكة بشكلٍ مشتركٍ لشركة الصناعات الجوية الإسرائيلية ورجل الأعمال الصهيونيّ، رونين نادر، في حين أنّ المصنع نفسه مملوك للمغرب.

وأشارت المصادر الإسرائيليّة ذاتها إلى أنّ الجيش المغربيّ يستخدم الطائرات دون طيّارٍ بشكلٍ متكرر في حرب الصحراء الغربية، ضدّ جبهة (البوليساريو)، ويوم الخميس الماضي، أفادت وسائل الإعلام المغربية بفخرٍ بنجاح طائرةٍ دون طيّارٍ تابعة لجيش جلالة الملك في اعتراض هجوم لجبهة البوليساريو.

ومن الجدير ذكره أنّ الجيش المغربيّ يُقاتل هذه المنظمة منذ خمس سنوات، والتي تسعى لتحرير منطقة الصحراء الغربية من المغرب، وقد عُرضت مقاطع فيديو تُظهر إسقاط مركبة مدرعة للعدو من الجو وانفجارها في نشرات الأخبار المحلية.

وشدّدّت صحيفة (ذي ماركر) الصهيونيّة على أنّه قريبًا، قد يزداد المغاربة فخرًا بأنّ هذه الطائرات دون طيّارٍ محلية الصنع، حيث افتتحت شركة (بلوبيرد) الإسرائيلية مصنعًا في المغرب للأسلحة المتسكعة، مُضيفةً في الوقت عينه أنّ المصنع الجديد يُنتج منتجات الشركة الإسرائيليّة، ولكنه مملوك للمغرب.

عُلاوة على ذلك، لفتت الصحيفة الصهيونيّة في تقريرها إلى أنّ هجوم يوم الخميس على الصحراويين لم يكُنْ المرّة الأولى التي تلعب فيها الطائرات المسيرة دورًا في هذا المجال، فقد استخدمها الجيش المغربيّ بشكلٍ متكررٍ في هذا الصراع.

وتقاتل جبهة البوليساريو من أجل سيادة الشعب الصحراوي وتُقر الأمم المتحدة بأنّ هذه المنظمة تُمثل الصحراويين، لكن المغرب يرفض الاعتراف بحقهم في الاستقلال.

وأضافت الصحيفة الصهيونيّة: “تتناول المصطلحات المحيطة بصراع الصحراء الغربيّة مصطلحات مألوفة لدى الإسرائيليين: ما إذا كان سيتم منحهم الحكم الذاتيّ ونوعه، ومسألة ما إذا كان المهاجرون المغاربة إلى المنطقة، المعادل المغربي للمستوطنين الصهاينة، سيكون لهم الحق في التصويت في هذا الاستفتاء”.

وذكّرت الصحيفة في تقريرها أنّه في صيف العام 2023، بعد عامين ونصف من انضمام المغرب إلى اتفاقيات إبراهيم وتطبيع العلاقات مع إسرائيل، اعترفت إسرائيل بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية.

في غضون ذلك، يُعد هذا الصراع أحد العوامل التي تجعل الجيش المغربيّ عميلاً رئيسيًا لصناعة الأسلحة الإسرائيلية، حيث تُطوِّر شركة (بلوبيرد) طائرات مسيرة تكتيكية صغيرة، وقد قُدّرت قيمة الشركة في صفقة أُبرمت عام 2020 بحوالي 100 مليون شيكل. وفي عام 2023، أبلغت الشركة عن مبيعات بقيمة 110 ملايين شيكل إلى مسجل الشركات. ووفقًا لتقارير إعلامية أجنبية، سيُقام المصنع الجديد بالقرب من الدار البيضاء، وسيُنتج ذخائر SPYX الانتحارية.

بالإضافة إلى ما جاء أعلاه، شدّدّت الصحيفة على أنّ شركة (بلوبيرد) ليست القناة الوحيدة التي تبيع من خلالها شركة الصناعات الجوية الإسرائيليّة منتجاتها إلى المغرب. فعلى الرغم من أنها لم تُجدّد علاقاتها الرسمية مع إسرائيل إلّا في عام 2020، إلّا أنّها اشترت أولاً طائرات مسيرة من طراز شوفال (هيرون) من إنتاج شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية في عام 2014؛ وفي عام 2021، أُفيد أنّ شركة الصناعات الجويّة الإسرائيليّة باعت للمغرب طائرات مسيرة انتحارية من طراز هاروب، التي تنتجها أيضًا شركة الصناعات الجوية الإسرائيليّة.

وفي شهر شباط (فبراير) 2022، وقّعت شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية صفقة لبيع نظام باراك-MX المضاد للطائرات إلى المغرب، بقيمة تزيد عن نصف مليار دولار.

وفي العام نفسه، أفادت التقارير أيضًا أنّ المغرب اشترى 150 طائرة مُسيّرة من طراز بلو بيرد، بالإضافة إلى صفقة أخرى لشراء طائرات مُسيّرة من طراز (هاربون)، ويبدو الآن أنّ المغرب يُريد البدء في إنتاج الأسلحة الإسرائيليّة على أراضيه، وأنّ الأموال التي يدفعها تذهب، من بين أمور أخرى، إلى شركة الصناعات الجوية الإسرائيليّة، المملوكة لحكومة الكيان، على حدّ قول المصادر التي تحدثت للصحيفة الصهيونيّة.